قصيدتان – شعر : عبد الرحيم الماسخ

الشعر ….
شعر : عبد الرحيم الماسخ – مصر ….
{ أركانُ النبُوءة }
قرأَتَْ كفِّيَ , قالتْ : لم تمُتْ بعدُ الورود
اغتسلَتْ في صلوَات
ودُخانٌ لفَّها, طارَ بها
البرْدُ شديد
همسَتْ وارتعدَتْ
جمَّدني الصمتُ
وفي الظلماءِ دارَ النورُ خيْطِيًّا
عناقيدُ الرُؤى تغرَقُ في أطيافهِ
أنتِ
أنا ؟
ـ لا , أنتِ
فتَّشتُ فلم أعثرْ عليه
انفرط َ القلبُ بصدري
وهي تدعوهُ.. ولا يأتي
ـ أنا ـ لا ـ أنتِ
وهَبَّ الشجرُ الغافي بقلبي يقرأ ُ النقشَ على الماء
ستحيا هائما
يلْقفُكَ الحُوتُ من الحوت
وترعاكَ السماء
الشجرُ الطائرُ في الظلِّ يموت
الحُبُّ موقوتٌ كخطو الشمس
والريحُ بِساط ُ الرحلةِ
ـ ارحَلْ ـ كيف ؟ ـ لا أدري ـ إلى أين ؟
طوتْ أجنحة َ المعنَى
ومدّتْ شفَةً تحسو الدُخان
الزُرْقَة ُ امتدّتْ
رأيتُ امرأة ً باهتًة شدَّتْ يدي
قالتْ : لكَ الله ُ ولي
أخطو
المرايا لا تراني
وعلى النسمةِ أشتاتُ الدُخان
ارتفعتْ بي وهوتْ
غِبتُ وقلبي لم يمُتْ
فلتبكِ يا غيمَ تباريحيَ
ولتبتهِجي يا فِضّة َ الريح
فقدْ عايَنْتُ في البحر مكاني !
***********
جوار
شعر عبد الرحيم الماسخ
الذي صار جاري وكان أخي
حين كان لنا والِدان
وبيتٌ ترفرفُ أعلامهُ فوق وجه الزمان
صباحا حقائبُنا المدرسيّة تطفو على
الوطنِ / الماء
تلبَسُنا الريحُ
نلبسُ أغنيًة في السماء
ونسْبحُ في مطر الأقحوان
أخي صار جاري
وإخوتنا الآخرون سرَوا من مسام الجِدار
وظلَّ الغريبان مختلفين على الأرض
والدار
حقلٌ طويلٌ لنا ونخيلٌ يُحَدِّثُ شهدا
أخي أنكرَ العقد ، صالَحَ إخوتنا في الخفاء
أقولُ له .. ويقولُ نصيبُكَ بالطول
لا , كيف أزرع ُخيطا بصدر الفضاء ؟
وأيَّدهُ المُصلِحون
فكان نصيبيَ من جسد الأرض جرحا
إذا زغردَ الماءُ في شفتيه امَّحى
واستعاد توجُّسَهُ أين جفَّ
أخي يضربُ الكفَّ بالكف
أسقي له وهو يحصدُ
غالبَهُ الجهدُ
عاد يقولُ : تراثُ أبي لا يُقسَّمُ بالطول
عُدْنا نقسِّم بالعرض
ضاقتْ بعينيْ أخي الدارُ والأرض
ذاك الذي صار جاريَ
يقضي المساءَ مُطاردًة للجدار
وفي الصُبح يمشي على جرحيَ
الصمتُ يحرقُ أعشابه بيننا
والحنينُ غريقُ المدار
أخي يا ابنَ أمِّي
عليَّ الزمانُ انحنى مُثقلا بالعنا
فلماذا تعينُ الزمان عليَّ لماذا
وتتركني للفنا