يا فرحتنا : كنا ننادي بوحدة الوطن العربي فاذا بنا نختلف على كيلومترين – بقلم : وليد رباح

كلمة رئيس التحرير ….
بقلم : وليد رباح ….
لا يرصد العنوان أهمية الجزيرتين صنافير وتيران الاستراتيجية .. بقدر ما يعطي انطباعا على ان الوطن العربي بكامله كله محتل .. وليس فيه شبر واحد يمتلك اميره او وزيره او ملكه او رئيسه السيادة الفعلية عليه ..  نعم أيها السادة وايتها السيدات .. نحن محتلون حتى العظام .. ونجري فقط خلف الدولار والدينار والهللة والدرهم .. ونسينا ان شبرا من الأرض التي ( كنا ) نمتلكها يساوي كنوز الدنيا بكاملها ..
إسرائيل تحتلنا .. أمريكا تحتلنا بالكامل وتقسم أراضينا على من تحب .. وأوروبا تحتقرنا وتؤيد من يدوسنا بقدميه .. لم يبق لنا في هذا العالم من يناصرنا .. سوى .. إسرائيل .. وإسرائيل فقط .. لماذا .. لانها المحتل الوحيد الذي نجح في ان يستولي  على  كل شيء كنا نمتلكه في الماضي .. واصبح ملكا لها .. تعطينا ما تشاء وتمنع عنا ما ترغب .. كيف .. ولماذا ؟
لنأت أولا الى اتفاقية كمب ديفيد .. الكثير من المصريين وحتى العرب فرحوا لها لانها اعادت سيناء التي كانت محتلة الى الحضن المصري .. ولكن .. هل سيناء محررة فعلا .. ان مصر لا تستطيع ان تورد اليها كلاشنكوف واحد الا بموافقة إسرائيلية .. هكذا تقول اتفاقية السلام بينهما .. مما يعني ان المسافة ما بين قناة السويس وفلسطين المحتلة ( ان وقعت حرب لا سمح الله ) تقضي بان يتحرك الجيش المصري من الأراضي المصرية ( غير المحتلة ) لمواجهة إسرائيل ( هذا ان حدث لا سمح الله ) أي باللغة العسكرية .. فان دخول الدبابات ( أيضا لا سمح الله ) الى سيناء .. يعني 24 ساعة للوصول الى الحدود .. مما يمكن قوات ( الردع الإسرائيلية ) من الوصول الى أهدافها سواء جوا او برا قبل وصول القوات المصرية .. وليس هذا تقليلا من أهمية مصر.. بل لان الاتفاقية تقول هكذا ..  اما نزول الجيش المصري سيناء في الأشهر الماضية .. فانه لحماية إسرائيل من عصابات الإرهابيين .. وهو مؤقت تنتهي مهمته عندما تنظف سيناء من أولئك .. اذن .. هي حماية لإسرائيل أولا ولمصر ثانيا .. وخنق غزة ثالثا .. وليس للرئيس السيسي يدا في ذلك .. وسواء ايدناه او عارضناه فانه وجد انه مكبل باتفاقية صنعها السادات لا يستطيع منها فكاكا .
ولقد حددت اتفاقية السلام هذه الوجود الفعلي في جزيرتي صنافير وتيران .. وتلكم الجزيرتان هما المرفق الوحيد الذي يمكن السفن الإسرائيلية من العبور الى ميناء ام الرشراش الذي اصبح اسمه بقدرة قادر ميناء ايلات .. واني لاعجب في هذا الظرف ان الاخوان المسلمين ( رضي الله عنهم وارضاهم) قد اصبحوايحبون عبد الناصر فجأة .. لانه قال ان الجزيرتين مصريتان .. نكاية بالرئيس عبد الفتاح السيسي .. هذا مع ان الاتفاقية أيضا ,.. حددت من الذي يمكن ان يتواجد في الجزيرتين .. ولمن لا يعرف فان فيها قوات أمريكية ضمن قوات حفظ السلام التي حددتها الاتفاقية .. مع وجود بضعة عساكر من الامن المركزي مسلحين ببعض الأسلحة الفردية .. عوضا عن ان فيها رادارين بنتهما إسرائيل عندما احتلت الأراضي المصرية سنة 56 وليس 67 ، تستطيع ان تكشف النملة اذا ما تحركت في سيناء او الأراضي السعودية .. اذن الجزيرتان محتلتان من قبل إسرائيل أولا .. وامريكا ثانيا .. والقوات الدولية ثالثا . اما عساكر الامن المركزي فانهم (للتحلية فقط ) بعد هذه الوجبة الجميلة .
ولنأت الى الجزيرتين .. ثانيا :
الجزيرتان حسب ما ورد في وثائق ألامم المتحدة هما سعوديتان .. ولست ممن يؤيد ذلك .. فالسعودية لا تستطيع حماية مؤخرتها اذا ما ارادت إسرائيل ( وليس مصر) من الولوج اليهما بقوات عسكرية .. فهما محتلتان فعلا .. واني لاخمن ان الاتفاق المصري السعودي بانشاء جسر فيهما قد كان بموافقة إسرائيلية .. ولا يغرنكم ما قيل من بيانات .. وما تعترض عليه إسرائيل قولا .. ووافقت عليه سرا .. وعلم ذلك عند الله .
اما اهميتهما الاستراتيجية ( التي كبلتها الاتفاقية) فهي منفذ بحري هام سواء كان عسكريا او مدنيا لإسرائيل .. وحتى لا ننسى .. فقد قامت الحرب سنة 67 بين مصر وإسرائيل بسبب اغلاق الزعيم الراحل عبد الناصر لذلك المعبر .. واغلاقهما قد عنى فيما مضى .. ان إسرائيل قد فقدت المعبر الوحيد الذي يؤهل قواتها البحرية من الوصول الى الأراضي المصرية بالسرعة الممكنة .. بدلا من استخدام البحر الأبيض المتوسط في مسافة تبعد كثيرا عن الأراضي المصرية .. ولست عالما جغرافيا لتأكيد  ذلك .. ولكني أرى الخريطة امامي تقول ذلك ..
ولنأت الى الجولان ثالثا :
لقد أنشأت إسرائيل في الجولان مصانع للنبيذ تصدره الى اوربا والقارة الافريقية .. فعنب الجولان من اجود أنواع العنب .. فهنيئا لنا .. نشرب الكأس ونعلي الطاس ونحن فرحون نتقاتل في سوريا ويقتل بعضنا بعضا لان الرئيس لا يتنحى ويترك سوريا لقدرها .. وللحقيقة .. فان إسرائيل كانت رحيمة بنا ولم تقتل الا الفلسطينيين فقط .. لانهم الشوكة الوحيدة التي بقيت في حلقها . فهنيئا للعرب لانهم يريدون ان يتخلصوا من الفلسطينيين .. فهم فرحون بذلك .. حتى تصبح إسرائيل والوطن العربي وحدة متكاملة .. فنحن لم نستطع ان نصنع الوحده بيننا .. وإسرائيل تقوم بذلك عوضا عنا . واني لاتساءل .. اليس هذه مسخرة ؟؟
اما باقي الوطن العربي .. فلبنان محتل ضمنا .. يقاتل بعضه بعضا في السر .. وفي العلن يتحدثون عن انتخاب رئيس .. وهل حزب الله طائفي ام مقاتل .. وهل الحريري تابع للسعودية ام لا .. وهل وليد جنبلاط قومي او طائفي .. وهل عون مؤهل للرئاسة ام لا .. وهل الوجود الفلسطيني في لبنان شرعي ام طارئ .. يا فرحتنا ..
العراق محتل بكاملة .. الخليج العربي محتل بكاملة .. السعودية ليست محتلة فقط .. وانما أصبحت مطواعة لامريكا تفعل بها ما تشاء .. ان شاءت أمريكا انزال سعر النفط هب السعوديون لبوس الايادي .. وان رفعته باس السعوديون ايديها وارجلها معا .. فالهللة هي الأساس وليس الأرض .. وليس من المستبعد في القريب العاجل ان تشرف أمريكا ودول اوربا على قبر النبي صلى الله عليه وسلم لتفرض رسوما إضافية على الحجاج للزيارة . الأردن ينسق مع إسرائيل ويدرب طياريه هناك .. رغم معارضة الشعب الأردني .. و .. ماذا بقي من الوطن العربي لم يحتل بعد ..
اما نحن ( بسم الله ما شاء الله ) نتقاتل وتمتلىء صفحات الفيس بوك وتويتر وغيرهما هل الجزيرتان سعوديتان ام مصريتان .. اما ما يحضرني في هذه العجالة فقصة كتبها لنا التاريخ : وهي ان لصين كانا ينقلان على حمارهما متاع الناس بالاجرة .. ومن ثم مات الحمار .. فبنيا قبرا للمرحوم وقاما باعتراض الطريق للصلاة والسلام على مرقد الولي الصالح جناب الحمار .. وهكذا اغتنيا .. ثم وقع خلاف بينهما بحلف احد اللصين بقبر الولي الصالح .. فقال له صاحبه .. لا تحلف يا هذا .. فنحن دفناه سويا .. وتصبحون على خير .