آراء حرة … كلمة رئيس التحرير – الجالية العربية
بقلم : وليد رباح – الولايات المتحدة الامريكية …
اقصوصة عجيبة أليس كذلك ؟ مع انك لم تقرأها بعد .. ولم أخط بعد حرفا واحدا فيها .. ولقد قيل ان الرسالة تقرأ من عنوانها ، وان البعر يدل على البعير ، تماما مثلما يعرف السلاطين من لباسهم .. والراقصة من مشيتها .. وعازف الطبلة او المزمار اذ يسير في الطرقات واصابعه تلعب في الهواء
ولقد حدثني عجوز امريكي فكه ابن نكتة بلغ الثمانين او يكاد قال :
قرأت رسالة من ابي كانت قد صدرت عن ابيه وتوارثناها وما زالت على ورقها الاصلي وفي خطها المفركش الذي يحتاج الى مكبر زجاجي مقعر كي تفك طلاسمها .. وأراني الرسالة فظننت انها وضعت تحت رجلي دجاجة بعد ان لوثت رجولها المثلثة بالحبر الصيني فرسمت خطوطا لا افهمها .. وحتى اقصر المسافة بيني وبين الفهم قلت : هلا حدثتني عن فحواها ..ضحك وقال .. :
عندما انتهت الحرب الاهلية الامريكية اقر رجال الحكم بعد الوحدة ان تجرى انتخابات نزيهة لانتخاب رجال الكونغرس الامريكي الاول .. بعد ان وقع جورج واشنطن على مرسوم أن من يعتمد التزوير في الانتخاب جزاؤه المشنقة. وهكذا جهدت لجان الانتخاب ان تكون نزيهة ..
وفي مدينة جدي التي كانت شبه منعزلة عما يجري لم يتقدم مرشح واحد كي يصبح عضوا في الكونغرس .. مع انهم قبل اصدار قرار الرئيس كانوا بالعشرات .. فقد وطنوا انفسهم على التزوير لكن المشنقة اخافتهم فانسحبوا واحدا تلو الاخر ..
ولما كان الحزبان الكبيران في بداية تكوينهما فقد تحركت لجنتان منهما كي تقنع اهل المدينة ان الانتخابات ضرورة وطنية .. فوقع اختيار الحزب الديمقراطي على من يخوضها .. ولكن الجمهوريين لم يعثروا على ضالتهم فجاءوا الى رجل مشهور باللصوصية خريج سجون عنصري النزعة يعمل قوادا في فندق صغير بالمدينة ( وللتدليل نعم .. كان هنالك قوادون لان امريكا في بداية تكوينها كانت نظيفه .. اما اليوم فلا حاجة لتلك المهنة ) فحاولوا اقناعه لكنه امتنع .. وتحت ضغط المغريات وافق شرط أن لا يلتزم باوامر الحزب الجمهوري في كتابة دعايته الانتخابية فوافقوا وتركوه عائدين الى واشنطن ..
كتب الرجل على باب منزلة يافطة تقول :”لا تنتخبوني .. فانا حرامي ” .. ومن الغريب والعجيب ان كل رجال المدينة اعطوه اصواتهم .. اذ لم تكن المرأة بعد قد سمح لها بالانتخاب .. واكتسح النجاح فكان اول عضو للكونغرس في المدينة ممثلا لها في واشنطن ..
لكني سألت الشيخ الفكه الثمانيني عن سر نجاحه مع ان فيه كل الصفات الرذيلة فقال : كان الرجل صادقا .. فالكل يعرف انه لص وقواد وخريج سجون .. وقد تحدث بالحقيقة .. وسقط المرشح الديمقراطي سقوطا ذريعا لانه كذب على الناس وقال انه شريف .. مع انه يماثل الاخر في مهنته ورعونته ..
هذه الكوميديا السوداء اضحكتني حتى استلقيت على قفاي فقال الرجل جادا : مابك يا رجل .. الا تصدقني .. كانت امريكا نظيفه .. فقد كنت تجوبها طولا وعرضا ولا تجد امرأة ليل تعرض جسدها للبيع فان وجدت فمصيرها السجن تقضي فيه بقية عمرها .. وكانت مهنة القوادة (سرية) فلا يظهر القواد الا عن طريق (المراسلة) .. ولم تكن تجد عضوا في مؤسسة امريكية يرتشي فان اكتشف احدهم نبذه الناس واعتزلوه .. كان المرشح يدخل الانتخابات من حر ماله أما اليوم فانه يستجدي اللوبي الصهيوني لكي يدفع عنه حملته متعهدا بان يكون تحت رحمته .. وتدليلا فان راتب عضو الكونغرس ثلاثمائة الف من الدولارات سنويا .. ولكنه يصرف على حملته عشرة ملايين دولار .. فلو جمعت رواتبه في خلال السنوات الاربع التي يقضيها عضوا فلا تغطي الا جزءا يسيرا مما دفع في حملته .. اذن لماذا يصبح عضوا في الكونغرس ؟
فقلت للرجل : انا لا اضحك على ما حدثتني به .. ولكني اضحك على المرشحين في وطننا العربي الذين يذبحون الخراف وينحرون الابل ويوزعون الفياجرا على منتخبيهم .. ثم من بعد ان يصبحوا نوابا في البرلمانات او اعضاء في مجالس الشعب فانهم يصبحون لصوصا على المكشوف تحت مظلة الحصانة .. فان جمعت ما دفعوه في حملتهم وبين رواتبهم فانك تجد الفوارق مثلما يجدها اعضاء الكونغرس الامريكي .. اذن لماذا يصبحون اعضاء؟؟
ضحك الرجل وقال : يبدو انه وباء عالمي .. يشبه الكورونا .. وربما كورونا الخنازير .. واحترت ماذا يعني (بالخنازير ) أهي الخنازير حقيقة أم من يرشحون انفسهم للانتخاب ..
ولقد استحضرني نكتة جرت أيام زمان ولا ادري ان كانت اليوم صالحة تقول : استجمع ابليس ملابسه وشماشيره استعدادا لمغادرة البلاد .. فجاءه أنصاره من الناس لكي يقولوا له .. لماذا تتركنا فنحن دائما معك .. قال لهم ابليس .. والله بلد لا تحفظ العهد لا أقيم فيها .. يأتيني المرشح مهلهل الملابس امي لا يفهم شيئا .. فاعلمه واعطيه التعليمات كي ينجح في الانتخابات .. وعندما ينجح .. اذهب وازوره لتهنئته على نجاحه فاراه وقد وضع يافطة فوق رأسه تقول : هذا من فضل ربي .