لو كنت مكان الرئيس عبد الفتاح السيسي

كلمة رئس التحرير (::)
بقلم : وليد رباح (::)
توضيح : اعرف ان هذه الكلمة سوف تؤدي الى زخات من المطر على رأسي جلها تسمعنا الاسطوانات المشروخة التي تقال عند هذا وذاك .. فكل يقول ان رئيسه اتى باستفتاء شعبي .. وكل يقول انه صاحب الشرعية .. وكل ينسى الدماءالتي تسيل ويتهم الاخر .. قليلا من الصبر والتمعن عند القراءة .. فقد يبرز من بين المنتقدين بعض من يفهمون .. فيوقفون شلال الدماء والاعتقال عند حده .. واني فقط .. اطلب منهم ان يستفيقوا بعد طول نوم ..  وسأنشر هذه الكلمات في عدد صوت العروبة القادم .. وتحياتي
***
لست ممن يرجمون بالغيب .. لكني استطيع ان استشرف بعض الذي سيجري من خلال تحليل الواقع .. وليس ذلك بناء على اجتهاد بمعرفة الغيب .. ولكن الوضع المزري الذي نعيشه يوجب علينا ان ننتصر للحلم الذي اذا ما اردنا تحقيقه فانه يتحقق.. ليس بالتمني .. ولكن بالعلم والعمل والرؤية الثاقبه .. ولمن لا يعرفون .. او يعرفون وينكرون لتعصب رأوه صحيحا .. فان مصر بغض النظر عمن يكون حاكمها هي المرشحة لان تكون البادرة التي تعطي اكثر مما تأخذ .. وتمنح اكثر مما تمنع.. وتبادر اكثر مما تتمنى .. والدنيا كما نراها دول .. بمعنى ان الذي يرأس اليوم (هذا) وفي اليقين ان غدا (ذاك) .. وما دمنا في (هذا) فلنأخذ طريقا حسب ما تقتضيه الظروف .. اما اذا كنا في (ذاك) فالاجيال القادمة هي التي تحدد ..
كانت هذه عجالة لا بد منها لتوضيح الامور .
***
يا مصر ما الذي جرى ويجري في مصر .. قد امتلأت القلوب بالحب والحرب معا .. ليس لعدو خارج مصر يتربص بها الدوائر.. ولكن .. بين ابناء الوطن الواحد .. والنيل الذي شربوا منه سويا .. و الارض التي سقت عطشها من دمائهم .. والجامعات التي صهرتهم جميعا واعطتهم العلم والمعرفة .. المساجد والكنائس التي ارتادوها معا يسبحون بحمد الله ويركعون معا ويمارسون نفس الطقوس في معابدهم .. فالركعة التي يؤديها من يصلي في مجاهل الصعيد وقراها يفعلها ابن القاهرة .. والصليب الذي يعلق في الاسكندرية هو نفس الصليب الذي يعلق في النجوع والوهاد والوديان .. اذن .. ما الذي اوصل مصر الى حالها .. كل يضع اللوم على الاخر .. مع انك لو تفحصت دماءهم جميعا لرأيتها حمراء في الجانبين تحمل جينات تاريخ مصر العظيم .. الذي ما زال العلماء يبحثونه حتى اليوم .. ولست مصريا كالمصريين لكي اقول ذلك .. ولكني ارى في مصر ما لم يره الاخرون .. انها الامل .

وتوضيحا او تعقيبا سمه كما شئت .. فانني قد اتخيل مجرد التخيل انني لوكنت مكان الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يحكم مصر كرئيس حاليا .. سوف اعطي فجرا جديدا لمصر .. كيف .. ؟؟

لو كنت مكانه سأفعل المعجزه .. والمعجزات يمكن ان تتحقق ان كانت سواعد الرجال وعقولهم تعطي وتأخذ في الوقت الواحد معا .. فلسيت آلة الحرب في المعارك تعمل وحيدة الا من عقل يديرها .. وليس السلم بين الاهل لحى تتباوس وتندى خدودها بالندم .. ولكن .. بمجريات التاريخ الذي كان منارة تناقلتها الاجيال .. وظل في لحوم وعظام المصريين وقلوبهم وعقولهم وسيظل ابد الدهر .

لو كنت مكانه سوف اصعد الى طائرة مروحية واذهب الى الرئيس السابق مرسي في محبسه .. اقبله عن يمين وعن شمال ثم ارافقه الى قصر الرئاسة بكل الاحترام الذي يليق برئيس .. نجلس سويا لنتسامر ليس من يكون رئيسا .. فالمسألة حسمت .. ولكن لدرء الاخطار القادمه .. وسبل معالجتها والتغلب عليها .

لو كنت مكان الرئيس السيسي لذهبت معه سويا الى السجون التي تحوي المعتقلين في ركب مشترك للافراج عنهم وتقبيل وجناتهم واعادتهم الى اهلهم مكرمين معظمين .. وفي كل ذلك ننسى او نتناسى ما كان ولنبدأ بخدمة مصر حتى يعلو شأنها تماما كما كانت في العصور القديمة والحديثه ..

لو كنت مكان الرئيس لفعلت العجب .. كما اتمنى ان يفعله الرئيس الحالي .. ليس للندم على ما جرى وعلى الدماء التي اريقت ولكن حفاظا على الدماء التي سوف تهرق ان ظل الحال على حاله .. فمن مات او استشهد فقد انقضى .. اما ما هو آت فان الدماء تنادي الرئيس ان لا تتكرر .. وفي كل ذلك لا ننسى سويا ما يمكن ان يفعله الارهاب او يفعل به اذا كانت السواعد التي تصده واحده .. فيد واحدة لا يمكن ان تصفق .. ولكن اليدين معا يمكن ان تصفقا ليس لفرح بل لما هو قادم من الحب والالفة والوئام ..
( مداخله : في بلادنا العربية .. يقتل (بضم الياء) أحد ابناء عشيرة او عائلة من قبل عائلة اخرى .. فيجتمعون سويا لتسوية الوضع .. ونتيجة لكرم اهل القاتل والمقتول معا .. يتنازل الطرفان ويحل الوئام محل الخصام .. هذا ما يفعله الشرفاء .. فكيف اذا كان الشريف رئيسا يمسك زمام الامور بين يديه )

لو كنت رئيسا لمصر فاني اقدم التعويض اللازم لمن كان ضحية الخلاف والاختلاف .. ولا أسأل ان كان الضحية معي او مع غيري .. فهناك عائلات نكبت وقتل عائلها .. وليس المهم من قتل .. فالضحية لايعود للحياة …. وليس لهم الا الله وكرم الرئيس ان ينقذهم من محنتهم ..

لو كنت مكان الرئيس عبد الفتاح السيسي فلن التفت الى اجهزة الاعلام الحالية التي تؤلب القلوب ولا تقربها .. فهؤلاء الذين يتقاضون الملايين لا يهمهم امر مصر الا ان يظل الحال على حاله .. لانهم على استفادة من الوضع القائم .. وفي دواخلهم يتمنون ان يظل الحال كما هو ..

لو كنت … وحبذا ان اكون .. لمجرد التخيل فقط.. فاني سوف اقص جذور الفتنة من اساسياتها .. ليس لوحدي .. بل مع من كان خصمي في يوم من الايام .. فالحب والوئام اعلى مراتب الانسانية ..

لو كنت كما اقول فاني سأضع الرئيس السابق محمد مرسي مستشارا لي .. فاهل  مكة ادرى بشعابها في هذا الامر تحديدا .. ولن يقول انصاره انه خائن لمبادئه .. بل سيقولون .. انقذ الدم الذي كان يمكن ان يراق

كل ما اقوله ان الظروف التي وضع فيها الرئيسان سابقه ولاحقه كانت اقوى منهما معا .. فمصر كانت خزائنها فارغه .. وهذا وذاك اضطرا لقبول الامر الواقع ولكن هذا الامر يمكن ان يغير بجرة قلم واحدة من رئيس نضع فيه الامل ان تظل مصر على عهدها .. رحبة الصدر .. كبيرة وعظيمه .. رائعة اكثر من الروعة نفسها ..

سيدي الرئيس :
لو كنت مكانك لفعلت الكثير .. لو كنت مكانك لاعطيت العالم امثولة لم تجر على مر العصور ولكنها جديدة جدة الارض المصرية عندما تحبل وتلد الطعام للملايين من سكانها .. ولا تسأل الارض عمن سقاها واعطاها الحياة .. بل يمشي اهل مصر على اديمها وهم يقولون .. تلك الارض التي تلد دائما بكل ما هو جديد ..
اما اولئك الذين يقولون ان هذا الامر لن يتحقق .. فاني اكره ان اصمهم بما يقولون .. لكني اطلب اليهم الهدايه .. والهداية في هذا الامر ليس امرا يقال .. ولكنه فعل يتحقق اذا ما كان الرئيس قويا قوة الرئيس الحالي ..

يا اهل مصر :
الطريق امامكم رحبا .. فاغتنموا فرصة الحوار .. فرغم الدماء التي سالت .. والتي ستسيل ان ظل الوضع على حاله .. فان الذيول التي تكره لمصر ان تكون .. هم الذين يغمى عليهم لمجرد ذكر اسمها فقط .. رغم ان جل المصريين يقولون لك .. مصر اولا .. مصر كبيرة وعظيمه .. مصر فوق الجميع .. ولكنهم يفعلون عكس ذلك .. فاذا كانت مصر في القديم الحديث قد حوت خزائنها كل الخير .. وانتم تحبونها .. اذن .. من الذي يسرقها ؟؟؟؟ وتصبحون على المحبة .