هجوم لواء الخيالة الخفيف – شعر : اللورد الفريد تنيسون – ترجمة : نجاح رحيم

الشعر ….
ترجمة وأعداد : نجاح عباس رحيم
نصف فرسخ , نصف فرسخ ,
نصف فرسخ الى الأمام ,
الجميع في وادي الموت
أمتطى الستمائة
تقدم !  اللواء الخفيف !
أهجموا نحو  الأسلحة ! أمرهم .
نحو وادي الموت
أمتطى الستمائة

II

تقدم !  اللواء الخفيف !
هل أرتعب رجل هناك  ؟
كلا رغم معرفة الجنود
أحدهم قد أخطأ
لا أحد يرد عليه
لا أحد يسأل لماذا
هناك من يقاتل ويموت فحسب
في وادي الموت
أمتَطى الستمائة

111

قصف بالمدفع على ميمنتهم
قصف بالمدفع على ميسرتهم
أمطرتهم القنابل  وأرعدتهم
اقتحموا تحت وابل من القذائف والرصاص
أمتطوا خيولهم بشجاعة ورباطة جأش
الى فكي الموت
الى مدخل الجحيم
أمتَطى الستمائة

1V

التمعت انصال سيوفهم المسلوله
التمعت وهي تتقلب في الهواء
تطعن المسلحين هناك
يهاجمون جيشآ , بينما
العالم كله تعجب
أنغمر في دخان مدافع البطرية
تمامآ عبر الخط الذي حطموه
من القوزاق والروس
ترنحوا بضربة النصل
تناثروا وتمزقوا
ثم أمتطوا عائدين , ولكن ليس
ليس بستمائة

V
قصف على ميمنتهم
قصف على ميسرتهم
قصف من ورائهم
أمطرتهم وأرعدتهم
أقتحموا تحت وابل من القذائف والرصاص,
حتى سقط الحصان والبطل.
قاتلوا برباطة جأش
جاءوا من فكي الموت ,
عائدين من مخرج الجحيم ,
بكل ما تبقى منهم ,
ما تبقى من الستمائة

V1

متى يمكن أن يخبو مجدهم
أو الهجوم الجامح الذي صنعوه
والعالم كله تعجب
الشرف للهجوم الذي صنعوه
الشرف للواء الخفيف
المجد  للستمائة

ألفرد تنيسون Alfred Tennyson ( 1809 –  1892) , من أبرز شعراء العصر الفكتوري في بريطانيا،  يُعد شعره نموذجاً لشعر تلك المرحلة.
ولد لعائلة متدينة في بلدة سمرزبي Somersby، التي كان أبوه المدمن على الكحول راعي أبرشيتها , فأثر ذلك في نفسية الطفل تنيسون، وتأثر أيضاً بوفاة ثلاثة من أخوته في سن مبكرة. توفي تنيسون في أولدورث Aldworth ودفن في زاوية الشعراء في كنيسة وستمسنتر.
تحكي هذه القصيدة  قصة لواء الخيالة الخفيف البريطاني المكون من ستمائة رجل , فقد أمتطوا خيولهم عبر نصف فرسخ من وادي الموت , بعد تلقيهم  الأوامر من القائد اللورد كارديجان Lord Cardigan بالهجوم على العدو المكون من القوزاق والروس  الذين أستولوا على أسلحتهم في معركة بالاكلافا ( البحر الأسود )  في اكتوبر 1854 في حرب القرم  , وقد نفذوا الأوامر من دون أن تثبط عزيمتهم  وحتى النهاية على الرغم من أنهم عرفوا أن قائدهم قد أقترف خطأ كبيرآ .
بعد أن أدرك القائد أنه أرتكب خطآ كبيرآ , أمر بالانسحاب لتنتهي المعركة بسقوط 270 جندي بين قتيل وجريح .
في البيت الرابع من المقطع الشعري الثاني stanza ” أحدهم أخطأ ”  يوحي أن هناك خطأ , إلا أن الجندي في المعركة مُلزم بتنفيذ الأوامر فلا يحق له أن يتكلم أو يسأل لماذا صدر هذا الأمر . ولتنفيذ الأمر فقد أمتطى ستمائة رجل على ظهر خيولهم عبر وادي الموت لمجابهة العدو , مما جعل العدو يبدأ بالقصف المدفعي على الستمائة رجل من الجانبين دون أن   تُثبط عزيمة جنديآ واحدآ , بل تقدموا نحو حتفهم .
في البيت السادس والسابع من المقطع الشعري الثالث يبرهن على نحو كاف ان الجنود كانوا يعلمون انهم يتقدمون نحو حتفهم . فقد جردوا سيوفهم من الأغماد وضربوا بها حاملي الأسلحة من الأعداء , بينما يقف العالم متعجبآ على أقتحام الجنود لخطوط العدو من القوزاق والروس وتدميرهم .
عاد الجنود بعد الهجوم ولكن بعد  أن فقد العديد من الجنود لأرواحهم , وقد صور البيت الحادي عشر والثاني عشر أن الستمائة جندي قد عادوا ولكن ليس بعدد الستمائة .
أما الجنود العائدون من الهجوم , فقد تم مهاجمتهم من جميع الجهات ولم يعد إلا القليل الذين تمكنوا في رحلة العودة الوصول الى ثكناتهم وسط دهشة العالم لشجاعة الجنود الستمائة وأستحقاقهم الشرف والمجد  .