وداعاً أيها الصيف – بقلم : محمد صالح الجبوري

منوعات ….
بقلم : محمد صالح الجبوري – العراق …
الصيف يودعنا بموجة من الحر،التي اقتربت درجات الحرارة من ال(50) درجة مئوية، وفي الماضي يعتقد الناس أن العشرة الأولى من( آب) لتنضج(الأرطاب و الاعناب) ، التمر والعنب، عندما كان الناس يهتمون بالزراعة، و يفتخرون بالإنتاج العراقي المحلي، الفاكهة وكما يسمونها في شمال البلاد (الميوة) كانت طيبة المذاق والطعم و الشكل، وكل مدينة متخصصة بإنتاج نوع من الفاكهة، الرمان والتين والبرتقال والمشمش، والعنب، و التمر، و الرقي والبطيخ وغيرها، وكانت تفيض عن حاجة البلاد، ويتم تعليبها أو تصديرها إلى الخارج ، اليوم تصلناالفاكهة المستوردة، التي ليس فيها طعم ولا ذوق، الشمس التي تغنها بها الشعراء، قال أحدهم ياشمسنا الدايرة ضوى لهلي، نعم الشمس ضوت لأهلك و(سمطتنا سمط) على قول العراقيين، كلمة (السمط) مصطلح عراقي يستخدم في الطبخ وخاصة في طبخ (الباجة) وكما يسميها المصريون (كوارع) تحتاج درجات حرارة عالية، وقال شاعر آخر(الشمس شمسي والعراق عراقي)، العالم يستفاد من الشمس في توليد الطاقة الكهربائية، ونحن لانستفادمنها في أي صناعة، في الماضي كان الصيف يسمونه(ابو الفقير)، لان الفواكة في المساء تباع بأسعار زهيدة، أو توزع بدون ثمن على الفقراء، اما اليوم أسعارها ثابتة، الحمد الذي سخر لنا الكهرباء في تبريد المنازل في هذا الصيف الحار، وهذه نعمة من نعم الله تحتاج إلى الشكر والحمد لله، ذكريات الصيف القديمة عندما يجلس الفلاح على الأرض، ويختار (رقية) حمراء حلوة الطعم من المزرعة وياكلها مع رغيف خبز حار من التنور، أكلة بسيطة مفضلة عند الكثير ممن عاشوا حياة الريف، بعيدا عن التلوث وضجيج المعامل، كلما كانت الحياة بسيطة تكون أفضل، ويكون لها طعم ونكهة طيبة، مااجمل عندما يكون بسيطاً متواضعاً يحب الخير للجميع.