منوعات : بقلم بكر السباتين

منوعات ….
بقلم : بكر السباتين – فلسطين \ الاردن …
“الانتخابات الجزائرية والغيار العكسي” ومقالات أخرى
المركبة حينما تفقد كوابحها يلجأ سائقها إلى الغيار العكسي “المراوغ” لإنقاذ الموقف دون تغيير قواعد سير “اللعبة” وشروطها التقليدية.. وفي منحدرات المشهد السياسي بكل مساراته الوعرة في الجزائر تلجأ الدولة إلى المراوغة وتمكين شروط النظام السابق من خلال لجنة الانتخابات المعينة من قبل المؤسسة العسكرية، دون إشراك ممثلين عن الحراك الشعبي، بفرض أجندة الدولة العميقة وذلك باختيار مرشحين محسوبين على منظومة حكم بوتفليقة؛ بذريعة تمتعهم بالكفاءة وموافاتهم لشروط الترشح.. فيما حجبت تلك اللجنة الفرصة عن مرشحين آخرين.. والمطلوب من الحراك وفق ما يدعو إليه قائد الجيش الفريق أحمد بن قايد صالح أن يتقدم لانتخاب المرشح الأفضل مع توعده بمحاسبة كل من يحاول عرقلة العملية الانتخابية.. أحد الذين رفضوا الترشح للانتخابات الرئاسية الوزير الأسبق علي بن محمد برر في حديثه للجزيرة موقفه بأن لجنة الانتخابات مجيرة لمن عينها، والدولة لم تقدم ضمانات لتحقيق النزاهة والشفافية اللازمة للعملية الانتخابية، وإن الدستور حدد ثلاثة أشهر لانتخاب رئيس للدولة فيما يتم تعيين رئيس البرلمان لتسيير إدارة البلاد، وهذه المدة تم تجاوزها، فالجزائر في أزمة حقيقية.. ناهيك عن أن تقديم الانتخابات على الحوار ينافي مع مطالب الحراك الشعبي بجزائر يتمتع بدولة القانون والديمقراطية.
هذا يعني أنه على الحراك تغيير قواعد اللعبة لتحقيق مطالبه المشروعة بدولة تقوم على أنقاض دولة الفساد العميقة المستقلة عن الأجندات الخارجية الصهيونية والفرنكوفونية.. والتكاتف لبناء جزائر يمتلك مقومات التقدم من خلال تنمية شاملة مستدامة حقيقية للوصول إلى مستقبل تستحقه الجزائر.
***
“مواجهات تركية سورية بالأسلحة المختلفة والرهانات منفتحة على المجهول”
كل جيش في العالم منوط به الدفاع عن أرضه بكل السبل.. فلو حدث الأمر في بلدك فهل يكتف جيش بلادك يديه ويحتسي قهوة الصباح مع من يستبيح أرضه!؟ رغم أن عملية نبع السلام بحد ذاتها من خلال رسائل تركية تطمينية توحي بأن الهدف منها هو إبعاد القوات الكردية المتحالفة مع العدو الإسرائيلي عن الحدود التركية السورية، في العمق السوري شرقي الفرات بمسافة 30 كلم، وفي ختام العملية المحدودة سيقوم الجيش التركي بتسليم المناطق المحتلة للجيش السوري.. ولكن ثمة أسئلة باتت تقلق الجانب السوري، فما الداعي إلى وجود قوات المعارضة السورية مع القوات التركية والتي تتهيأ بدورها لاستلام الأراضي التي تحتلها تركيا!؟ من هنا يمكن تفسير فحوى الخبر التالي المنقول عن وكالة الأناضول التركية! والذي يقول:
“اندلعت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة اليوم السبت بين وحدات الجيش السوري وقوات تركية وفصائل موالية لها، في قرية أم شعيفة بريف رأس العين شمال شرق سوريا”.
وجاء في رأي اليوم أن تركيا أرسلت تعزيزات عسكرية تركية الأحد الماضي إلى الأراضي السورية من محور ريف رأس العين، حيث أقامت القوات التركية تحصينات في بعض المناطق، في وقت تستكمل فيه وحدات الجيش السوري انتشارها في القرى والبلدات من تل تمر إلى ناحية أبو راسين في ريف رأس العين، وعلى طريق الدرباسية رأس العين بريف الحسكة الشمالي شرقي.
الغريب في هذه المعمعة التي أثارت الغبار شرق الفرات إن المقامر الأشقر ترامب ما لبث يعزز وجود قواته قرب حقول النفط، لتطهيرها من إرهابيي القوات الكردية وداعش، بذريعة إنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين بينما يكمن السر الحقيقي وراء ذلك في رغبة راعي البقر الأمريكي بحلب منابع النفط السورية الواقعة شرق الفرات والمنهوبة في وضح النهار.
وأذكر آخر المطاف بأن الرهانات في أية حرب ضروس لا تبقي ولا تذر، لا بد وتنفتح على كل الاحتمالات أهونها سيء. ذلك المجهول الذي تلتهم أشداقه الأمان.
***
الغربان وأردننا الحبيب
حمى الله الأردن من الغربان.. فثمة من يسعى لإلهاء الأردن عن أزماته المتفاقمة من خلال ما يلي:
أولاً- الاحتفال بفوز الدبلوماسية الأردنية في تحرير الأسيرين الأردنيين من براثن العدو الإسرائيلي وكأنه احتفاء بتحرير الأقصى علماً بأنه لولا إضراب هبة عن الطعام لما سمع عن قضيتها أحد، بينما كان العدو الإسرائيلي لا يقيم وزناً للسفير الأردني في تل الربيع “تل أبيب” فاتفاقية وادي عربة استسلامية بامتياز وأساءت لكرامة أردننا الحبيب.
ثانياً – حادث الاعتداء الآثم على السياح في جرش من قبل إرهابي لا هوية له أو دين، حيث تتبرأ من فعلته كل الشرائع والأديان، حيث يتجاهل مثيرو الفتن الإقليمية والطائفية استقصاد العدو الإسرائيلي لأردننا الحبيب.
والسؤال الذي يطرح نفيه: لماذا لا يتم قطع الطريق على مثيري الفتن الطائفية والإقليمية، من خلال الضغط بقوة على المجرم المعتقل لمعرفة من يقف وراءه.. على أن يتم ذلك بكل شفافية لو ثبت أن شقيقاً عربيا هو صاحب الأجندة التخريبية في الأردن لصالح العدو الإسرائيلي المتربص بالأردن.. عجبي..
***
الجوكر الإسرائيلي
محمد دحلان يمثل الجوكر الإسرائيلي في الانتخابات الرئاسية الفلسطينية المقبلة، والضامن لتنفيذ صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية بالتنسيق مع الدول العربية المشاركة فيها، لا بل ويمثل تلك الأداة الخفية التي تعبث بأمن المنطقة من خلال دفع الرشاوي وتشكيل الخلايا التخريبية النائمة ومنظومة العملاء الذين يتحركون وفق أجندته في الدول العربية المستهدفة وضخ الفضاء الافتراضي بالذباب الإلكتروني المجيّش ضد من يقف في وجه العدو الإسرائيلي، بالتنسيق مع الموساد وحلفائه من بعض الأجهزة الأمنية العربية المتحالفة مع المحتل الإسرائيلي مثل الإمارات حيث يقيم دحلان.
ومحمد دحلان الذي لم يثبت براءته من دم الراحل عرفات كما تنشر الصحف، ناهيك عن تورطه في عمليات فساد فضحت أمرها السلطة وعلى لسان رئيسها عباس؛ يسعى لحرق الأخضر واليابس لأجل الكرسي كما هو الحال في كل من الإمارات
***
الصمود في وجه الخوف
في حي الصيادين الكئيب علت غمامة راحت تستمطر أسرارها الزوجات الحالمات بالدعاء.. يرسلن أطيافهن إلى البحر عبر غياهب الظلام.. يبحثن بعيونهن عن الرجال العائدين بعد أن أتعبهن الانتظار.. الضياء المنبعثة من النوافذ الواطئة خافتة.. الرياح تفزع الأشياء.. الليل حالك الظلمة.. بارد طويل.. نوافذ البيوت الحانية على بعضها مشرعة باتجاه البحر.. الأطفال تنيمهم حكايات الجدات عن الشاطر حسن الذي هزم الغولة فتحول الرجال إلى صيادين لا يخافون جنيات البحر.. وأهازيج البحارة خافتة تشتتها الأمواج وتطرق سمع آلهة البحار الكنعاني فلا جدوى.. الحظ محبوس والفال مرهون بمزاج يمّ ورضاه.. وزوجات يتلفحْن الحنين.. والانتظار صقيع ترتجف لهوله الأوصال.. الحي الكئيب توقظه فوانيس السمّار وهم يستنطقون العرافة عن مصير البحارة في عمق السؤال.. كأنها نجوم تحاور حارس الليل الوضاء.. ترصع الحي القديم بلآلئ من نور.. تتخلل سحابة من أحلام زوجات فقيرات أتعبهن الانتظار.. والنوارس خالية الوفاض تطوف في عتمة الخوف كالعقبان.
وفجأة! تنطوي الحكايةُ على موقدِ النهار ومنارةُ الفرحِ تُسْمِعُ الحيَّ الكئيبَ أهازيجً النور.. والعرافة بعد أن تلمظت سلافة السؤال في بقايا فناجين الحيرة والانتظار.. تختم نبوءتها المحفوفة بابتسامة “يمٍّ” الكنعاني، تهمس وفي عينيها تتوسع حدقة النهار: “عاد الصيادون بالخير.. هلموا إلى البحر يا رجال.. يا صبايا.. يا أولاد”..
10 نوفمبر 2019