آراء حرة …
قلم : سهى الجندي
تأتي الأزمة الحالية بين روسيا وأوكرانيا تنفيذا لخطة الولايات المتحدة الرامية الى إضعاف روسيا والصين، وقد اعتادت على تنفيذ خططها من خلال الحروب بالوكالة فهي لا تريد المواجهة مع دولة نووية ولا مع أية دولة، فالطريق الأسلم لها هو تنفيذ الخطة من خلال طرف ثالث. وقد بدأ التخطيط لذلك منذ سنوات وكانت البداية خروجها من أفغانستان لأنه سوف يكون لها دور في توفير “المتطوعين الأجانب” الذين أشار إليهم زيلينسكي أمس الأول.
يعلم الحلف الغربي جيدا أن روسيا لن توافق على نشر قواعد أمريكية على أعتابها وقد اختار أن يكون هذا الشرارة التي ستطلق عملية إضعاف روسيا، فأصرت أوكرانيا على الانضمام الى الحلف وكان ذلك ايذانا باندلاع المواجهات، ثم أعلن أمس الأول عن فتح باب التطوع للمقاتلين الأجانب وهو يقصد الإسلاميين الذين اعتادوا على تلبية النداء فورا، كما دخلوا سوريا والعراق وليبيا واليمن، وسوف يدخلون أوكرانيا لقتال روسيا واستنزافها، وهذا هو سر التصريحات التي ادلت بها وزيرة خارجية بريطانيا بأن الحرب ربما تستمر لسنوات فهي تعلم أن الحرب مفتعلة وأن الهدف هو وضع روسيا في حرب استنزاف طويلة الأمد يشارك فيها “متطوعون أجانب”. ولم تكن زيارة أمير قطر الى الولايات المتحدة لمجرد تعويض النقص بإمدادات الغاز الناجم عن تعطل تصدير الغاز الروسي، بل يتعداه الى توفير “المتطوعين الأجانب” فهي خير يقوم بتوفيرهم وتمويلهم وهو الدور التقليدي المنوط بها كما أن علاقتها ممتازة مع طالبان.
ما هو المصير المحتمل لهذه الحرب؟ إن تدفق الأسلحة والمقاتلين على أوكرانيا أثار الفزع في روسيا ، فقد وضعها التحالف الغربي في موقف حرج وبدأت تخسر جنودها وتفقد المناطق التي سيطرت عليها في البداية، وربما لا تجد خيارا سوى استخدام السلاح النووي، فقد خسرت كثيرا ولن تسمح بالمزيد وهي اليوم بين خيارين: إما أن تخوض حربا تمتد الى عقود مع مقاتلين أتوا من الخارج وأسلحة فتاكة يوفرها الغرب لهم وتستنزف قوتها لسنوات قادمة أو أن تختصر الطريق وتدمر العالم، وهو أمر مرجح الحدوث في ظل هذه الظروف، وهي غير ملومة، فقد رأت كيف دمر الغرب بلدان كثيرة وسحق قوتها، وسوف يكون مصيرها مماثلا، وإذا اتجهت الحرب في هذا الاتجاه، فسوف تستخدم الأسلحة النووية.
لقد خاضت روسيا حروب الوكالة من قبل وتعلم جيدا كم هي طويلة ومدمرة وقد خسر الاتحاد السوفيتي من قبل في أفغانستان، وسوف يتكرر ذلك هذه المرة، خاصة وأن حلفاءها الصين وكوريا الشمالية لا يتدخلون عسكريا ولم يسبق لهم أن تدخلوا، وقد تحمل بوتين أذى الولايات المتحدة كثيرا وربما يلجأ فعلا الى السلاح النووي.