لماذا أؤيد هيلاري؟ بقلم : جيمس زغبي – واشنطن

اراء حرة …
بقلم : جيمس زغبي – واشنطن  …
في الأسبوع الماضي، سافرت إلى مدينة «ديربورن» بولاية «ميشيجان» لمخاطبة هيلاري كلينتون بشأن حدث بعنوان «حملة أميركا». وقد قدم لي الاجتماع، الذي عقد في المتحف الوطني العربي الأميركي، الفرصة لتوضيح الأسباب التي جعلتني أؤيد هيلاري لتولي الرئاسة. وشرحتُ أربعة أسباب رئيسية.
لقد كان تأييدي، في المقام الأول، من أجل شخصها. فهي واحدة من أكثر المرشحين الرئاسيين ذكاء وصرامة وخبرة. وبنفس قدر أهمية هذه الصفات، فإني أحترم قدرتها على ضبط النفس.
وبينما كنت أشاهد آخر مناظرة رئاسية، تعجبت من قدرة هيلاري على الاحتفاظ برباطة الجأش في مواجهة استفزازات خصمها. ونظرا لأنه لدينا فكرة عن سلوك دونالد ترامب المثير للاشمئزاز وموقفه المهين تجاه النساء، فقد وجدت أنه من الصعوبة حتى الظهور معه على المنصة. ومع ذلك، فقد ظهرت معه وهي تتحلى بقدر كبير من الاتزان والكرامة.
وكما أن هذه الصفات الشخصية خدمتها في حسم المناظرة، فهي أيضا ضرورية بالنسبة لرئيس سيواجه تحديات كبيرة في كل دقيقة وكل يوم. وعندما انتهت المناظرة التي استمرت 90 دقيقة، أصبحت أكثر اقتناعا من أي وقت مضى أن هيلاري لديها «المقومات الصحيحة» لقيادة بلادنا، بحسب ما قال الصحفي «ريتشارد بن كريمر».
وهناك سبب آخر وراء رغبتي في فوز هيلاري، يتعلق بمجتمعي وشركائنا في الائتلافات التي لها علاقة بمن نعمل معهم بشكل وثيق. فقد كنت منخرطا مع حملة بيرني ساندرز. وإني أتفق مع بيرني على معظم القضايا، وباعتباري عضوا حرا في الحزب الديمقراطي، فقد صوتت لصالحه في المؤتمر. كما أفتخر أني خدمت كأحد ممثليه في لجنة صياغة برنامج الحزب حيث دخلت في جدال مع فريق هيلاري من أجل تشكيل أجندة الحزب السياسية.
ولاحظ بيرني بشكل صحيح أن الوثيقة الناتجة كانت «الأكثر تقدما في تاريخ الحزب». فقد توصلنا إلى توافق في الآراء بشأن مجموعة من القضايا مثل: إلغاء عقوبة الإعدام؛ ورفع الحد الأدنى للأجور؛ وتوسيع مظلة الضمان الاجتماعي؛ وخلق تأمين اجتماعي اختياري للعامة؛ والقضاء على لجان العمل السياسي؛ وسد الثغرات في التنميط العنصري، وتوسيع تعريف مصطلح «عنصري» (ليشمل الديانة والأصل القومي)؛ وزيادة الدعم المخصص للبنان والأردن؛ والحاجة للعمل بشكل وثيق مع الحلفاء العرب؛ وزيادة عدد اللاجئين المسموح لهم بدخول الولايات المتحدة دون تفرقة دينية أو عرقية.
وفي نفس الوقت، فإننا لم نتوصل إلى صيغة البرنامج السياسي الذي تجادلنا بشأنه حول إسرائيل وفلسطين، لكن للمرة الأولى في التاريخ يدعو الحزب إلى منح «الفلسطينيين الاستقلال والسيادة والكرامة»، مشيرا إلى أنه «يجب أن تكون لديهم الحرية في حكم أنفسهم في دولتهم القادرة على البقاء في سلام وكرامة». وبالحكم على تجربتي على مدار ثلاثة عقود من المعارك بشأن برنامج الحزب، يمكنني القول إن هذه كانت خطوة مهمة للأمام.
لقد فزنا في تلك المعارك مع الحلفاء الليبراليين والتقدميين؛ الأميركيين الأفارقة واللاتينيين والسكان الأصليين، والنشطاء في مجال العمل والبيئة. لقد أيدناهم وأيدونا. وهذا هو جوهر العمل في إطار ائتلاف. ولا يمكننا التخلي عن حلفائنا لأننا لم نحصل على كل ما كنا نريده. وإذا كنا نأمل الاعتماد عليهم ليكونوا معنا، فهم بحاجة إلى معرفة أن بإمكانهم الاعتماد علينا للبقاء معهم.
وعندما تفوز هيلاري، سنكون في وضع أفضل لمواصلة جهودنا المشتركة للإصرار على أن البرنامج السياسي الذي أيدناه سيصبح سياسة ولمواصلة العمل معا للضغط من أجل فرص أكبر في السياسة.
وأخيراً، فإنني لست فقط أعترض على ترامب، بل أجده الشخصية الأكثر إثارة للخوف على ساحتنا السياسية. في 14 أكتوبر 2016، لخصت صحيفة «واشنطن بوست» القضية ضد ترامب في جملة واحدة تصفه «كمتعصب وجاهل ومخادع ونرجسي وتافه وكاره للنساء ومتهور مالياً وكسول فكرياً، فضلا عن ازدرائه للديمقراطية، وشغفه بأعداء أميركا». واختتمت قائلة إنه «كرئيس، سيشكل خطراً جسيماً على الأمة والعالم».
ما فعله ترامب في هذه الحملة هو استغلال خوف وغضب بعض الأميركيين الذين يشعرون بأنهم خارجون عن المسار في اقتصاد اليوم المتغير. وبدلاً من تزويدهم بحلول حقيقية، قدم لهم الأعداء لإلقاء اللوم عليهم؛ الميكسيكيون والمسلمون والسود.. إلخ. لقد جعل خطاب الكراهية مقبولاً وأطلق العنان للغضب، الذي أخشى أن يصبح من الصعب كبح جماحه بعد انتهاء هذه الانتخابات.
لذلك، فإني أؤمن بأنه لا يجب فقط أن يخسر ترامب هذه الانتخابات، بل يجب أيضاً أن يخسر بفارق كبير ليكون بمثابة رفض لكراهيته وتفويض بالحكم لهيلاري