الولايات المتحده الامريكية (:::)
بقلم: د. وجيه الجوهري- كارولينا الشمالية (:::)
منذ وقت الى آخر أحن للعودة الى نيويورك / نيوجيرزي ولو لسويعات.. ففي هذه المنطقة وخاصة مدينة جيرزي ستي كانت لي الخطوات الأولى للحلم الأمريكي الذي يعده البعض كابوسا أمريكيا.. سأخط لكم خلاصة زيارتي
الأخيرة التى حملت معها مرارة وسرعة الزمن.
بعد أن حطت الطائرة في مطار الأخ جون إف كنيدي استقليت حافلة لشارع ال٤٢ وليس ال ٤٤ أو أم ٤٤ كما يقال في التراث عن أمنا الغولة.. وهناك لفت انتباهي عربات الأطعمة المتحركة التي نالت قسطا كبيرا من الكراهية وخاصة من مؤلفي المناهج المدرسية في الدول العربية وخاصة مصر.. من مساوئ الباعة الجائلين انتشار الأوبئة والكبد الوبائي والبلهارسيا.. لكن لا بد أن نكسر القاعدة ولاسيما أن الجميع يتناولها وخاصة أن هذه العربات تحمل شعار ” حلال”.. انتظرت أمام العربة ولكن لا يوجد بائع آو طاهي بداخلها.. على بعد بضعة خطواط وجدت اثتين من المهاجرين وثالثهم العربجي أي صاحب العربة ونظرا لأن العربجي في المفهوم المصري تعني شيئا آخر فأسميته الحلالجي أي صاحب الطعام الحلال..بعد التحية والسلام طلبت من الرجل أن يترك السيسي و مرسي جانبا ويعود لعربته كي أتناول وجبة الغذاء الحلال في مدينة اليهود والمسلمين وبعض الأديان الأخرى.. طلبت من الرجل أن يطعمني مايريد من قائمته الحلال. طبعا.. الرجل مشكورا قدم لي أغلى ما عنده.. طبعا صيدة جاهزة.. والزبون-أي الكاتب- شكله صيدة سهله! وما أحلى العرب والمسلمين في النصب باسم العروبة والاسلام والأخوة.. سألني الحلالجي اذا أود الطعام هنا أم سآخذه معي.. أجبته بتعجب هنا، ولكن أين؟؟ قال: ” في أي جنب” كما لو كنت سأتبول في مدينة القاهرة أو دمشق أو عمان.. بعد ذلك، بدأت السماء تزخ مع زخات الزبائن لهذا الحلالجي. وما أن أنتهيت من تناول الطعام وانتهت زخات الزبائن حتى آخذ هذا الحلالجي في تنظيف منخارة بمناديل ورقية داخل عربة الطعام الحلال. وما أن انتهي حتى خرج ليستهلك بعض السجائر مع رفيق الشارع. وددت لو اتقئ ولكني خشيت أن أدفع غرامة تقئ لشرطة منهاتن التي لا تجيد التعامل مع السياح الأجانب حتى ولو كنت من شمال كارولينا.
الحق يقال الأطعمة الحلال أصبحت معلم من معالم الجزيرة المنهاتية. أخذني الفضول لزيارة سوق مغربي، وفي قسم اللحوم أو الجزارة شاهدت أكبر كمية من بيض الأغنام! حوالي مئة بيضة تعرض في فاترينة العرض الأمر الذي جعلني اتحسس ما امتلكة من هذا النوع المهم واشعر بألم الأغنام المخصية! ربما خصيت الأغنام في أحد معسكرات هتلر أو شارون أو جواتيمالو أو ربما أبو غريب. مسكين هذا الإنسان الذي يعتقد أن بيض الغنم أو قضيب نمر أو ذيل ثور فيه شفاء من علة جنسية.. ربما ربطة من نبات الجرجير فيها الشفاء كله على أمل أن يكون النبات حلالا وأن يباع على أرصفة منهاتن من خلال عربات الكلاب الحارة الحلال.
_________________________
welgohary@capellauniversity.edu