التصنيف : القصة (:::)
قصة : سحر فوزي -مصر (:::)
قولي ورايا .. زوجتك نفسي على سنة الله ورسوله .. تمالكت قواها واستجمعت ماتبق لديها من شجاعة وامل في حياة جديدة.. ..انه الآت من بعيد ليعوضها سنوات الشقاء والحرمان ..ولكن هل تمحو هذه الكلمات التي ستعلقها في حبل الزوجية من جديد مالاقته من عناء السنين ؟ هل تردد ماقاله الماذون وتقع في الفخ مرة اخرى لمجرد ان نطق لسانها بكلمات قد تتبعها أهانات وخيانة وعذاب وحرمان قد تقضي على أحلامها وطموحها ومعهما باقي أيام عمرها ؟ هذه الكلمات نطقت بها من سنوات فأغلقت خلفها ستائر الحرية واطفأت نور شمس السعادة وفتحت أبواب اليأس والظلام ، فباتت محاصرة بين الفقر والذل والعبودية والحرمان ..تظللها غمامات من الشك والقهر وذل الحب الذى كافأ صبرها في النهاية بالخيانة..انه الرجل المصاب بالشيزوفرينيا ..يعيش بشخصيتين ..شخصية الرجل المتزمت الذى يرسم الرجولة بمجرد دخوله بيته بالتكشيرة والعبوس على وجهه مع التحلي بالمزيد من القيم والاخلاق وطبعا التدين والالتزام ..يفتش على كل صغيرة وكبيرة في المنزل ..يتعمد ازلال اسرته بما يقطر عليهم من نقوده الغالية..يلومهم على كل تصرف أو إسراف أو تبذير سواء كان بقصد او بدون قصد..يمارس عليهم عقده وضعف شخصيته الذى يكمله بذلهم واهانة شريكة حياته وفي الغالب يمتد الامر الى ضربها واهانتا امام ابنائها ..ولايتورع ان يصفعها امام المارة في الشارع ، ولم لا ، وهو الرجل التقي الورع الذى لايشق له غبار ..ولايخطئ ابدا ..وهى بالنسبة له مجرد امراة باعت نفسها بكلمات رددتها منذ اعوام وراء ماذون وهى لاتعي ماتخبئه وراءها من الم نفسي ومعنوى وحرمان عاطفي ..أفقدها كرامتها وكبرياءها وشخصيتها وكيانها ..فعاشت سنوات تجاهد من اجل حل قيودها والتحرر من ذل عبوديه هذا الرجل .. الذي إذا خرج من بيته تنفرج اساريره وتتعالى ضحكاته ، يصطحب النساء في رحلاته يسامرهن ويحكى معهن ، محللا لهن تصرفاته معهن بانها ليست من الخيانة وانما هي من باب الرفاهية والزمالة ولا شئ فيها ، وان عليهن الامتثال لرغباته فهى حلال و مباحة طالما خرجت عن نطاق بيته ..ولامانع من اضافة القليل او حتى الكثير من الدلع والتدليل وكلمات الحب فهذا مباح ولاشئ فيه طالما زوجته تنتظره في البيت ولا تغادره الا باذنه ومعها محرم ..ولايكتفي بما فعله في وضح النهار ، فعند عودته الى محراب الزوجية يختبئ في ركن من اركان المنزل ليكمل تعبده في زميلة العمل التى لم يكتف بالحديث معها طوال اليوم ، فلابد أن يخرج ما تبق لديه من مشاعر و كلمات حب على الشات الخاص بهما فقط ، فهو لايحب ان يشاركه في نسائه احد ، ويريد مواصلة محاولاته إقناعها بمشروعية خيانتهما ..ولما تضبطه زوجته يقول لها انا رجل افعل ماشئت وانت هنا ليس لك اى حق ..انها حريتي ولابد ان انعم بها .. ثم يرفع صوته ويده ليخرس لسانها ويقتل كل ماليدها من حب وإحترام ..وياحبذا لو هددها اذا مانطقت بكلمة في حقه او حق حبيبته ان يوقع عليها اشد العقاب وهو طعنها في شرفها ..انه الرجل الشرقي الأصيل صاحب الشخصية المزدوجة ..وفجاة انتبهت على صوت الماذون وهو يطالبها بترديد كلمات تعيدها الى معتقل الرجال بعد أن ذاقت ذل عبودية الحياة الزوجية كما ذاقت متعة الحرية .. انتفضت من مكانها وهى تصرخ …لا..لا.. لن ازوجه نفسي .
بقلم الكاتبة الصحفية سحر فوزى