التصنيف : فن وثقافة ب(:::)
بقلم : خليل ناصيف – رام الله – فلسطين المحتلة (:::)
إنعكاس
وسط قطع الجليد كانت ترتدي قميصا أزرق وشالا أبيض مطرز بالخرز الذي سقط القليل منه على خصلات شعرها الكستنائي ، فبَدت في تلك الساعة المتأخرة من المساء أشبه براقصة روسية على سطح بحيرة متجمدة …
إحتملتُ البرد الذي كان يتصاعد من الكأس الزجاجي بشكل بخار أبيض , وأكثر من ذلك رغبت بأن يستمر أكثر …. لكن المكان المزدحم بالناس كان مليئا بالرغبات الساخنة وقبل أن تذوب آخر قطعة ثلج , أمسكت الكأس شبه الفارغة وشربتها بسرعة ,,هكذا حملت وجهها معي بطريقة ما قبل ان يذوب كليا في الماء !.
كلارينت
ذات يوم سأعترف بأنني لم أحب آلة الكلارينت , ولم أكتب حزني عليها كما ينبغي …
لم اعلقها على جداري العاري من سواها لأحتفي بها …
ذات يوم سأخبرك
بأنني تعلمت العزف لأجل الفتاة بشعرها المنثور في بودابست , والتي لم امتلك سوى صورة لوجهها في صورة قصد بها المصور أن يصورني وكنت أقصد بها أن يصورك فظهر فيها الكلارينت كبطل محايد وغبتُ أنا !..
أحببتك بمقدار الفراغ المتروك في الصورة …
يدك في حضن المقعد الشاغر على يسارك , بأي جسد كنتِ تحلمين أن يمتليء ؟..
بأي جسد كنتُ
أحلم أن يمتليء ؟..
الان عرفتُ
منذ البداية
كان العازف يعزف لحن الفراق
العازف محايد
والكلارينت شبح
والمقعد على يسارك لم يعد شاغرا ….
والمصور فاته المشهد الاخير !…
وجه من ورق
لم يعد بالامكان مسح تلك الدموع
ليس لقلة الفرح
ليس لأن بائع المناديل حزين …
ذابت قشرة البندق في يد السنجاب
والازرق في أحلام الماء ذاب
وتلك الدمعة عالقة على وجهك …
إهترأ المنديل
وتعب المهرج
انطفأت الموسيقى ونام العازف ,,
لم يعد بالامكان مسح تلك الدموع
لأنها صمغ رخيص
على وجه من ورق !…
خليل ناصيف
رام الله