الشعر ….
شعر / عبد الرحيم الماسخ – مصر …
سببٌ بلا سببٍ يعُوقُ فمَ ارتحالي عن بُلوغ الماء
ما بالُ الهواءِ مُعلَّقٌ بسياج آمالي ليَسقط َ في الب ُكاء؟
هُنا أنا
والذكرياتُ تُقوِّسُ المَغْنى لموسيقى الخلاء
ترِفُّ خاطِرة ُ المساءِ على ورُودِ الغُربةِ الصفراء
تغفو السُحبُ فوقَ يدِ الشتاء
يدورُ مفتاحُ السماءِ بحلقةِ الشمس
الخيالُ يمَسُّ جُرحَ الفرحةِ البكْماء
صرختُها تُذِيبُ الصمتَ في كأس النداء
أنا هُنا
الوقتُ مُرتحِلٌ .. فمن يبقى معي
والغافلون عن الحقيقةِ قائمون وقاعدون على توابيتِ الخواء
يُجَمِّعُون شتاتَ فرحتِهم بكهفِ الكبرياء
ووحديَ المُستاءُ للحُلم ِ الذي ولَّى ليترُكَني صريعَ تفجُّعي خلفَ انشقاقِ
الأغنيات
على رِماح الداء
تسكُنني حقيقة ُ موتِيَ
الآلامُ تأتي
وانهِيارُ الصمتِ يضربُ في العراء
أصيح
تشربُ صوتيَ الريحُ :
احجبُوا عنِّي ـ بلا شكوى ـ عُيونَ الظنِّ صارخًة إلى سُفني تشقُّ يدَ الهواء
هربتُ من سَكني أمامَ النارِ والماء
اتفقتُ ـ ل كي يُصادقني بنو رَحِمي ـ مع الأعداء
أطلقتُ المَحبّة َ من سُجون القلبِ للظُلم المُرَتَّبِ بين طرْدٍ واحتواء
وانفردتُ بلوعتي .. فبكتْ وشاكتْ ثورتي بأنينها المُتدحْرج المستاء
قالتْ : مِتْ بداء الداء
أو تُبْ من براءتِكَ التي فتكَ الخواءُ بها
ولم تترُكْ عِظامَ الموتِ ساقِطة َ البناء
فأنتَ مُختلفٌ
طواكَ النزْفُ في طمي البقاء
فصرتَ آنِية َ اشتقاق ِ العطر ِ من شجر الوفاء
تميلُ , تغرق
والسحابُ يمرُّ .. يحكي الصخرُ فرحتَهُ لرَمْل ٍ لا يُصدِّقهُ السَرابُ بعين
ِ ماء
طاعة ٌ عمياءُ للريح ِ الجدارُ
وللهشيم ِ النارُ
ينعقِدُ الدُخانُ على جبين ِ الشمس ِ كالقمرِ
الضياءُ يحُلُّ صرختَه ُ فلا يسري
فينغلقُ ارتِدادُ العُمر ِ في شجر النماء
تعودُ أنتَ كأنكَ الماضي بلا أسبابهِ
المُتفَرِّد ُ , المقطوعُ من أنسابهِ
تحيا العطاءَ متى ؟
وأنتَ تُنَسِّقُ الصمتَ ارتقابا للأسى من بابهِ
تحيا الجَمالَ متى ؟
وأنتَ تُراوِغ ُ الموتَ المُحِيط َ مُطَوَّقا بذُبابهِ
تحيا الأمانَ متى ؟
ودمْعُكَ لفَّ عينكَ مُصْمتا
لتمَسَّ جمرَ الخوفِ من أهدابهِ
آهٍ
بقلبِكَ وردة ُ الأعيادِ تُومِضُ كي تغيب
لعطرِها المنثورِ خفْقُ فراشة ٍ في الماءِ تشربُها الدروب
تغِيبُ , تُومض
والصباحُ