قصة البقر والوان الطيف : قصة بقرة (بني إسرائيل) بقلم : وليد رباح

بقلم : وليد رباح – نيوجرسي
هذه اهزوجة كتبت لانها تؤكد الاسطورة :
ربما اعتبر البعض (روث) البقرة من المقرفات .. وربما اعتبره البعض الاخر احلى رائحة من عطور باريس .. وللولوج الى عالم البقر والروث دعونا نعطي لمحة تاريخة عن البقر وروثه ولحومه .. اذ ربما هدانا الامر الى استكشاف سر البقر وتقديسه عند البعض .. ونحن لا يهمنا ما يعبد الانسان .. سواء كان التقديس عند بعض الهنود (واني لاحترم دينهم ) ..  أو غيرهم .. فهم احرار فيما يعبدون .. فالبقرة عندهم مقدسة .. لماذا ؟ لانها تعطيهم الحليب واللبن فهي في نظر البعض ( أمنا) التي تربينا وتطعمنا وتسقينا .. لذا فهي عند من يعبدونها اله لا يجب ان يؤكل لحمه ..
ولتأكيد ذلك دعوني اخبركم قصة قصيرة عن البقر واحترامه بل واحترام روثه ايضا .. في مرة ذهبت الى الهند لايام معدودة .. وكنت ضمن وفد ذهب الى الهند لتأييد القضية الفلسطينية ومقابلة السيدة انديرا غاندي بعد أخذ موعد للمقابلة .. وقد احترم الهنود وفدنا فصمموا على ان ينقلوننا من المطار الى عاصمة الدولة ضمن مهرجان كانت فيه سيارات الليموزين تمتد من المطار الى نهر الكنج المقدس .. ومن هناك الى قصر الضيافة بعد مرورنا لنلقي نظرة على تاج محل .. ذلك الاثر الذي بناه امير مسلم احب امرأة حبا جنونيا وعندما توفيت بنى لها ذلك الاثر المهيب .. وعلى مدار التاريخ لم يقم الهنود بهدم تاج محل كما يفعل اولاد عمنا عندما يهدمون المساجد ويحولونها كما حدث الى مربط لخيولهم .
في الطريق الى العاصمة توقفت سيارات الليموزين في عرض الشارع .. كان الجو حارا .. ولم تنفع المبردات في سيارتنا التي اقبع فيها في تلطيف الجو الحار .. وطال امد الوقوف واخذ العرق ينساب من جباهنا مثل شلالات نياجارا .. ولكنا في الوفد الذي توقف في عرض الطريق لم يزعجنا الامر .. وظننا ان هناك اختناقا مروريا فصبرنا .. وكنت ( حشريا ) فلم اسكت .. كان هنالك شرطي هندي يواكب سيارتنا ففتحت زجاج نافذة السيارة وقلت له بالانكليزية .. ما الذي جرى .. قال : بامكانك ان تتحدث العربية .. فاني افهمها جيدا .. فانا مسلم اقرأ القرآن واحفظه .. ثم تابع .. هناك ثلاث بقرات ( خيمت ) في عرض الشارع  ونحن ننتظر أن تتحرك من مكانها فيسير الموكب .. قلت له : لماذا لا تجبرونها على ترك الشارع الساخن الذي يؤذيها فنواصل السير ..
كان بجانبي احد الاصدقاء ممن ذهبنا سويا في ذلك الموكب فقال لي .. يا رجل .. لا تفضحنا .. جئنا لموضوع محدد وانت تدخلنا في صراع ديني .. اسكت .. فسكتت .. تابع الشرطي وقال : لا نستطيع ان نجبرها على ان تقوم من مقامها الى مكان آخر .. فالبقر هنا حر في ان يجلس في المكان الذي يعجبه .. وسوف ننتظر حتى يتحرك دون ان نجبره على ذلك .
بعد ساعة او اكثر .. تحرك الموكب ثانية .. فنظرت الى الشرطي وقلت : هل جناب البقر تحرك طوعيا ام اجبرتموه على ذلك .. ضحك وقال :  نحن نحترم الاديان .. انه الدين الذي يؤمن به اخوة لنا في الهند .. ثم تابع .. لا تستطيع هنا ان تجبر بقرة على القيام من موضعها بالقوة .. ذلك يعني انك لا تحترم الاله .. وكزني صاحبي وقال .. هل تريد ان تفسد علينا رحلتنا .. اسكت يا ( بني آدم ) فسكت واغلقت فمي بالمزلاج.
وتابعنا مسيرنا وكانت زيارتنا للهند ناجحة جدا ..
اذن .. كل ما كتبته مقدمة .. ولكن الامر المهم .. اني اتصور بعض الاصدقاء وقد ذهبوا الى الهند واقتنعوا ان البقرة اله فعلا .. فاعجبهم الوضع وظلوا في الهند كقناصل لبلدانهم .. فقام الحاج اياه رحمه الله بشراء بقرة هندية واخذ يصلي لها صبحا ومساء .. ولا ينسى بعد انتهاء صلاته ان يحلبها .. وقام ابني الحاج رائد بشحن بقرة يسر منظرها العين وترتاح لها النفس في طائرة الى امريكا .. وعندما وصلت الى المطار قام باستقبالها ضمن فرقة موسيقة بقيادة اخيه سائد .. ثم قام من بعد ذلك بفسح مكان لها بين ابنائه واوصاهم ان خوارها يمكن ان يجلب لهم السعد ويجعلهم من النابهين في مدارسهم ..وتملكت الغيرة الاب وليد ابن رباح فقام باستيراد بقرة جللها بثوب من الحرير واجلسها امام الكمبيوتر في مكتبه لكي تعطيه الايحاء لكتابة المقالات والمداعبات الكتابية .. بعد ذلك .. اصابت الغيرة ابني خالد فقام باستيراد بقرة شحنها من الهند الى تكساس او اركنساس لا اذكر .. ثم قام خالد بتعبئة اكياس من روث البقر واخذ يستغلها اقتصاديا في مكان سكنه .. خاصة وان الامريكيين يحبون اللحم البقري فيعلفونه بالفستق والبندق ورائحة روثه تجلب السعد والمحبة لكل العاشقين .. اما باقي الاصدقاء والاحباء ممن اعرفهم فقد استثنيهم لانهم يحبون حفلات (الباربكيو) ولا يتورعون عن اكل الههم عندما يجوعون .
وفي لحظة من اللحظات  تخيلت ان ( المين ستريت) في مدينة باترسون قد امتلآ بالبقر الحلاب واصبح الناس بغنى عن الحليب الذي تنتجه الشركات الامريكية ويباع في محلات السوبر ماركت الامريكية وغير الامريكية  .. يا له من منظر يسر العين .
وعود على بدء .. فالبقر عند القرويين من العرب له مكانة في القلوب .. فمن يمتلك ( الجاموسه) فقد امتلك الدنيا وما فيها .. اذ تجلس مع الفلاحة فتعدد لك منافع الجاموسه وعشقها لها .. فالبقرة تحرث الارض .. ويستفاد من روثها بما يقال له ( الجلة ) عندما يخلط بالتبن فيصبح مدعاة للجلوس حول كوانين النار في الشتاء وتطبخ النساء من ناره ويحمين الماء به ويغسلن ملابسهن التي تغسل عادة كل ستة اشهر مرة .. ثم تعطيك اللبن الحليب الطازج الذي يغنيك عن مطالبة الدولة باستيراد الحليب النظيف من دول هذا العالم .. لان الحليب الذي نشتريه من امريكا ما هو الا خلاصة الفاصوليا البيضاء وليس من البقر في شىء .
هذا ما تخيلته .. اما في بعض البلدان الامريكية اللاتينية .. فيقومون بغسل المولود الجديد ( بريالة) البقرة لانها تطيل عمر المولود وتصبح زنوده مثل زنود الثور .. كما تعطيه ايضا (مخا) ناشفا لا تكسره كل بلدوزورات  هذا العالم .
وأيضا عود على بدء :  فان البقر عند اولاد عمنا كله نجس وهو حي .. ولكنه يؤكل عندما يذبح .. الا البقرة (الحمراء) التي يعتقدون انها تولد مرة كل الفي سنه .. فهي نظيفة وطاهرة .. وعندما يشعرون ان بقرة ولدت بتلك المواصفات فانهم يقيمون الافراح والليال الملاح .. يرقصون في الشوارع ويهزجون اكثر مما رقصوا وهزجوا ابان احتلالهم للارض العربية في حرب عام 67 . لماذا .. لان البقرة الحمراء دليل على انهم سوف يبنون المعبد الثالث في مدينة القدس .. وليس هذا الكلام هراء .. على من يشك في ذلك مراجعة التاريخ ..
فقبيل سنوات ربما كانت عشرين .. ظهرت البقرة الحمراء .. وقيل يومها انها سوف تستخدم في تطهير كهنة المعابد.
الا ان غلاتهم خابت مساعيهم حينما ظهرت بعض الشعيرات البيضاء على ذيل البقرة الحمراء .. فادخلوها الى غرفة مظلمة واخذوا يطعمونها من اجود الاعلاف وسلطوا ضوءا قويا على الذيل وتحديدا على الشعيرات البيضاء لكي تتحول الى حمراء ولكنهم فشلوا .. ثم قاموا باطلاق البخور والتوابل وحرقها عند ذيل البقرة عل ذلك يحول الشعيرات فيها الى ( الاحمرار) .. ولكنهم ايضا فشلوا .. وفي النهاية جاء احدهم فاشترى صبغة حمراء من احدى البقالات وتسرب في الليل الى مكان البقرة وقام بصبغ الشعرات البيضاء فتحولت الى حمراء فعلا .. وفي الصباح نظروا الى ذيل البقرة فاذا هو احمر اللون .. فرحوا وهزجوا (وانبسطوا) وايقنوا تماما ان الهيكل سوف يبنى في ( جبل البيت)
الا ان الفرحة لم تكتمل .. فبعد شهر واحد عاد البياض الى ذيل البقرة ثانية فاذا بالراباي يقول للناس هناك : سوف تعود شعيرات البقرة الحمراء الى مكانها في الذيل عندما تقوم دولة اسرائيل بتنفيذ ما قالته التوراة من انهم سوف يقيمون دولتهم من النيل الى الفرات .. اما قبل ذلك فلا يحلم احد بشعيرات حمراء بدل البيضاء .
أما في الكونغرس الامريكي .. فقد وصل الامر باحد الذين يؤيدون اسرائيل ان يطالب الكونغرس بادخال بقرة حمراء الى داخل قاعات الكونغرس ابان مناقشة القضايا الساخنة .. اذ انها تعطي ايحاءات للبعض بان اصدقاءهم سوف يمتلكون هذا العالم ويسيطرون على اقتصاده ومقدراته من خلال رائحة الروث الذي تلقيه البقرة على ارض مبنى الكونغرس اللامعة .
خلاصة القول : ان الحاخامات لا يعرفون حل مشاكلهم في هذه الناحية .. فهم ( شطار) في كل شىء الا في موضوعة البقره.. واني لاوجه لهم بعض النصائح علها تجد اذنا صاغية لديهم في حل مشاكلهم مع البقر:
اولا : البقر الاحمر يولد في كل يوم.. ولكنه لا يولد الا في الوطن العربي .. ولذا فاني ادعوهم الى سرعة (احتلال) الوطن العربي للحصول على البقر الاحمر .. وبالجملة .
ثانيا: اخترعت السلطة ( الوطنية ) الفلسطينية صبغة حمراء لا يمحوها الزمان خصيصا لتغيير لون البقر .. وعليهم اذا ارادوا الحصول عليها ان يدخلوا مناطق السلطة ويستولوا على كامل الارض الفلسطينية للحصول على البقر الاحمر .. وبالجملة .. ولماذا ننصحهم .. فقد دخلوا
ثالثا : عليهم احضار ( عين ديك احول) يخلطونها مع ( فسوة) ثور اخضر .. ثم ياتون بجمل يطير ويأخذون مرارته فيضعونها مع الطبخه .. ثم يطعمون هذا الخليط لثور من ثيران بني يعرب ويطلقونه على بقراتهم فتولد العجول حمراء لا شعيرات بيضاء في ذيولها .
هذه بعض النصائح .. اما النصائح الاخرى التي لا اذكرها فان دولة اسرائيل قد قامت على الخرافة .. وصنعت من الاسطورة واقعا .. اما نحن العرب فحياتها كلها واقع .. ولكننا لا نستطيع ان نجعل من الواقع شيئا ملموسا يمكن ان يقودنا الى النصر .. لماذا : لان كل ثور عربي بحاجة الى عشرين بقرة لاشباع نزواته خاصة بعد انتشار حبوب الفياغرا في الوطن العربي . ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب .