الشعر ….
ترجمة مادونا عسكر/ لبنان
هوراس* ما عاد حيّاً إلّا في معبد الذّاكرة.
ما بقي منه إلّا أبياته ومجده.
للصّديق النّاجي، راحة حزينة،
ماسيناس* في حدائقه شيّد نصباً!
في غاباته المرتادة من رجال مشهورين،
ما عاد يبحث إلّا عن السّرو الجنائزيّ.
في ظلّه الكئيب يرضخ لآلامه
ويستسلم للذّة ذرف الدّموع.
ملاذ الموت، اعتزال صامت،
أنتم ترفعون روحه! متكئاّ إلى جرّة،
من حلم الحياة، يرى الغرور،
ومن أجَلِه أخيراً، لم يعد مرعوباً.
قريب من حافة الهاوية، يقيسها ويريد
أن يتّحد برماد صديق؛
يجمّل إثم الموت المؤلم ،
ويؤمن أن في قبره سيشعر بقلبه.
لكنّه عبثاً يسعى لِصَون غباره
من سطوِ الزّمن على كلّ مادّة:
لا يبقى منّا شيء، حين نفنى،
إذا لم ننجُ بإشراقة الفضائل.
——————————————————————————–
*هوراس: شاعر غنائي وناقد أدبي لاتيني من رومانيا القديمة. ٦٥ق.م-٢٧ ق.م
*ماسيناس: رجل سياسي روماني، اشتهر بتكريس ثروته وتأثيره للفنون والأدب.