مسافات الزمن ..! بقلم : يونس عاشور

فن وثقافة ….
بقلم : يونس عاشور ….
بين مسافات الزمن مسافات طويلة وبعيدة في آن..
طويلة بطول الوقت الذي لا يُعلم منتهاه..
وبعيدة ببعد الزمن ومسافاته الأبدية..
نحن بدأنا السير مع مسافات الزمن منذ إبصارنا لهذا الكون..
لكننا لا نعلم حتى هذه اللحظة منتهىً لتلك المسافات ..
مسافات تراكميّة..
مسافات كميّة..
مسافات عددية..
من حيث التراكمية ليس لها حد يُذكر..
من حيث الكمية ليس لها كم يُدْرَكْ..
من حيث العددية حسابات ومسافات تبدأ بعدٍ معلوم لينتهي إلى حدٍ مجهول..
لا يعرف متى ..
وليس ثمة تقديراً فعلياً حقيقياً لمعرفة نهايته..
تلك النهاية المغيبة ..
والبداية المغيبة أيضا التي كنّا بعدها بين مسافات زمنية لم ندرك حقيقة ما مضى منها..
لكننا نفاجئ بنهايات من حولنا.. من أناس كنا معهم وإذا بنا نبتعد عنهم لتكون بيننا وبينهم مسافات ..
قد تكون زمنية ..
وقد تكون غيبية ..
زمنية من حيث أنها تكونت مساحة بُعدية على الصعيد الزمني ..
وغيبية بأننا نجهل الوقت أو الزمن الذي يُغادر فيه الإنسان هذا العالم..
ليكون بذلك منطلقاً جديداً لنفس أخرى..
تجدد معها البدء الزمني ..
وتبدأ هي الأخرى بالسير نحو مسافات لا علم لنهايتها..
بين مسافات الزمن ثمّة عنوان غيبي..
لا نعلم بدءه ومنتهاه..
وربما لا يكون هنالك ثمّة تقدير فعلي لتحديده أن صح التعبير..
تحديد البدايات ..
أو معرفة النهايات الفعلية..
أو البين بين البدء والمنتهى ..
البدء هو نقطة الانطلاق والبداية التي سمعنا عنها وأيقنا معرفتها ولم نكن وقتئذٍ حاضرين معها بأزمنتنا الحالية ..
إنها تمثل الواقع الغائب بالنسبة لنا..
الواقع الذي لم نكن حاضرين معه في وقت ولادتنا وظهورنا في هذا العالم..
لكننا في تلك الفترة أيضا لن نكون حاضرين مع ذواتنا عند انتقالها من هذا العالم إلى عالم آخر بسبب عدم معرفة النقطة الزمنية الأخيرة بالنسبة لنا وتلك هي مسافات الزمن التي تنتقل بشكل تراكمي وكمي وعددي يكون الإنسان بينه سائراً من عالم إلى عالم آخر..