مقالات وخواطر في الهم العربي – بقلم : بكر السباتين

منوعات …..
بقلم : بكر السباتين ..
تصادف هذا الاسبوع إعدام سلطات الانتداب البريطاني شهداء “ثورة البراق” الثلاثة في حزيران سنة 1930 : محمد جمجوم، وفؤاد حجازي، وعطا الزير، وتم إعدام هؤلاء الشهداء في سجن القلعة بمدينة عكا على الرغم من الاستنكارات والاحتجاجات العربية.
وبهذه المناسبة وفي أواخر سبعينات القرن الماضي غنت فرقة العاشقين قصيدة “من سجن عكا” قالت فيها:
“كانوا ثلاث رجال
تسابقوا عالموت
أرواحهم علقت فوق
رحمة الجلاد وصاروا مثل يا خال
ومن سجن عكا وطلعت جنازة
محمد جمجوم وفؤاد حجازي
جازي عليهم يا شعبي جازي
المندوب السامي وربعه وعموما”
إلى أن قالت:
“نادى المنادي ياناس إضراب
يوم الثلاثاء شنق الشباب
أهل الشجاعة عطا وفؤاد”
رحم الله كل شهداء الوطن الرواد منهم واللاحقين.
***
الهباش بدلاُ من دعوته كل الشعب الفلسطيني للتبرع من أجل شراء السلاح للمقاومة من أجل التصدي للاحتلال بسلاح الجوع والصبر على المحن ، يدعو “سماحته” نساء وخنساوات فلسطين لبيع ذهبهن ومجوهراتهن واعطائهن لموازنة السلطة ليتمكن السيد الرئيس من مواجهة الأزمة المالية وكسر معادلة تركيع شعبنا حتى يحصل شيخنا الموقر وزمرة أوسلو على رواتبهم التي تتجاوز عشرات الألوف من الدولارات.. ولا أدري لماذا لا يبادر إلى بيع ذهب زوجته وبناته وزوجات أبنائه حتى تقتدي الحرائر به! مناضل عتيد يستحق منا أل(………) سلامة فهمكم..
***
معايير ترامب العنصرية وعمدة لندن
ما جرى بين ترامب وعمدة لندن ينطبق عليه المثل القائل “هيك مزبطة بدها هيك ختم”.
ترامب وبكل ما في عقله العفن من عنصرية، يطالب الحكومة البريطانية في تدخل سافر وغبي بطرد عمدة لندن، السيد خان، من منصبه لأنه مسلم من أصول باكستانية.. من جهته تجاهل خان الرد على هذا الطلب العنصري هازئاً منه بكل استخفاف. وكان قبل هجوم ترامب عليه قد انتقد الحكومة البريطانية بشدة؛ لأنها بالغت في استقبال رجل الكابوي والمقامر الأشقر مستر ترامب.
***
رداً على سؤال لصديق حول أن الأدب في الأردن لا يليق بالجمهور الأردني لذلك لا يصل إلى الناس!؟
فقلت له:
على العكس من ذلك، فالحركة الأدبية الأردنية متميزة عربياً وسيل الترجمة إلى اللغات الأخرى مزدهر. ولكن المأساة تكمن فيما يسود مواقع التواصل الاجتماعي من تردي ثقافي فيتحول المشهد الثقافي من خلالها إلى مستنقع آسن الثقافة حينما يخالط غثه سمينه.. فيتوه القارئ بين المستويين وتموت رغبته بالقراءة.
والسؤال هو كيف يمكن إيصال الأعمال الجيدة إلى جمهور لا يقرأ! فلو راقبت احتفالات توقيع الكتب أو الندوات الأدبية والفكرية والأمسيات الشعرية لوجدت ذات الجمهور يتكرر في كل المناسبات وهو ما لا تجده في أوروبا مثلاً، حيث يقف هناك الجمهور في طوابير للحصول على نسخة من كتاب يقضي الفارئ معه وقتاً ممتعاً في رحلة قطار أو أثناء العطلة في أوقات الفراغ.
***
الازدواجية في مجتمعنا إلى أين
يحدث كثيراً في مجتمعنا أن يهرب أحدُ الرجال “المحترمين” من بيته ليشاهد مع أصدقائه فلماً إباحياً في خلوة شيطانية كدأبه كل ليلة، تاركاً بيته دون رعاية منه وفي قرارة نفسه يقول مبرراً خطأه: “مليت من أم العيال”.. لكن ضميره استيقظ فجأة حينما شاهد زوجته تمارس الخطيئة مع عشيقها والذي صورها دون علمها، ويبدو أنه حاول ابتزازها دون أن يظفر منها بطلبه فنشر المادة على إحدى المواقع الإباحية.. ومن هول الصدمة نهض صاحبنا المخدوع غاضباً. وتحول فجأة إلى واعظ وقاضٍ ومنفذ للقصاص في وقت واحد.. لم يستشر عقله أو ضميره حتى يتحقق من الأمر؛ لا بل أقدم وهو في سورة غضب على إحراق بيته بقتل زوجته الخائنة دون أن بعترف بالأسباب..فكانت خاتمته المشنقة.. أما أولاده فليذهبوا إلى الجحيم.. وما كان على المحرضين الذي تابعوا تداعيات الموقف عن كثب إلا أن حزنوا قليلاً ثم تركوا أبناء الرجل في مهب الريح دون رعاية أو اهتمام وهم ينعتونهم بأبناء “الخائنة”.. هذه الازدواجية في مجتمعنا إلى أين.. عجبي..
***
أقول رداً على أحد الرداحين من منتقدي مرسي في برنامج حواري مصري لا يستحق المتابعة ولا ذكر اسمه:
من قال أن كل زعماء هذه المرحلة العربية ملائكة.. فلا تشيطنوا الراحل الذي انتخب عبر صناديق الانتخابات، الشهيد محمد مرسي.. على الأقل فإن دعمه لحماس يعني العداء السافر للكيان الإسرائيلي الذي يحتل الكرامة العربية عبر تدنيسه لأرض فلسطين ومقدساتها. ولكن لماذا أبقى مرسي إبان حكمه على هذه العلاقة ولم يقدم على قطعها فوراً!؟ فذلك لأنه ليس سهلاً عليه فعل ذلك؛ وفي عامه الرئاسي الأول المليء بالكوابح، وفي دولة عميقة متصهينة، أنتجت لسوء الحظ أكبر حليف لإسرائيل يدعى السيسي، ولا تنسوا أن الأخير هو من نفذ بدوره أجندته المتصهينة بعزل مرسي ومن ثم سجنه حتى لاقى حتفه من جراء إهمال أمراضه المزمنة والطارئة ومن ثم قتله أثناء المحاكمة بالقهر والإذلال.. ويكفي أن الراحل الكبير محمد مرسي كان ذاهبا باتجاه دعم المقاومة في غزة التي ردعت الجيش الإسرائيلي بقوة واقتدار في كل مواجهاتها مع العدوان الإسرائيلي.
في المحصلة فإن مرسي منذ البداية وفي عامه الأول حتى قبل أن يتنفس الصعداء وقد حمل على عاتقه حملاً ثقيلاً يمثل تركة الرئيس الفاسد المدحور مبارك، وقوى الشد العكسي بكل مكوناتها في هيكل الدولة والجيش والأجهزة الأمنية والبرلمان ومختلف الأطياف السياسية وبعض المستقلين في الشارع المصري تشده بقوة وعنف إلى الوراء ما أسهم في عرقلة خططه التنموية وأدت بالتالي إلى حرق شخصيته الإنسانية والسياسية.. أقول هذا رغم أنني لا أتبنى نهج جماعة الأخوان المسلمين سوى توافقي مع الكثير من إيجابياتهم وخاصة تأييدي للمكون الحمساوي في المقاومة داخل غزة.. لأنني مستقل في تفكيري كما تعلمون ولكن ليس للحقيقة إلا وجهاً واحداً والهروب منها نكوص..
رحم الله مرسي وأدخله فسيح جناته..
***
المرايا لا تعكس من يقف وراءها لذلك لا يجب اعتمادها كوثيقة مطلقة تعكس ما يدور أمام وميض آلات التصوير؛ لذلك لا بد من البحث عما وراء الأقنعة والمرايا لبناء الحقيقة وتسويقها.. وعليه فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق باراك كان صادقاً في تصريحاته حول المفاوضات لأن أفعاله تطابق أقواله. فهو حين قال بأن هدفه الحقيقي من مفاوضات كامب ديفيد مع الفلسطينيين جاءت بهدف تعرية “الشهيد” ياسر عرفات وليس لتحقيق السلام حيث أصاب هدفه من خلال عزل عرفات حينذاك ومن ثم اغتياله بالسم.. أما الطرف الفلسطيني وحتى الآن فهو لا يؤمن إلا بطريق التفاوض أي بالمرايا.. الدليل على ذلك ما جاء في كتاب “الرواية الفلسطينية الكاملة للمفاوضات من أوسلو إلى خريطة الطريق.. ١٩٩٥- ٢٠٠٠”.. صفحة ٣٠٦… ففي الوقت الذي ما يزال الفلسطينييون يتراكضون فيه وراء جزرة الوعود الإسرائيلية المربوطة بالعصا المثبتة على بردعة الحمار وهو يدور بها والركب الفلسطيني من ورائه، فإن الإسرائيليين يكررون خطوات باراك في اصطياد الخصم وحرقه على رؤوس الأشهاد كما وأشبعوا محمود عباس باللكمات حتى مات في نظر شعبه حياً. عجبي
***