الشعر …:..
شعر : نمر سعدي – فلسطين المحتلة …
غُصَّة
لي أخوةٌ في شمالِ القلبِ.. جنَّتُهم
مفقودةٌ.. سقطوا من أجلها صرعى
يستنبتونُ من النارنجِ غصَّتهم
ويشربونَ من الفَسقيَّةِ الدَمعا
يستحلبونَ وصايا صخرةٍ هَزلتْ
كانت بسفرِ المراثي مرَّةً ضرعا
قالَ المسيحُ: سماواتٌ ستحضنهم
وتنحني بحنانٍ تُطعمُ الجوعى
هل يسألُ الطفلُ فيكم أمَّهُ سمَكاً
يوماً.. فتعطيهِ من أسطورةٍ أفعى؟
*
شجَرُ الظلام
لكِ موجتانِ صغيرتانِ
وشعلتانِ امتدَّتْ الصحراءُ دونهما
ولي جسدٌ يحنُّ لضلعهِ
ولما اشتهتْ تفَّاحةُ الفردوسِ منكِ..
كأنهُ بذئابهِ يعدو أمامي
كوني لهُ بريَّةً أولى ليسعى فيكِ
أو ليُعيدَ ماءَكِ للينابيعِ القصيَّةِ
واشتهاءَكِ للظلالِ
وموجتيكِ إلى مصبِّ دمي
وصوتَكِ للمَحارةِ والأنينِ
وشُعلتيكِ إلى الضرامِ
سيجيءُ بعدَكِ شاعرٌ
يسقي خطاكِ
كأنهُ يسقي النباتاتِ الصغيرةَ
والزهورَ على النوافذِ
شاعرٌ لنْ يقصصْ الرؤيا على أحدٍ
سوى شجَرِ الظلامِ
*
رسالة
مُذ كنتُ أفسدَني جمالُكِ
فانجرَرْتُ وراءَ قلبي
وانحدَرتُ من الفراديسِ المضاءةِ بالجمانِ
وهِمتُ في وادٍ بغيرِ بصيرةٍ
أو نمتُ كالضلِّيلِ يوماً فوقَ دربِ الرومِ
أو أُدرجتُ في الصندوقِ
لمْ أتركْ سوى شبحِ القصيدةِ في قرارِ البئرِ
وانسلَّتْ يدا قلبي هناكَ
من التماعاتِ السيوفِ ومن دبيبِ الجندِ..
وانهمرتْ خطايَ على النوافذِ والبيوتِ
لكيْ تفكَّ وحيدةٌ ما حولَ أقدامِ الحمامِ
رسالةَ امرأةٍ لشاعرها الغريبِ:
عليَّ نذرٌ يا حبيبي
إذا استعدتُ غداً لغاتي الأمَّ
من كحلِ البنفسجِ أو بياضِ الياسمينةِ
وانتهتْ مثلَ الكوابيسِ المريعةِ
هذهِ الحربُ اللقيطةُ
لن أراكَ ولن تراني
ربَّما أُلقي قصائدَكَ الكثيرةَ في وُجاقِ النارِ
أو أبكي وأرقصُ في رواياتِ الحروبِ
كأيِّ عاشقةٍ.. وأطعمُ ألفَ عصفورٍ
بقلبينا فتاتَ الماءِ والخبزِ الأخيرِ