فلسطين ….
قلم المبدع : نواف الزرو – الاردن
بينما تتصاعد ظاهرة “النازيون الجدد” في اوكرانيا وتحتشد ميليشياتهم هناك لمقاتلة الجيش الروسي لغطاء ودعم وتغذية كاملة من الاطلسي، وبينما تنضم اليهم في الآن عصابات داعش وكل اصناف الارهابيين من سوريا والعراق عبر تركيا، الا ان هذا العالم العربي-الاطلسي يتعامى ويتجاهل تماما وجود وتكاثر مثل هؤلاء النازيين بل واشد اجرامية منهم هنا في فلسطين، الا وهم ميليشيات وعصابات المستعمرية المستوطني المنتشرين سرطانيا في جسم القدس وعموم فلسطين.
ونحن نعتقد ان تقرير “امنستي” حول “الابرتهايد-التمييز العنصري- الصهيوني يجب ان لا يغيب ليس فقط عن اجندات الفلسطينيين وانما عن وسائل الاعلام العربية والعالمية المختلفة، ذلك ان”الابرتهايد” من اخطر الجرائم ضد الانسانية التي يقترفها الاحتلال على مدار الساعة، وهناك طبع الكثير الكثير من الوثائق والشهادات التي تعزز هذا التقرير، وفي هذا السياق تأتي شهادة المحامي مايكل سفراد- في صحيفة هآرتس/14/02/2022( وهو متخصص في القانون الدولي لحقوق الإنسان وقانون الحرب، ومؤلف كتاب “الجدار والباب”: إسرائيل وفلسطين والنضال القانوني من أجل حقوق الإنسان”. فهو يقول: إن جريمة المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية، والتي تصدرت عناوين الصحف مؤخراً في “إسرائيل” فقط لأنها كانت موجهة ضد نشطاء حقوق الإنسان الإسرائيليين واليهود، ليست مجرد ظاهرة إجرامية، لها آثار إستراتيجية وهي في الواقع أداة تتمتع بها”إسرائيل” من أجل إحداث تغييرات أحادية الجانب لها آثار سياسية وفرض سيطرتها على الأراضي التي احتلتها عام 1967″، ويضيف:”يحدث جنون المستوطنين يومياً في جميع أنحاء الضفة الغربية وذلك بدفع الفلسطينيين بشكل منهجي إلى خارج مواطنهم…مجموعات من المستوطنين تستولي على الأرض بقوة السلاح وتقتلع البساتين وتضرب المزارعين الفلسطينيين وترهب مجتمعات بأكملها، وفي المناطق التي يغزوها المستوطنون، يبنون أو يزرعون بشكل غير قانوني ويخلقون وجوداً إجرامياً دائماً، يحدث هذا بشكل رئيسي في المناطق الريفية، ولكن أيضاً في الخليل والقدس”.
ويكشف النقاب مردفا:”يرسم المتفرج خطوط تواجد المستوطنين حسب مناطق البناء في المستوطنات، أو الطرق الالتفافية المحيطة بها، لكن هذه صورة جزئية ومضللة، ولفهم واقع الأراضي على المرء أن يتحدث إلى المزارعين الفلسطينيين، سيشيرون إلى الأفق ويخبرونك أنهم إذا عبروا الوادي أو الشجرة الكبيرة، وهي المنطقة التي كان بإمكانهم الوصول إليها من قبل، فإنهم الآن يخاطرون بالتعرض للهجوم من قبل المستوطنين”، ويوضح ذلك:”خطوط الحدود الحقيقية، سوف يتضح لك بأنها خطوط غير مرئية، وهذه هي خطوط العنف التي تتحرك باستمرار وتدفع بالفلسطينيين إلى جيوب تتقلص باستمرار، المنطقة التي كانت ساحة المعركة التي يقودها المستوطنون ضد الفلسطينيين بالأمس تم احتلالها اليوم، وستصبح الأرض المجاورة لها بالقرب من منازل القرية غداً ساحة معركة جديدة، ليتم احتلالها لاحقا”.
ومن جهة اخرى تشير بيانات حركة”ييش دين-اي هناك حساب او قانون-” حول النشاط الاستيطاني المنظم الذي استمر 17 عاماً إلى عملية متسقة ومرعبة لحركة مسرح العنف الرئيسي من المناطق المفتوحة إلى القرى الفلسطينية، وفي السنوات الأخيرة حتى إلى المنازل، مع قيام عصابات من المستوطنين بالاقتحام في جوف الليل والهجوم، أسلوب كو كلوكس كلان، (جماعة اضطهاد عرقي بالقتل والتعذيب للأمريكيين الأفارقة في القرن الثامن عشر والعصر الحديث- وكو كلوكس كلان (بالإنجليزية: Ku Klux Klan) واختصارا تدعى أيضا KKK، هو اسم يطلق على عدد من المنظمات الأخوية في الولايات المتحدة الأمريكية منها القديم ومنها من لا يزال يعمل حتى اليوم، يرجع أصل التسمية إلى كلمة كوكلوس (باليونانية: Kuklos) وتعني الدائرة. وتؤمن هذه المنظمات بالتفوق الأبيض ومعاداة والعنصرية ومعاداة الكاثوليكية، وتعمد هذه المنظمات عموما لاستخدام العنف والإرهاب وممارسات تعذيبية كالحرق على الصليب لاضطهاد من يكرهونهم مثل الأمريكيين الأفارقة وغيرهم”.
وتقدم حركة”يش دين” هنا مثالا ساطعا على ذلك فتقول:”لنأخذ بؤرة أفيتار على سبيل المثال: في مايو 2021، اجتاحت عدة عائلات من المستوطنين أراضي تابعة لقرية بيتا الفلسطينية، لقد شقوا الطرق وأقاموا البنى التحتية وأقاموا الكرفانات، جميع الإجراءات غير قانونية وتفتقر إلى التصاريح المطلوبة، وفي المظاهرات الأسبوعية التي نظمها سكان بيتا احتجاجا على إقامة البؤرة، رد الجيش بالذخيرة الحية التي قُتل منها حتى الآن تسعة من سكان القرية، وفي 2 تموز (يوليو) تم إخلاء سكان البؤرة الاستيطانية وفقاً لالتزام وزير الجيش بفحص وضع الأرض، وإذا تبين أنها ليست خاصة، فسيتم إنشاء مدرسة دينية هناك ستصبح فيما بعد مستوطنة، وافق المستشار القضائي للحكومة المنتهية ولايته أفيخاي ماندلبليت، مؤخراً أعلن مخطط إعلان أراضي الدولة في المكان وتخطيط المستوطنات، وهو مخطط يسخر من سيادة القانون ويظهر بشكل خاص أن الحكومة والمجرمين متواطئون في الجريمة، وعندما يتحقق المخطط، سيتم إنشاء سلسلة متصلة بين عدة مستوطنات في المنطقة، مع قطع الاتصال بين قرية بيتا والقريتين المتاخمتين لها يتما وقبلان”.
وهكذا…هذا هو الوجه الحقيقي – الاخطر-للمستعمرين المستوطنين المنتشرين في انحاء القدس والضفة الغربية، وتشبيههم بعصابان”كوكلوكس كلان”جدير بان يثبت كعنوان كبير لحملات اعلامية مفتوحة ضد الابرتهايد الصهيوني في فلسطين، وعلى كل القوى والمنظمات والجمعيات الوطنية والعروبية والحقوقية ان تتحرك منهجيا تحت هذا الشعار ….!
Nzaro22@hotmail.com