كلمة رئيس التحرير …
بقلم : وليد رباح – نيوجرسي …
يعجبني ذاك الذي يقف دائما خلف الرئيس ترامب اثناء القائه خطاباته .. يلبس بدلة يوازي ثمنها راتب العبد الفقير لسنة او دون ذلك .. ولا يهمني المنصب الذي يشغله ذلك التابع .. فسواء كان وزيرا او مستشارا حتى وان كان هتيفا فذلك لا يهمني .. وانما يهمني انه يصفق مع كل نهاية جملة للرئيس .. يصفق ويصفق حتى تهترىء كفاه .. وفي عرفي ان كل رئيس يجب ان يكون لديه هتيف حتى وان كان من طاقمه او خارج ذلك الطاقم .. فهو ان تحدث الرئيس صفق .. وان اخطأ الرئيس صفق .. حتى وان اصاب فانه يصفق .. والمهنة في عرفي اسمها ( هتيف ولو على خازوق ) .
ولقد اختار الرئيس اثناء حملته الانتخابية وبعد ان اصبح رئيسا .. طاقما هتيفا بعضهم من العرب .. والبعض الاخر ممن يكرهون العرب .. وكلهم يندرجون تحت قائمة (هتيف) فلا يهم عندهم ان يكون الرئيس يفهم في السياسة .. وانما يهمهم ان تكون ملياراته هي الهدف .. وكل يسعى الى قطعة من الكعكة ..
والخوازيف في عرف السياسة عند العرب لها اسماء شتى .. فمنها الخازوق الذي كان يرفدنا به حكام تركيا القديمة بحجة الخلافة .. ومنها خوازيق حكامنا العرب .. ومنهم من يسمي نفسه حاكما مسلما .. فبالاضافة لخوازيق التهم الملفقة .. والسجون التي يهترىء المعتقل فيها دون اسباب واضحة .. وخوازيق السرقات والنهب في وطننا العربي مما يسمونه في القانون اساءة استعمال الامانة .. فانهم كلهم مع وجود الهتيف الذي اشرنا اليه .. كلهم من الصفاء كما الماء . ومن نظافة اليد التي تضمخ بالعطر بعد كل خطاب .. واخيرا .. من لزوم ما لا يلزم .. واخيرا ايضا .. فقد جاءنا الرئيس الامريكي بخازوق امتد من ما تحت الاست الى امعائنا فقطعها ..
ولقد علمت نتيجة استطلاع قامت به بعض دور الاعلام العربية .. ان نسبة العرب الذين صوتوا للرئيس الحالي كانت اكبر نسبة على مدار خمسين عاما من وجود الجالية العربية في هذا البلد .. ولا استطيع الا ان اقول لهم .. اشربوا .. فشارب السم يجب ان يتذوقه الجميع .. ولا تلوموني .. ولكن لوموا انفسكم ..
بعد هذه المقدمة الطويلة .. يجب ان اوضح للقارىء ما معنى الارهاب وما معنى التعصب .. وما معنى ان تكون انسانا ناقصا يجب اجتثاثك من المجتمع حتى لا ينتقل الفايروس الذي تحمله للاخرين . مع تقديم الاعتذار للرئيس الذي يهمه التصفيق فقط .. وفي رأيي انه رئيس صادق .. لماذا ؟ لانه ينفذ ما وعد به اثناء حملته الانتخابية .. وكلنا يعرف ذلك .. ومع كل ذلك .. فنسبة العرب الذين انتخبوه كانت كبيرة نسبة الى الانتخابات الماضية .. ولقد اغمضنا اعيننا او اغمضها الكثير من العرب ابان الحملة الانتخابية لعلمهم ان ما يقوله الرئيس اثناء الانتخابات ليس من المهم ان ينفذه عندما يصبح رئيسا .. ولكن ترامب كان صادقا .. فهو ينفذ ما قاله بالحرف الواحد .. ومن ضمن ذلك تبنيه لما تفعله اسرائيل في فلسطين المحتلة .. ومنعه دخول المسلمين من بلاد عربية اخرى .
وطالما ان الرئيس يحارب الارهاب فانا معه .. ولكنه مع الاسف .. يخطىء في تعريف الارهاب .. ولسوف امر سريعا على الارهاب ومعانيه سواء اقتنع الرئيس بكلامي ام لم يقتنع .. فله رأسه ولي رأسي ..
أليس احتلال بلد وقتل اهله بالجملة وتشريدهم كما فعلت امريكا مع الهنود الحمر .. الا يجب ان تعترف امريكا وليس الرئيس فقط بالتطهير العرقي ..
أليس احتلال بلد كان اهله آمنين في فلسطين وقتلهم وتشريدهم في اصقاع الارض يعتبر ارهابا .. ومع ان الرئيس يقف مع المحتل .. الا انه ينسى ان يدرج اجداده الذين احتلوا امريكا تحت قائمة الارهاب .. وينسى ان يدرج اسرائيل تحت قائمة الارهاب واحتلال ارض الغير مع ان الذين يموتون دائما بايدي الجيش الاسرائيلي لا يمتلكون من السلاح ما يمتلكه اولئك .. بحجة الطعن .. وبحجج اخرى تافهة .. ورغم انني معه في القضاء على الحركات الاسلامية المتشددة .. لكنه ينسى ان يقضي على الحركات الامريكية المتشددة التي تتبنى اسرائيل بحجج تاريخية واهية .. ويجمعون لها التبرعات التي تقدر بالبلايين لكي تظل على ارهابها وقتل شعب عاش على ارضه الاف السنين. وكل ذلك يعتبر ارهابا ضد دافعي الضرائب الامريكيين الذين تسرق لقمتهم لاعطائها لاناس احتلوا ارض الغير .. اليس ذلك ارهابا اقتصاديا ايضا بحق دافعي الضرائب ..
ومع ان الرئيس يتلفظ دائما بكلمة اعتبرها لبانة في فمه ( المسلمون المتشددون) فما رأي الرئيس بالامريكيين المتشددين الذين قاموا بما يندى له الجبين في الزمان البعيد والقريب معا .. اليس الاموات الذين قتلوا في التشدد من اناس امريكيين اكثر من الذين قتلوا على ايدي المتشددين الاسلاميين .. كذا .. ام ان الرئيس يتعامى عما فعله الكثير من الامريكيين ضد المسلمين في امريكا نفسها .. بدءا من اوكلاهوما وليس نهاية بتكساس والولايات الاخرى .. بما فيها الاعتداء على المساجد اثناء الصلاة .. اذن لماذا لم يقل في خطاباته كلمة واحدة فقط عن الارهاب الامريكي ضد الغير . مع اعترافنا بان امريكا عظيمة وكبيرة .. ومن يقومون بذلك الارهاب منهم .. هم قلة نسبة الى عدد الامريكيين .. تماما مثلما هم المسلمون الذين يقومون باعمال تخريبية وارهابية هم قلة من المسلمين ..
اما التعصب ايها السادة فقد بدأه الرئيس .. ولسوف لن ينتهي لانه يزرع في الرؤوس الفارغة من العقل ان المسلمين هم الخطر .. ولذا فانه يجذر الكره تجاه المسلمين .. واني لا انكر ان بعض المسلمين وهم قلة قليلة يشوهون الاسلام المعتدل الذي لا يعرفه الرئيس .. ومعه كل الحق .. لانه لا يقرأ .. وان قرأ فانه لا يفهم .. لان عقله قد زرع بمسلمات لا يغيرها .
ومع كل ما طرحنا .. فان امريكا تظل دولة ديمقراطية لسكانها فقط تعتمد الانتخاب كوسيلة ( للقفز) على ردهات البيت الابيض .. عكس القفز على السلطة من قبل حكام عربا همهم الوحيد الحكم ولا شىء غير الحكم سواء كانوا من المسلمين او حتى من الفاسقين .. ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب .