اراء حرة ….
إدوارد فيلبس جرجس – نيويورك \ نيوجرسي ….
ماذا أكتب عن عام 2015 الذي يشد الرحال ليغادرنا وماذا أقول عن عام 2016 الذي يتأهب للمجيء ، يمكنني أن أكتب عن عام 2015 ، عن كل أحداثه ، لكن لا يمكنني أن أقول كثيراً عن عام 2016 لأنه لا يزال في المجهول أو الغيب الذي لا يعلمه سوى الله ، لكن فقط أُطالب أن نقف جميعاً ونرفع أيادينا نحو السماء نرجوه عز وجل أن يكون عاماً اسمه الخير على الجميع ، اسمه المحبة على الجميع ، اسمه الرحمة على الجميع ، اسمه السلام على الجميع ، نعم نطلب كل واحدة منفردة عن الأخرى للتأكيد إننا نريدها كلها ، نريدها مجتمعة في كل القلوب ، العالم بأكمله في أشد الاحتياج إليها بعد أن فاحت رائحة الدماء وملأت الجو ، كل الأجواء ، كل بقعة تئن الآن مما وصلنا إليه ، نسأل الله أن يستجيب ، بالتأكيد سيستجيب لو طُلبت بقلوب نظيفة ، كل عام وكل الإنسانية بخير وسلام . هذا ما يمكنني أن أقوله بالنسبة للعام الجديد . أما العام الذي رفع راية الوداع أقول له : لست آسفاً على رحيلك أيها العام ، فأنا أكره الدماء ، تركت في قلبي كثيراً من الأحزان على أرواح غادرت الحياة عنوة تصرخ إلى خالقها ، لماذا تركتهم ينتزعوننا بغير وجه حق ، لماذا تركت البشر تتحول إلى مفترسات تتلذذ بافتراس ضحاياها . لماذا تركت بعض البشر يدفعون للقاتل كي يقتل ، وللضمائر كي تموت ، وللموت كي يسود على الحياة . أحاول أن أجد نقطة مضيئة أن أكتب عنها بعد أن غطت شرور البشر على شمس الله التي يشرقها على الأبرار والأشرار ، لكن الأشرار اغتالوا النور لأن طبيعتهم لا تقبل سوى الظلام ، لست أحاسب الإرهاب فلقد قلنا مراراً أنهم خرجوا من جنس البشر ليلتحقوا بالجنس الشيطاني ، الحساب لهؤلاء الذين تركوا دفيء الحياة وناصروا برودة الموت وبشاعته ، تركوا المحبة وناصروا الكره والحقد والبغض ، تركوا السلام ورقصوا على طبول الشر ، السياسات اللئيمة تكاتلت ضد الأديان وخالقها وظنوا أنهم بلغوا قمة الانتصار ، واهمون لأنهم حتى لو هربوا من حساب الدنيا فحساب الآخرة ينتظرهم . لن أتحدث عن هؤلاء الذين جنوا ما فعلته إيديهم ولا شماتة لكن أرجو أن يكونوا قد تعلموا الدرس جيداً . سأتحدث عن مضحكة آخر العام التي تدعو للسخرية : ” التحالف العسكري الإسلامي ” ، هذا ما سماه ملك السعودية ، لست أعلم هل أُضيفه كإساءة للإسلام ضمن قائمة طويلة من الإساءات التي تفنن فيها الخوارج ، أم كنكتة نختتم بها العام ، هل ملك السعودية لم تكفه دماء عام 2015 التي أساسها الوهابية التي أفسدت عقول البعض وينظر بكل شهوة إلى المزيد من دماء أبناء اليمن ، و يتطلع بلهفة إلى رأس بشار الأسد معلقة على المشنقة كما فُعل بصدام حسين ، أم يؤسس لمعارك طائفية بين الشيعة والسنة . حلمت أنه أسسه من أجل فلسطين ونصرة مقدسات القدس لكن استيقظت على الواقع المخزي الذي يعيشه ملوك النفط وهو المحافظة على كرسي السلطة وملذاته ولا يهم أن يأتي الطوفان على الجميع ، عتاب على الرئيس السيسي هل من أجل حفنة دولارات تضع مصر ضمن هذا التحالف المثير للشكوك ؟!!!.
edwardgirges@yahoo.com