الفلسطينيون والهولوكست، الانتفاضة تُفقِدْ نتانيتاهو صوابه

دراسات (:::)
رشيد شاهين -فلسطين المحتلة (:::)
في تصريح شكل ما يشبه الصدمة ليس للفلسطينيين فقط، وانما في اوساط المستعمرين الصهاينة في فلسطين، وكذا في الكثير من الأوساط السياسية والديبلوماسية، ذلك عندما اتهم نتانياهو الحاج امين الحسني انه من أوحى بفكرة المحرقة لأدولف هتلر.
هذيان نتانياهو، ومحاولته إلصاق هذه التهمة بالحسيني كرمز من رموز الثورة الفلسطينية، ياتي ضمن كل ما يقوم به من محاولات لوصم الفلسطينيين بالارهاب.
خلال الفترة المنصرمة، وفي جل خطاباته وتصريحاته، لم يتوقف نتانياهو عن ربط المقاومة الفلسطينية بتنظيمات الارهاب العالمية، ابتداء من داعش وليس انتهاء ببوكو حرام، وذلك لادراكه حجم “الرعب” الذي تتسببه هذه التنظيمات في قلوب الغربيين ساسة وافرادا، ولمعرفته حجم الكراهية التي يكنها الغرب لهذه التنظيمات، وهو بذلك يمارس الممارسة النازية ذاتها “اكذب اكذب حتى يصدقك الاخرين”.
تصريح نتانياهو حول الحاج أمين الحسيني، سبب إرباكا واضحا في المجتمع الصهيوني، بحيث لم يتوان زعيم المعارضة في دولة الكيان، يتسحاق هيرتسوغ، عن اتهام نتانياهو بمحاولة”تزوير التاريخ”،مضيفا بأن تلك الاقوال ” تشويه تاريخي خطير يجب تصحيحه فورا”. وان على نتانياهو ان يكون “دقيقا فيما يتعلق بالتاريخ”.
كما اتهمه البعض بانه بمثل هذا التصريح، انما يوفر قاعدة وأرضية خصبة لناكري “المحرقة”، التي يقول اليهود ان هتلر قام بها وراح ضحيتها ستة ملايين يهودي.
ألمانيا وبحسب وسائل الإعلام، ردت ايضا على نتانياهو بالقول “إن المانيا، والمانيا فقط، هي المسؤولة عما جرى لليهود”، وبهذا فان المانيا تقول وبطريقة غير مباشرة، انه يمارس الكذب والتزوير من خلال اتهامه للحسيني بما اتهمه به.
الاستناد الى زيارات الحسيني لألمانيا واجتماعه بهتلر، كما يحاول نتانياهو الترويج، لا تخرج عن نطاق الكذب الممنهج الذي ينتهجه، حيث من المعروف ان الحسيني قام بأول زيارة لألمانيا بعد أن بدأت الحملة النازية ضد اليهود عام 1938 ، وليس بعد تلك الزيارة التي حدثت عام 1941، وكانت “الزيارة” تهدف الى الطلب من هتلر توفير الحماية لمسلمي البوسنة الذين كانوا يتعرضون لحملة “إبادة” على يد الشيوعيين هناك.
محاولة نتانياهو تأجيج الحقد اليهودي خاصة لدى قطعان المستوطنين، وكذلك يهود العالم والغرب بعامة، تأتي بينما يتم ارتكاب جرائم على كل المستويات وبشتى السبل ضد أبناء الشعب الفلسطيني ترتقي الى جرائم الحرب والتطهير العرقي والجرائم ضد الانسانية، التي تخالف القوانين الدولية، وهي محاولة للهروب الى الامام، لتفادي الملاحقة القانونية التي لا بد ستطال مجرمي الحرب الصهاينة، عاجلا أو آجلا.
مثل هذه الأقوال، التي من المعلوم انها لا تمت للحقيقة بصلة، تأتي فيما تتواصل انتفاضة القدس، التي من الواضح انها اربكت قادة الاحتلال، ودفعت نتانياهو للخروج عن طوره في سوق الاكاذيب وتزوير التاريخ، كما يحاول تزوير الجغرافيا من خلال كل ما يقوم به وعصابة الاجرام في تل أبيب من تغيير للوقائع على الارض، وصل إلى تغيير أسماء المدن والقرى والبلدات العربية، وتهويدها وتسميتها بأسماء توارتية.
برغم ذلك، فان الانتفاضة التي أججها شباب القدس وساندهم أبناء الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، واستعرت في باقي الضفة  والقطاع، ستتواصل مهما حاول قادة دولة العصابات من تزوير للتاريخ، ولن يكون غريبا ولا مستغربا ان نستمع إلى المزيد من الكذب والتزوير ومحاولات التشويه كلما اشتد عود الانتفاضة.
24-10-2015