وحده .. حريه .. خوازيق – بقلم : وليد رباح

الجالية العربية ….
بقلم : وليد رباح …
في الوطن العربي .. تختلف الشعارات عن مثيلاتها في باقي انحاء العالم .. اذ كلما شاب شعر الرأس للاحزاب والمنظمات واجهزة الحكم العربية كلما خف عقلها .. بينما في بقية العالم .. كلما شاب شعر الرأس وجدت الخبرة وتصحيح الاخطاء وقطف ثمار الشعار حتى آخر حدوده .
ففي العقود الماضية .. كانت شعارات مثل ( الوطن .. الملك) تهزنا هزا ونجدها في الشوارع والازقة والميادين العامة وفي كل مكان تصل عيوننا اليه .. ننبهر بها في اول الامر .. ثم بعد ذلك تصبح عادة فلا نلتفت اليها .. وكثيرا ما كان الناس يقضون حاجاتهم بقربها فتجد لها ريحا عطنة كلما مررت بها .. وكانت شعارات مثل ( لا عظيم الا الرئيس) توقظنا من احلامنا لنبحث في مدارسنا الابتدائية لماذا يكون الرئيس عظيما .. وكانت شعارات الاحزاب مثل وحده .. حريه .. اشتراكية .. لها بريق اخاذ يسير بنا نحو تحقيقها حتى لو قتل منا الجيش والشرطة عشرات بل حتى مئات ..
ومع الزمن .. اصبحت تلك الشعارات مثل الهواء نتنفسها قسرا دون ان نعرف ماذا تعني .. ثم اصبحنا نتندر عليها فنضيف كلمة ( خوازيق) في نهاية الشعار .. واضحت وحدة حرية خوازيق بدلا من الاشتراكية .. ومعناها ان الوحدة التي لم تتحقق فهي خازوق كبير .. والحرية عندما تصبح في خبر كان فهي ايضا خازوق اكبر .. اما الاشتراكية التي كان الناس يظنونها اشتراكية في الحكم فقد غدت خازوق الخوازيق .
آخر ما سمعناه ان الاحزاب العربية بما فيها الاحزاب التي تنشأ حديثا .. والتي فقدت في مجملها بريق رص الجماهير نحو هدف معين قد عرضت الشعارات القديمة للبيع . ليس بيعا بالمعنى المفهوم الذي يقبض الانسان في نتيجته نقودا .. ولكنه البيع الذي يقضي التنازل عنها والى الابد في سبيل ( اختراع) شعارات جديدة يكون لها نفس البريق .. فعلى سبيل المثال .. مرحلة التطبيع مع العدو الصهيوني يقضي ان تنشأ الاحزاب وفق الشعار الذي يقول ( تطبيع .. خبز .. زلابيه ) او الشعار الذي يقول ايضا ( نتنياهو .. رفيق العمر) او ( نحن في عصر الركوع العربي .. تفقد ركبتيك قبل ان تجثو ) وما الى ذلك من الشعارات رفيعة المستوى بحيث دخلها الفولكلور العربي .
واكثر ما يفري كبد الانسان ان يكتشف بعد نصف قرن او يزيد من الزمان انه كان على خطأ , وبانه كان يصفق لاناس اقل ما يوصفون به انهم لصوص وحرامية .. يسرقون قوته ويتركونه نهبا لاسلحة العدو المختلفة .. بينما يكونون هم في الصفوف الخلفية يسكرون ويعربدون ويحششون على حساب وطنية البشر وجوعهم وفقرهم .
بعد نصف قرن او اكثر من الزمان .. يكتشف الانسان ان مؤسسي الاحزاب ( الوطنية) الذن كانوا يكلفون غيرهم بالصراخ في المظاهرات .. هم الذن يمتلكون العمارات والسيارات الفارهة والارصدة في البنوك .. اما الانسان الذي كان يصرخ بالشعار في وسط الشارع .. فهو يمتلك رغيف الخبز مدهونا بالسم والدم معا .. وكان يعمل طيلة الوقت في سبيل ان يرتفع غيره على اكتافه.
الوطن العربي بحاجة الى اعادة نظر .. الشعارات بحاجة الى اعادة نظر .. كل شىء في وطننا المنكوب بحاجة الى اعادة نظر .. ابتداء من الزعيم او الرئيس او الملك او الشيخ الذي يقبع على صدور الناس .. وانتهاء بالفراش الذي يمهد الطريق امام رئيس دائرته ويختار ان ( يمسح الجوخ) لرئيسه لكي يأكل ويطعم عياله ..
وحده .. حريه .. خوازيق .. هي المرحلة القادمة من مراحل الوطنية في الوطن العربي ..
فالى كل الاحبه الذين ماتوا في سبيل تحقيق الشعارات الزائفة التي كنا نتغنى بها .. نعتذر اليهم ونقول لهم .. بانهم ماتوا او استشهدوا في سبيل ان يغتني الاخرون .. ونحن نعتقد انهم سيقومون من قبورهم يوم القيامة وهم يرفعون الشعار المقلوب .. وحده .. حريه .. خوازيق .. في نهاية الامر لا يمكن الا ان نقول : خازوق دق باسفلنا .. من شرم الشيخ الى سعسع .. وكل خازوق والقارىء العربي بالف خير