قصائد للشاعر عبد الرحيم الماسخ …
لحظات. و لا نصل – شعر : عبد الرحيم الماسخ
شعر: عبد الرحيم الماسخ
لم تعُدْ واحدا
والبلادُ : رُؤى تُستعاد
فوقِّعْ بصوتك ماءَ الوثيقةِ
واشفعْ لذاكرة الوقتِ أن تتطاير
حاسرةَ الرأس
تدخلُ بوَّابةَ الأمس سابحًة في الصدى
لم تعد أيها النيلُ مُنفردا
صعدَ الزيتُ ماءك
أحرق سِرب السدود
عدا , عمَّدَ الهرمَ الأكبر
الليلُ كبَّرَ
والشمسُ تشربُ نخبَ الردى
اتفق البُومُ والكروان
البنفسجُ والسيسبان
الغمائمُ والريح
والسهمُ والخفقانُ الجريح
وهُدهدُ أفكارنا لم يعُد من سبأ
سحرتْهُ بعطر المرايا
وهمَّتْ به حين همَّ بها
والبراهينُ تضربُ بحرا بأهدابها
وُتحاصرُ بالشمس ظِلَّ الزوايا
وبلقيسُ مرشوقة ٌ بالحكايات
أنتَ تمرُّ , أنا
ُنخِرجُ الوطنَ / الصُبحَ من وقتنا
لحظًة / عمُرًا في ظلال الكرى
ثم تشربُنا الصحراءُ , تُجدِّدُ أعمارنا بالسَراب
نسيرُ , نصيحُ , نموتُ
بأعظُمِنا يتنامَى السكوتُ
فلا تهمِسُ الريحُ أوتارنا حين تهمسُ
لا يقرأ النجمُ وُجهَتنا حين يقرأ
يفقِدُنا البَدءُ
والخالدون إذا عبروا الزمنا
لم تعُدْ واحدا أيها النيلُ
نيلٌ من البحر يبدأ
لا يعبأُ الجائعون بخوف
ولا الميِّتون بخسف
ولا المتجمِّدُ يظمأ
والفجرُ آتٍ .: تقول .. وترتدُّ
كيف إذنْ يحتوي وجهكَ المَدُّ
والليلُ في دمِنا يختفي !؟
******
حيرة
ماذا ستفعل ؟
– والسفينة ُ في مُحيط النار-
أغنية ٌ تضمُّ وُرودَها
وُتجيدُ تطريزَ العبير
تصيحُ في ولَهٍ إذا احتضنَ القرنفلُ كفَّها
وتسيلُ في وتَر الحرير
حنِينُها الصافي ُتهدهِدهُ السفينة ُ بين أجنحة المنافي
وهي ناعمة ٌ كطفلٍ نائمٍ
بسّامة ٌ كالماء في قمرٍ
مُرَقرقة ٌ على الأفقِ / السرير
تطِلُّ
تشرَخُ صدرَها صورٌ مُمزّقة ٌ بظفر الريح
ليلٌ يحتوي فجرَ الفتوح
تظلُّ سابحًة على النفَس الذبيح
تعِبتُ من زمنٍ – تقولُ- شتاءُ فرحتهِ الفصول
لناسهِ حِيلُ الثعالب إذ تعانِدُها الأصول
تقولُ : سرتُ ، تعبتُ , والأيامُ في عمُري تسير
وقفتُ , غادرَني إلى البحر الغدير
سفينتي اشتعلتْ
ولم يزل المحيط
تقولُ ………….
تنحلُّ الخيوط ُ
ولم يزل ـ بالصبرـ ينسِجُها الأمل
حيرة
شعر: عبد الرحيم الماسخ
ماذا ستفعل ؟
– والسفينة ُ في مُحيط النار-
أغنية ٌ تضمُّ وُرودَها
وُتجيدُ تطريزَ العبير
تصيحُ في ولَهٍ إذا احتضنَ القرنفلُ كفَّها
وتسيلُ في وتَر الحرير
حنِينُها الصافي ُتهدهِدهُ السفينة ُ بين أجنحة المنافي
وهي ناعمة ٌ كطفلٍ نائمٍ
بسّامة ٌ كالماء في قمرٍ
مُرَقرقة ٌ على الأفقِ / السرير
تطِلُّ
تشرَخُ صدرَها صورٌ مُمزّقة ٌ بظفر الريح
ليلٌ يحتوي فجرَ الفتوح
تظلُّ سابحًة على النفَس الذبيح
تعِبتُ من زمنٍ – تقولُ- شتاءُ فرحتهِ الفصول
لناسهِ حِيلُ الثعالب إذ تعانِدُها الأصول
تقولُ : سرتُ ، تعبتُ , والأيامُ في عمُري تسير
وقفتُ , غادرَني إلى البحر الغدير
سفينتي اشتعلتْ
ولم يزل المحيط
تقولُ ………….
تنحلُّ الخيوط ُ
ولم يزل ـ بالصبرـ ينسِجُها الأمل
***
في انتظار السلام
بعد عام الرمادة ِ
عام ٌ ُيغاثُ به الناسُ من جدْبِ أعمارهم
يعصِرون الغمام
فعامٌ ُخطاه اقتحامٌ إذا سلَّ سيفَ توجُّسهِ
شقَّ صدرَ الظلام
وأخرجَ مضغة ذِكرى الرضا والخصام
وأطلقَ نسيانه في فراغ الزحام
افرَحُوا
بعد عام الرمادةِ شمسُ الولادةِ
عامٌ وعام وعامٌ
ولم تزل الحربُ غارسًة قرنها في ضلوع السلام
ونسمعُ أن الرمادةَ ولّتْ
وآتٍ زمانُ الإرادةِ
نمسكُ صمتًا بآذاننا
والرُؤى مطرٌ في المسام
لجيرانِنا الُزرْقِ أقمارُهم
ولهم سربُ أحلامهم
وترانيم قتلِ الكلام
فهل عرَفوا مرًّة أن من دمِنا المتفرِّقِ بين القبائل
عُسرَ الولادات
والسهراتِ الأمومية
الأملَ المتجدد
والأغنياتِ الطفوليةِ
اقترَفوا ما استطاعوا
وعاشوا السلام فجاعوا دما
فاسمعوُنا بحقِّ السما
إن عام الرمادة قد لا يمرُّ
إذ انتفضَ الصخرُ في وجهه
وبعينيه نبعُ الظلام احتمى
***
واسطة
واسطتي ربّي
و لهذا يسبقُني السبّاقون إلى آخر درب ِ
فإذا وصلوا رجعوا بالأحمال
لكسر الغربة ِ في قدم ِ القلب ِ
عملي أو بيتي
أحبابي أو جيراني
كلٌّ يضحك ُ حين يراني
فأنا أفقر ُ من أنْ يبكي ملهوف ٌ ليحِل َّ مكاني
قلت ُ : بلادي
صاحوا : نفسي
فتمزّق َ ثوبي بينهم ُ و هْو يلوذ ُ بخيط ِ الحِس ِّ
لِيُصاحب َ مَن – لي – و يُعادي
فكّرت ُ أعيد ُ لعقل العالم أفكاري
و مضيت ُ , و بين الجنة ِ و النارِ فقدت ُ مكاني
فظللت ُ على طول ِ الدرب ِ أعاني
لو كان فُلان ٌ واسطتي عند فلان ِ ما ذهبت ْ من يديَ الدنيا
فوظيفة ُ هذا كانتْ بالحق ِّ لذاك
لكن ّ تدخُّلَه ُ قصّف َ في العين الأشواك
ليبقى المُبصر َ في العُميان ِ
الكاسِب َ في زمن ِ الخُسران ِ
اللاعب َ في الظل ِّ بشعب ٍ يتقلّب ُ في النار ِ و يغلي
ما بين كفاح ٍ و هوان ِ
آه ٍمنّي
ضيّعت ُ الفرصة َ بعد الفرصة ِ أن ْ أكسر َ باب َ السِجن ِ
و أقول َ : حياتي مثل َحياة ِ الناس ِ
الهابط ِ و الصاعدِ و المُتأنّي