ما العمل مع اخطر مافيا للجريمة المنظمة بحجم”دولة اسرائيل”…!. بقلم : نواف الزرو

دراسات ….. فلسطين …
بقلم : نواف الزرو – الاردن …
مؤسف ومخجل ما كشف وزير القضاء الفلسطيني في رام الله محمد الشلالدة النقاب عنه السبت: 30/01/2021 -من وجود مساع لإدراج المجموعات الاستيطانية على قائمة الإرهاب الدولية، وذلك على خلفية هجماتهم ضد المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس المحتلتين.وقال الشلالدة بتصريحات لوسائل الإعلام، إن هجمات المستوطنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، تمثل انتهاكا صارخا لاتفاقية جنيف الرابعة والقانون الدولي، نقول مؤسف ومخجل لان ملف الاحتلال بكامله على امتداد مساحة فلسطين هو الارهاب بعينه ويجب ادراج “دولة اسرائيل” على قائمة الارهاب الدولي كما يجب ان تقدم للجنايات الدولية، كما يجب ان يرتقي الخطاب الاعلامي والقانوني الفلسطيني والعربي معه الى مستوى التعامل مع”اسرائيل” كدولة احتلال وارهاب وكدولة مجرمة تقترف الجرائم على مدار الساعة منذ قيامها، والوقائع والدلائل والقرائن والشهادات والوثائق أكوام أكوام لا حصر لها…!.
فوفق شتى المقاييس والمعايير والمواثيق والقوانين والقرارات والاخلاقيات الاممية والبشرية العريضة، فإن ما تقترفه دولة وآلة الحرب الصهيونية ضد الشعب العربي الفلسطيني الاعزل، يتجاوز كل هذه المرجعيات، بل يطيح بها بقسوة لا مثيل لها، طافحة بروح العنصرية والاستخفاف والاحتقار لكل قيم ومضامين الحضارة والسلام والتعايش.
وهذا الذي تقترفه دولة وآلة الحرب الصهيونية من مجازر دموية جماعية وفردية وضد الصغير قبل الكبير.. وما تقترفه من جرائم حرب واسعة شاملة لم تترك مجالا من مجالات الحياة الفلسطينية الا والحقت به الخراب والدمار وعلى امتداد اكثر من اثنين وسبعين عاما ليس له اية علاقة على الاطلاق بما يزعم انه “الارهاب الفلسطيني”، أو بما يزعم انه “حق الدفاع عن النفس بالنسبة لاسرائيل”.
فالوصف الادق والاقرب والأكثر منطقية وتعبيرا عن الحقيقة، هو ان ما يجري من مقارفات صهيونية انما هي جرائم حرب مروعة.. وحرب ابادة وتطهير عرقي شامل تجري على مدار الساعة ضد نساء واطفال وشيوخ وشباب وشجر وحجر فلسطين على السواء.
والهدف الكبير الاستراتيجي من وراء كل ذلك هو: الاغتيال الاستراتيجي لفلسطين الجغرافيا والشعب والتاريخ والحضارة والتراث والحاضر ومقومات بناء المستقبل ايضا.
والذي يقوم باقتراف هذه الجرائم والابادة العرقية ليست دولة سوية طبيعية جزء لا يتجزأ من المنطقة العربية والشرق اوسطية، بل هي دولة مصطنعة اقيمت وفرضت واستمرت وتقوت وتعاظمت تحت دعم ومظلة الاستعمار البريطاني اولا، ثم تحت دعم ومظلة الادارة الامريكية ثانيا، الى ان طغت وتجبرت وتمادت واوغلت ليس فقط في مجازرها وجرائمها الشاملة، بل ايضا في سطوها المسلح على فلسطين، وفي نهبها للممتلكات وفي مصادرتها للحقوق الفلسطينية المشروعة. بل لقد غدت تلك الدولة حكما دولة مارقة خارجة على القوانين الدولية والبشرية، ولذلك كله باتت اقرب الى مافيا للجريمة المنظمة والمخططة والمبيتة والمنهجية، ولكنها مافيا بحجم “دولة اسرائيل” المدججة اولا وقبل كل شيء بالادبيات والفتاوى العنصرية الدموية، والمدججة ثانيا بترسانات لا حصر لها من اسلحة التدمير الشامل.. حتى الانياب النووية…؟!
ولذلك ليس عبثا ان اكد مردخاي فعنونو الخبير النووي الاسرائيلي الذي اعتقل وحكم بالسجن لسنوات طويلة “ان المجتمع اليهودي عنصري” و”ان لا حاجة لوجود دولة يهودية” و”ان اسرائيل ليست بحاجة الى السلاح النووي” داعيا الى “تفتيش دولي عاجل لمفاعلاتها النووية”.
وليس عبثا ان اكد الكاتب اليساري الاسرائيلي “باروخ كيمرلنغ” في كتاب له: “ان اسرائيل تقوم بحرب ابادة سياسية ضد الشعب الفلسطيني”، على مستوى مرعب وعلى نحو دفع اكثر من 60% من الرأي العام الالماني مثلا الى التأكيد على “ان ممارسات اسرائيل ضد الفلسطينيين في المناطق المحتلة شبيهة بممارسات النازية” وليس ذلك فحسب، بل “ان 54% من الرأي العام الامريكي اعربوا في احدث استطلاع لهم -عن تأييدهم لفكرة فرض عقوبات امريكية على اسرائيل في حال واصلت خرق حقوق الانسان في الاراضي المحتلة، واذا لم تتخل عما تملكه من اسلحة نووية”.
فنحن عمليا في الخلاصة المكثفة المفيدة اذن امام “مافيا بحجم دولة اسرائيل”، لا حجم ولا سقف ولا حدود لجرائمها.. ولا كوابح او روادع لآلتها الحربية الارهابية التي تعيث فسادا وتدميرا وتخريبا وقتلا بالجملة ضد الشعب الفلسطيني.
نعتقد انه لو اجريت استطلاعات حقيقية للرأي العام العالمي بدءا من “اسرائيل” نفسها، مرورا بالفلسطينيين المثخنين بالجراح، وبالعرب المتفرجين الى حد المشاركة في الجريمة ووصولا الى اوروبا والولايات المتحدة نفسها، لكانت النتائج بالاغلبية الساحقة “ان اسرائيل فوق القانون الدولي” و”انها الدولة الاخطر على الامن والسلام العالمي”، و”انها دولة الارهاب والاغتيالات” و”انها دولة التمييز العنصري رقم -1- على وجه الكرة الارضية” و”انها اكبر واخطر مافيا للجريمة المنظمة في العالم”.
ولكن .. لو اجرينا من جهة اخرى استطلاعات للرأي العام العالمي حول سبل كبح و ردع ومحاسبة هذه “المافيا الارهابية النووية”، لكانت النتائج بالاغلبية الساحقة على الارجح لصالح تفكيك هذه “المافيا – الدولة الارهابية الاخطر في العالم” ولصالح تدفيعها فواتير مجازرها وجرائمها.. ولصالح تقديم قياداتها وجنرالاتها وجنودها لمحاكم مجرمي الحرب في العالم.. ولصالح انصاف الشعب الفلسطيني في حقه في تقرير مصيره، واسترداد حقوقه المسلوبة المغتصبة.
ولكن…. ما بين رأي وخيارات الشعوب وسياسات ومواقف الانظمة والحكام تقع الخطيئة التي لا يمكن ان يغفرها التاريخ..؟!
Nzaro22@hotmail.com