في ظل حكم اشباه الرجال .. وطن عربي زبالة – قلم : رئيس التحرير

كلمة رئيس التحرير ….
بقلم : وليد رباح – نيوجرسي ….
يقال والعهدة على من روى أن الجني إنسان ناقص .. وقيل أيضا بأن الإنسان جني كامل.. وبين النقص والكمال ترتسم علامات استفهام لدى سماع الأنباء المفرحة المزعجة في آن معا.. عن ملك الجان الذي رزق بطل سماه عفروت  ..وعفروت هذا أيها السادة ..  تصغير لنتائج مصالحة غير متوقعة بين سوريا والمعارضة  مثلا.. بين إسرائيل والعرب رغم وجودها سرا.. بين أمريكا والعراق ايام صدام حسين …. بين كوبا والولايات المتحدة الأمريكية.. بين العلمانية والتدين .. وأخيرا بيني .. وبين جريدة صوت العروبة.ولنبدأ من حيث انتهيت .. فقد قيل وعلم ذلك عند الله أن المجانين هم الذين يبدأون الثورات.. ثم يستغلها المتسلقون.. ثم يموت في سبيلها البلهاء.. وأخيرا يتحقق النصر على يد شلة من الزعران والحرامية الذين يأكلون أموال الشعب بالباطل .. هكذا تنشأ الدول..غير أن التغيير الذي حدث في عصر العولمة يمكن أن يعطينا مؤشرا عن مدى ما تصنعه التقارير الطبية.. فما أن يعتدي مراهق على جندي أمريكي في هذا العالم حتى يوصم المراهق (طبعا) بالجنون.. والشرطي الذي يخدم في سلك الشرطة أعواما تقدر بالعشرات يمكن أن يتحول من شرطي عاقل إلى مجنون يحمل شهادة بذلك من (أتخن) طبيب يقول بأنه غير صالح (عقليا).. مع أنه كان شرطيا عاقلا بأربعة وعشرين قيراطا.. وقديما انتحر الفدائي سليمان خاطر في سجنه وقيل بأنه مجنون .. وارتكب ( الدقامسة) تهمة الدفاع عن كرامته عندما كان يصلي فأطلق النار على بعض ممكن كانوا يسخرون منه أثناء صلاته.. وقيل في المحكمة بأنه مجنون ارتكب مذبحة غير متكافئة.. وقام ملكه وسيده حينها بالاعتذار لعائلات الضحايا..وحرق مستوطن صهيوني منبر صلاح الدين في المسجد الأقصى وقيل يومها بأنه مجنون ..ثم برأته المحكمة .. وقام روبنشتاين الطبيب الذي أقسم أن يساعد الجرحى والمرضى بارتكاب مذبحة الحرم الإبراهيمي الشريف وقيل يومها أنه مجنون جاءنا من مدينة بروكلين لكي يثبت لنا جنونه.. وقبل سنوات قامت وزيرة كندية بوصف رئيسنا المعتزل قسرا بامر الدستور .. المبجل جورج دبليو بوش بأنه معتوه.. والعته في اللغة هو الجنون .. فكان أن دفعت ثمن جرأتها وأجبرت على الاستقالة من منصبها.. ثم ارتكب نيرون العصر الذي يسمى شارون مذبحته ( المهذبة) او كان وسيطا بها في مخيم صبرا وشاتيلا .. ولكن أحدا لم يتهمه علانية بالجنون  .. ولا يستبعد أن يحصل على شهادة طبية تفيد بأنه مريض نفسيا.. وارتكبت أنا حماقة إصدار جريدة تقول الصراحة ولا تداهن أو تنافق فقيل أن رئيس التحرير مجنون أراد أن يصبح عاقلا على حساب الجالية.. فعابنا من فيه كل العيوب.. واستبد برأيه من كان لا يعرف للحرف فكاكا.. فأصبحنا كلنا مجانين في عالم كله عاقل إلا من رحم ربي..وموضة الجنون التي انتشرت في العالم العربي في هذه الأيام .. هدفت إلى تبرير أفعال الشعب الذي يعتبر كله مجنونا في نظر الحاكم إلا الحاكم نفسه.. فإنه عاقل تعافى من مرض الجنون بمجرد استعداده لما يسمى بمحاربة الإرهاب …. والخلاصة فيما نذهب إليه أن الجنون مأخوذ من كلمة الجني فكيف إذا كان جنيا مرتزقا ينجب الأولاد ثم يسميهم (عفارتة) بصيغة الجمع.. لاشك بأنه سوف يجعل كل هذا العالم مجنونا ويلحس العفارتة عقول من يمتلكون القرار فلا ننام إلا على صوت المجانين ولا نصحو إلا على صراخهم ..إنه عالم مجنون .. مجنون.. يا ولدي.وقد يعمد مجنون في يوم ما إلى دفع (زر) القنابل الذرية التي يتحكم بها .. فيمسح هذا العالم عن بكرة أبيه .. وقد يعمد صانعو القرار سواء كان ذلك في الدول المتحضرة مثل أمريكا.. أو المتخلفة مثل كوريا الشمالية.. إلى سكرة عرمرمية تثقل رؤوسهم فلا يجدون غير أن يعبثوا بحياة الناس ومستقبل البشرية فتحترق الأرض وتزول الكائنات وتمسح الحياة باستيكة ملوثة بالغبار الذي ورد ذكره  في الكتب السماوية..
عفروت يستعد في هذه الأيام إلى جولة أخرى مع الحرب.. ومع صرف شهادات مذهبه إلى كل الذين يرغبون في أن يكونوا مجانين في هذا العصر العاقل..أو العقلاء في هذا العصر المجنون..إنها تعليمات شمهورش.. الملك العظيم الذي يأمر فيطاع .. ويشير بأصبعه فتركع كل الأنظمة .. ويغمز بعينه فيمنع الطعام عن شعوب هذه الأرض .. ويغمضها فترتفع أسعار النفط أو تنزل ..ويرفع يده اليمنى فتركع الأمم المتحدة طالبة الغفران..أما اليسرى فإن برلمانات هذا العالم تقدم له الولاء والطاعة..
هنيئا لشمهورش..وهنيئا لعفروت.. ويبقى أن يلد هؤلاء لنا طوابير من المجانين الذين يأخذون شهادات تقول بأنهم مساعدون أصليون في مكافحة الإرهاب ..وأعضاء فاعلين في النظم العالمية الجديدة.. كما هم أعضاء في ذبح الضعفاء في هذا العالم.. فالضعيف هو الذي سيزول عن خريطة هذا العالم..أما الإنسان القوي الذي يقتل باسم الإنسانية ..فإنه سوف يرث الأرض ومن عليها.. وتلك آيات نهاية هذا العالم .. وليعش حكامنا (العرب) دوما على مؤخراتنا لانهم لا يستطيعون العيش الا على الروائح النتنه ..