منوعات “على صفيح ساخن” – بقلم : بكر السباتين

منوعات …..
بقلم : بكر السباتين – الاردن …
الجيل الفلسطيني الجديد يكتب بالدم رسالة إلى العدو الصهيوني الذي يراهن على أنه جيل النسيان، وفحوى الرسالة أن الفلسطينيين ماضون في مقاومتهم للاحتلال حتى التحرير.
فقد نفذ اثنان من هذا الجيل بعمر ١٤ عاماً، يوم أمس عملية فدائية في باب السلسلة، وهما الشهيد البطل مكافح أبو رومي والشهيد البطل حمودة خضر الشيخ.
رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته.
***
هات الدليل يا مجالي
أخبار تضليلية صادمة عن بيع أراضي الباقورة الأردنية وفلسطين يروج لها بعض الموقعين على اتفاقية وادي عربه المرفوضة شعبياً، أولئك الذين افتروا على الشعب الفلسطيني والأردني، فيستشهد بأكاذيبهم الذباب الإلكتروني الخليجي المحسوب على صفقة القرن التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وتنفيذ مؤامرة الوطن البديل وبالتالي خلط الأوراق من خلال بربوغاندا تضليلية.
هذا ما جاء على لسان رئيس وزراء الأردن الأسبق الذي وقع على اتفاقية وادي عربه عبد السلام المجالي، في لقاء تلفزيوني أجري معه وانتشر كالنار في الهشيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إدعى فيه بأن جزء من أرض الباقورة الأردنية بيع للكيان الإسرائيلي، وأن بعض الفلسطينيين ذهبوا بعد توقيع اتفاقية العار (وادي عربه) إلى فلسطين وقبضوا ثمن أراضيهم التي احتلت عام ٤٨. وهذا افتراء وغير صحيح وإلا فعليه تقديم بيانات الدليل بالأسماء الصريحة دون مواربة، في أن فلان وفلان وفلان بعد توقيع اتفاقية وادي عربة المشؤومة ذهبوا إلى فلسطين وقبضوا ثمن أراضيهم من الاحتلال الإسرائيلي!؟ عليه أن يفعل ذلك حتى نصدق رواية المجالي غير المعقولة. وأتساءل لو صح كلام المجالي وافترضنا (بكل أسف) بأن الشريط الذي انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي لم يكن مفبركاً من قبل إعلام صفقة القرن، فكيف إذن يكذب التاريخ الذي يؤكد على أنه تم احتلال فلسطين بالحديد والنار! وأجبر الفلسطينيون على الخروج منها عام ثمانية وأربعين. وخذوا مثالاً على ذلك قريتي الدوايمة التي احتلت بعد اقتراف العصابات الصهيونية لأكبر مجزرة فيها، وأمثلة أخرى على مجازر حدثت في يافا وعكا واللد والرملة وصفد وحيفا وبئر السبع وبسان وطبريا ودير ياسين وغيرها! لذلك دورها بعقلك وهات الدليل يا د مجالي!
***
*قصيده واعية للشاعر محمد عبد الله أبو عواد تدعو إلى درء الفتن الطائفية والعودة إلى القضية الفلسطينية، قصيدة تستحق أن تقرأ وتحفظ عن ظهر قلب.. يقول الشاعر:
“فقبل اليوم ما كنّا وكانوا
نكفّر بعضنا سرّا وجهرا
فأوروا بين سنّيٍّ وشيعي
وأسفي المكرُ فوق النار جمرا
لنصبح رأس حربتهم لقتلٍ
فترك الغرب عندي كان أحرى
فإنّ قضيتي قدسي وأرضي
وليست غايتي خرّام شهرا
إذا ما أوجعوا إيران قتلا
هتفنا…فلتعش يا غربُ ذخرى
يُجرّ المرء من غبن وطيش
إذا لم يدّرع للوعي فكرا”
*علق بها الشاعر على إحدى منشوراتي.
***
قتلى وجرحى سقطوا من جراء اشتباكات دامية جرت بين الألوية الرئاسية اليمنية من جهة وقوات الحزام الأمني المدعومة إماراتياً ومسلحين قبليين حاولوا اقتحام قصر بعشيقة الرئاسي في مدينة عدن جنوب اليمن، من جهة أخرى.. وحلقت طائرات سعودية وإماراتية فوق القصر الرئاسي (بتصرف: الجزيرة) ويرى خبراء بأن ذلك يأتي ضمن استراتيجية الإمارات في إعادة نشر قواتها وبالتالي تحصين مواقعها في المناطق الحساسة كالموانئ وجزيرة سوقطرة والجزر الأخرى، فيما وكلت حلفائها مهمة بسط سيطرتهم في الجنوب اليمني توطئة لفصله عن اليمن الشمالي. عجبي..
***
أعلن وزير خارجية الكيان الإسرائيلي- أحد أركان صفقة القرن- عن مشاركة كيانه “المهزوم” في القوات البحرية الضامنة لأمن مضيق هرمز في الخليج العربي (الفارسي) وكان وزير الدفاع الإسرائيلي قد زار الإمارات قبل أسبوع لغايات تنظيمية. وتسعى “إسرائيل” من خلال ذلك إلى استهداف إيران عسكرياً والتحريض عليها بسبب ما تقدمه الأخيرة من دعم مالي وفني وعسكري للمقاومة في غزة. وإيران من جهتها ترد متسائلة: كيف يعتمد العرب في الخليج على الجيش الإسرائيلي المهزوم الذي لا يستطيع حماية نفسه من صواريخ المقاومة في غزة.
أما الشرفاء العرب فيقرون بأن هذا التحالف العربي الإسرائيلي إنما يمثل العار بكل أشكاله، وهو دليل ساطع على خيبة العربان وقد جلبوا الدب إلى كرمهم.. وسيكون الخليج العربي (الفارسي) مشاعاً للعربدة الصهيونية، فيما “إسرائيل” تحتل فلسطين بالقوة، وتنتهك حقوق الشعب الفلسطيني المقاوم، والرادع له بمساعدة حلفائه الإقليميين نصرهم الله.. عجبي.
***
قوة المرأة في أن تجد ذاتها قبل أن تحتطب النجاح، أن لا تغادر أنوثتها فتبدو خريفية الطابع، يابسة الأفنان، فيسهل احتطابها.. فليس بالضرورة أن يجف غصنها حتى يشتد عودها… إنها ربيع القلوب وهي حرة كالنوارس.
***
قلة خسيسة من الفلسطينيين ما زالت تمارس النذالة من باب الطائفية لذلك تعتبر بأن المقاومة في غزة خائنة لأنها تناصر إيران التي تدعمها بالمال والسلاح والتكنلوجيا إلى درجة أن النصر الذي حظيت به في آخر مواجهة لها مع الكيان الإسرائيلي ما جاء إلا بفضل الدعم الإيراني الأمر الذي أرغم المجرم نتنياهو على الاعتذار، ذلك المجرم الذي يعتبر نفسه حليفاً لعربان صفقة القرن ونصيراً للسنة وقد خسئ!! ونذالة هؤلاء مردها أنهم يؤيدون حصار غزة مع الدول العربية الشريكة في صفقة القرن مثل الإمارات والسعودية ومصر والبحرين.. وفي نظر الشرفاء فهؤلاء ليسوا فلسطينيين على الإطلاق بل صهاينة عرب ينخرون المبادئ وينامون على وهم.. إنهم خفافيش الظلام التي تحاول الادعاء بأنها أكثرية بينما أعدادها قليلة جداً لا تتجاوز عدد حاويات القمامة الموجودة في حي صغير.. ليتني أستمع إلى واحد من هؤلاء المتصهينين حتى أميط اللثام عن وجهه القميء، كي نكشف أوراق الذباب الإلكتروني من الفلسطينيين المؤيدين لصفقة القرن من باب الطائفية التي لعن الله موقظها.. وقد خسئوا فحصادهم خيبة. . عجبي..
***
ملك الأردن رفض طلباً لنتنياهو لعقد لقاء خاص ومنع اليهود من دخول البتراء عشية زيارة كوشنر إلى الأردن.. وفق ماء جاء في سرايا
وهذا يعني أن ملك الأردن يتحدى أجندة ترامب فيما يتعلق بأهدافها في الأردن، طبعاً وفي المقابل هذا يشير أيضاً إلى أن محاولة كوشنر لإحياء صفقة القرن الموءودة ما زالت مستمرة.. ولكن عدم التجاوب مع نتنياهو ومنع اليهود من تلويث أجواء البتراء بادرة لها مؤشرات إيجابية، رغم أنه من الأجدى على الأردن عدم لقاء كوشنر على مستوى القيادة رغم صعوبة ذلك في وقتنا الراهن، والتمهيد لإلغاء اتفاقية وادي عربة المرفوضة جماهيرياً، وغلق سفارة الاحتلال الإسرائيلي الذي ثبت للقاصي والداني بأن وجودها في عمان يرتب لأحلام الكيان الصهيوني الذي يتمدد إلى أقصى حدود الممكن والوهم ناهيك عن أن صفقة القرن بحد ذاتها تذهب بالأردن إلى الوطن البديل رغم محاولة البعض اليائسة لاستبعاد الفكرة من رؤوسهم المنشغلة بالمصالح الضيقة في إطار البلادة الوطنية أو التطبيع المهين..
***
كل هذا التحريض الغبي على سوريا لو وجه إلى “إسرائيل” لحررنا الأقصى ولَكن في زمن الخصيان لا تسمع في سمائنا إلا مثيري الفتن الذين يصبون الزيت على النار متناسين أننا في الأردن قد نصاب بالإرهاب!!
والغريب أنهم يتناسون شهداء غزة واليمن وليبيا وكأن هؤلاء من غير دينهم، وخاصة أن العدو الإسرائيلي لم يعد عدواً لهم، وحينما فتحت الحدود مع سوريا تراكضوا إليها للتبضع من دمشق.. فنتازيا تثير الضحك.. عجبي..
***
الذباب الإلكتروني المتصهين بات منتشراً حولنا ويخرج أعمى من حاويات القمامة الطائفية النتنة، ويصدر طنينه في انسجام مع جوقة التطبيع المهين وشيطنة اللاجئين الفلسطينيين من خلال التطبيل مع الجاحدين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ورمي الهوية الفلسطينية بما ليس فيها، ولكن هذا الذباب بات أيضاً يلفظ أنفاسه الأخيرة لأن بوصلة النصر تخالف رغبات أسياده في إثارة الفتن وتأييد صفقة القرن وتشتيت الاهتمام عن القضية الفلسطينية إما عن قصد أو بسبب الجهل أو التعصب الجهوي..
نصر تظفر به المقاومة ومن يدعمها حتى لو كان من جزر الواق واق، ضد العدو الإسرائيلي الزائل ولو إلى حين.
***
ترامب لا يريد أن يشعر المواطن الأمريكي بأي مشاكل من الناحية التسويقية نتيجة لقراراته التي يتخذها، وتلاقي انتقادات شديدة من خصومه وخاصة الديمقراطيين بسبب التلويحات الصينية بفرص رسوم مقابلة على سلع أمريكية. لذلك قرر ترامب تأجيل التعريفات الجمركية مع الصين بهدف إرضاء الناخبين في المقام الأول.
***
قناة “المملكة ” الأردنية تصف الجيش السوري ب “جيش الاحتلال السوري” فهل هذا يعني بأن داعش والنصرة هما الجيش الرسمي لسوريا! ماذا لو وصف السوريون جيشنا الأردني بجيش الاحتلال الأردني (وسيخسأ من يفعل ذلك) فماذا سيكون عليه موقفنا إذا رمينا بذات الحجر! ماذا لو تعرض الأردن لغزو داعشي أو من النصرة فهل سيقف الجيش مكتوف الأيدي حتى لو تغلغلوا بين المواطنين متمترسين بينهم! لماذا لا تصف ذات القناة الجيش الإسرائيلي بالجيش المجرم أثناء تناولها لأخبار الهجوم الإسرائيلي على غزة.. مثلاً.. من المسؤول عن هذه الاسقاطة الإعلامية غير المفهومة رغم أن المذيعة قدمت اعتذارها عن هذا الوصف المشين! عجبي..
***
الفلسفة ترصد حتى تقاسم الزمن في عمق الفكرة، وهو يرتب جزيئاتها على قاعدة إشغال الوقت بالحدث المنتظم فلكل حركة وقتها ومخرجاتها.. فالإلكترونات وهي تدور حول الجوهر الذي تمثله النواة ستستهلك وقتاً يقاس بالفيمتوثانية لا ترصده إلا الفلسفة ومن هنا .. الفلسفة تفسر ما يحدث في جوهر الفكرة قبل التعاطي مع الشكل حتى يفهم في السياق العام للفكرة الكلية .. الفلسفة تبدأ بقصف الجزيء بالأسئلة حتى يطل العقل على الجوهر.. صارت المعرفة عند الناس كهدير سيارة تعبر دون أن تبعث في عقولهم الأسئلة العاصفة فتنطوي كذكرى شكلية عابرة تتراكم في الذاكرة دون أهمية..