الإنتفاضة الفلسطينية : وكي السرطان الصهيوني – بقلم : الطيب بيتي

دراسات ….
بقلم : الطيب بيتي العلوي …..
إعرف عدوك واعرف نفسك ؛ لو كنت ستدعم مائة حرب ،ستنتصر مائة مرة. إذا تجاهلت عدوك وعرفت نفسك ، فستكون فرصك في الخسارة والفوز متساوية. إذا تجاهلت نفسك وعدوك ، فسوف تحسب معاركك فقط بهزائمك “~ صن تزو في كتابه،” فن الحرب.
لقد صدق من قال بأن الكيان الصهيوني أوهى من بيت العنكبوت .
فتعالوا نفكر لحظة أونؤمن ساعة -كما ورد في الأثر الشريف-
-إنتفاضة لعلها تبدو للبعض إرتجالية ، ولكنها بطبيعتها ستحقق ما كان مستحيلاعلى*خبراء * السياسة والجيو-عسكرية الفلسطينية والعربية ، لأنها حركة ذاتية الدفع وذاتية الإندفاع،وهو ما يمثل البون الشاسع ما بين هبة فطرية ،وما بين *ثورات* مزيفة محمولة على الأكتاف من الخارج.
-إنتفاضة رمضانية شعبية عفوية شبابية ،خلطت الأوراق الإسرائيلية،أربكت المعطيات الميدانية العتيقة، وأعتمت الرؤى الجيوسياسية الإقليمية والغربية.
بدايتها معلومة، وحوافزها بديهية ومشروعة وتداعياتها مجهولة.
إستمرارها – مع التضحيات المفروضة – سيؤدي حتما لتحرير فلسطين من النهر إلى البحر،وحتمية إنهاء المشروع الصهيوني ونهاية *المثال الغربي*وهيمنته على العالم التي دامت أزيد من قرنين. شريطة عدم إسقاط هذه الإنتفاضة الأخيرة بين أيدي مزايدات السماسرة القدامى والجدد.
بداية :الصهيونية في مفهومها الغربي وفي آفاقها مشروع إبادة جماعية لا أقل ولا أكثر،إستمدها الغرب من فكرة”: *الإبادة الجماعية مقدسة *المكتوبة في الكتاب المقدس العبري (اقرأ كتاب ستيف ويلز المعنون Drunk with Blood: Killing God in the Bible ” * سكران بالدم: قتل الله في الكتاب المقدس* وهو كتاب يجب أن يقرأه كل كاثوليكي صالح.
-و من خلال النظرية الإقتصادية المالتوسية الأنغلوساكسونية في القرن التاسع عشر التي روجت للعنة الإبادة البشرية
-ومن خلال نظريات التطهير العرقي للفاشية والنازية في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي .
-المشروع الصهيوني، مشروع ولد ميتا في مهده، وكان مثل الدودة الموجودة في الفاكهة- كما يقول المثال الفرنسي-
وما كان له أن يعيش أو يستمر لولا الخيانات العربية، ولولا تفسير العرب للتاريخ بعلل الجهالة و والتغافل الغفلة -مادام لينين قد فضح سمسرة سايكس البريطاني وبيكو الفرنسي ونبه حينها الساسة العرب الي الفخ المنصوب لهم ، ليقرالغرب منذ زمنها بجهل ساسة العرب وغفلة الأمة، ولا شيء تغير في أحوال العرب ما دام صعاليك* العهرتطبيعية* قد أتبثوا ذلك بعد أن مضى على خيانة سايكس بيكو أكثر من نصف قرن .
-الصهيونية مشروع تجاري ماركانتيللي فج وسخيف، سوقه النصاب اليهودي العلماني ثيودر هارتزل للغرب -والذي أتبثت مصادر غربية أنه لا يعرف قراءة جملة واحدة بالعبرية-
-الصهيونية ، بصفتها حاملة لمشروع إقامة دولة يهودية ، قامت على مبدأ أن تتحقق على أرض بلا شعب. حيث تحدد مسبقا بشكل رمزي الإبادة الجماعية المعلنة ووجول إستمراريتها .علما بأنه لاتوجد أرض خالية من السكان ولو في الصحراء. ،فما بالك بفلسطين ودورها الجيو-ستراتيجي في المجموعة الهلالية منذ بداية التاريخ ، كمفترق طرق الحضارات الكبرى لآلاف السنين وكونها بندول الساعة بين الهيروغلوفية في مصر والمسمارية في الرافدين ..
كان مؤسسو الصهيونية ، مثل رعاتها البريطانيين والفرنسيين والملهمين لهم من اليهود العلمانيين ، مدركين جيدًا أهمية تزوير التاريخ والبروباغاندا في سبيل تحقيق مشروع *ميت* وفاشل ـ من أجل تبرير المجازر والنفي والتهجير للفلسطينيين .
وهنا تبدو إهمية إستدعاء الإبادة الجماعية التاريخية الغربية التي وجدت ظالتها في التوراة والتلمود، وعمليا في إلابادة الممنهجة للهنود الحمر، السكان الأصليون بالقارتين الأمريكيتين . مما دفع بكاتب فرنسي مرموق يسمي *نيكولا بولاي* الذي كتب هذا الأسبوع – بمناسبة هذه الإنتفاضة الفلسطينية -* كلنا فلسطينون في هذا الزمن الضنين*
ومن هذا المنظورالحيثيات .ر،يجب على المقاومة الفلسطينية الحذر والمنتفضون ، من السقوط في شباك سماسرة الوساطات المشبوهة يقوم بترشيدها المحتال المتصهين ماكرون -السمسارالأمريكي والإسرائيلي والخبير السابق في بنك روتشيلد ومُنَظٍرولي العهد السعودي- مع دول *ربيعية* مشبوهة مثل مصر، بهدف وأد شرار الإنتفاضة وإيجاد مخرج *مشرف لصديقه ناتانياهو وإستثمارها في حملته الإنتخابية المهددة بالفشل -وهو الرئيس الغربي الوحيد ألذي منع التظاهرة المشروعة مناصرة للفلسطينيين
فما فائدة إيقاف الإنتفاضة والمقاومة ومن أجل تحقيق ماذا؟
مادامت :
-الأسرلة والتطبيع لن تتوقفا
– الإبادة الجماعية ضد الفلسطيننين لن تتوقف
– التمويل الغربي اللامشروط لإقامة المستوطنات تكثيف وتوسيعها لن يتوقف
– التأكيد على ضرورة إعادة تشكيل الجغرافية العربية من نواكشوط إلى مسقط على*مسلمات* العهدين القديم والجديد ، وعلى قراءات *مافوقية* لإسقاطات اللاهوت على تفسير التاريخ وإعادة تشكيل ثقافات وخرائط المنطقة العربية وخاصة الشرق الأوسط
-قضم الأراضي الفسلطينية لن يتوقف إلى أن يصل القضم إلى حدود ا لخريطة المقترحة ل *جاريد كوشنير * التي شكّلَها في *صفقة القرن*
الإغتيالات المنظمة لن تتوقف:
-إغتيال أمثال كنفاني و عرفات و مغنية و الشهيدان الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس و علماء ذرة عراقيين وإيراننين ومناضلين لن يتوقف،
فقد تميزت ولادة إسرائيل بإغتيال ممثل الامم المتحدة الكونت برنادوت، ولم يحرك ما يسمى بالمجتمع الدولي ساكنا .
-مصادرة الممتلكات الفلسطينية وقتل الأطفال وتعذيب القاصرين والتنكيل بالنساء والشيوخ والتطهير العرقي لن تتوقف، ولو إجتمع كل ساسة العرب في* إسطبلهم العربي * أو الغرب في * برجه البابلي* التوراتي، المسمى بالأمم المتحدة -التي إنتهى دورها بمجرد التصويت على شرعية إسرائيل
-الأمم المتحدة لم تُجَرِم ولا مرة واحدة الجرائم الصهيونية بمعدل عشرات التجاوزات اليومية الموثقة منذ عام1948
– لا أحد يمكنه أن يوقف عنجهية الكيان الصهيوني عند حده ،بمنطق وبموجب طابعه التأسيسي. كما أثبت ذلك -الرئيس الأمريكي ترومان الذي خلق لنا كار تثين: إجبار الدول على الإعتراف بإسرائيل عام 1949 والحرب الباردة بين المعسكرين وكل الرؤساء الأمريكين سارواعلى نهجه وسيظلون
– المشككون في عدالة القضية الفلسطينية في العالم العربي والغربي لن يتراجعوا أبدا عن مواقفهم.
-سياسية الأمر الواقع لن تتوقف…..
ـ إذن فعلى ماذا سيعول من سيطالب الفلسطينيين على الدخول من جديد مثل فئران الجحور في أنفاق جديدة من المفاوضات والسمسرات والمساومات؟ مادامت هذه الإنتفاضة على قصرها في الزمن وفعاليتها على الأرض قد حققت مالم يحققه *تجار* المقاومة الرسمية منذ عام 48؟