فلسطين تواجه أخطر حرب استعمارية استيطانية منذ النكبة….! بقلم : نواف الزرو

آراء حرة …..
*نواف الزرو – الاردن ….
فلسطين تواجه اخطر حرب استعمارية استيطانية منذ النكبة، وهذا ليس عنوانا اعلاميا استهلاكيا بل ربما يكون الواقع اشد مرارة.
ففي المشهد الفلسطيني الجاري:
-اقتحامات مئات وآلاف المستوطنين الارهابيين للحرم والاقصى باتت يومية وتحولت الى روتينية…!
-مئات المستوطنين قبر يوسف كل بضعة ايام…!
-ويقتحمون وادي القارعة في طوباس بحماية الجيش.
-ويقتحمون اطراف الطيرة.؟
-المستوطنون يقتحون موقعا اثريا في الخليل.
– المستوطنون يستولون على معسكر تياسير في طوباس.
-المستوطنون يستولون على نبع عين الحلوة في الاغوار الشمالية.
-ويعربدون على مدار الساعة في كل الاماكن الفلسطينية على امتداد فلسطين…!
وهكذا عشرات الاخبار تأتينا يوميا عن هجمات وانتهاكات المسةطنين…1
لذلك نعود مرة اخرى لفتح ملف الاستعمار الاستيطاني الصهيوني المرعب الذي يجتاح الضفة الغربية وينهب الارض فيها مترا مترا بل وشبرا شبرا، بعد ان اجتاح الصهاينة فلسطين المحتلة عام 1948، ونعتقد ان هذا الملف اليوم هو الاهم والاخطر في المشهد الفلسطيني منذ النكبة، ويجب ان يبقى مفتوحا وان لا يغفل عنه ابدا، لأن الاستيطان يعني النهب والسلب والتهويد وإقامة حقائق الامر الواقع بهدف تخليد الاحتلال والاستيطان حسب مخططهم، وهو التحدي الاستراتيجي الاكبر امام الفلسطينيين، بل يعتبر أخطر مظاهر الإجرام الصهيوني الى جانب سياسات التطهير العرقي المجازري الاجرامي، وهو الترجمة الاساس للمشروع الصهيوني على الارض الفلسطينية، فبدون الاستيطان لم تكن لتقوم “اسرائيل”.
في هذا السياق الاستعماري الاستيطاني دعونا نتابع أحدث واخطر معطيات الاستعمار الاستيطاني كما جاءت في تقرير لمعهد اريج:
فقد كشف المدير العام لمعهد الأبحاث التطبيقية في القدس (أريج) جاد اسحق-الإثنين 01 نوفمبر 2021- “أنّ عدد المستوطنات في الضفة الغربية وصل إلى (199) مستوطنة، تضاف لها 220 بؤرة استيطانية، يقطنها 913 الف مستوطن منهم 350000 مستوطن شرقي القدس، مشيرًا إلى أنّ مساحتها تبلغ (542 كم مربعا) والطرق الالتفافية بطول (946 كم”.وأوضح جاد، خلال لقائه عددا من الصحفيين، أن المستوطنين نهجوا نهجا جديدا في الاستيلاء على الأراضي من خلال انشاء بؤر رعوية، وعلى الأخص في منطقة غور الأردن، حيث أقيمت 21 بؤرة استيطانية بشكل غير قانوني في المنطقة.وأشار إلى أن الاحتلال – منذ احتلاله الضفة الغربية- أصدر 113 امرا عسكريا خاصا لإنشاء 23 مستوطنة صناعية على ما مساحته 19831 دونما، إضافة الى ان الاحتلال كشف عن مخططات لإنشاء 35 مستوطنة صناعية أخرى في الضفة الغربية على ما مساحته 25073 دونما من الأراضي الفلسطينية.ولفت الى ان الاحتلال أعلن عن (140) موقعا كمحمية طبيعية في مختلف انحاء الضفة الغربية، وهدم ما يزيد على (250) منزلا فلسطينيا (منازل وخيام وبركسات سكنية) وما يزيد على (450) منشأة (بركسات حيوانية، ومخازن، ومحلات تجارية) بذريعة عدم الترخيص، بالإضافة لإخطار اكثر من (350) منزلا ومنشأة أخرى بالهدم.
ومن جهة اخرى وفي تقرير آخر، أظهرت معطيات أجهزة أمن الاحتلال الإسرائيلي أن الاعتداءات الإرهابية التي يرتكبها المستوطنون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية تضاعفت، واستعرضت أجهزة الأمن هذه المعطيات أمام مسؤولين في جهاز الأمن وممثلين عن المستوى السياسي خلال مداولات مغلقة، حسبما ذكرت صحيفة “هآرتس” الأحد-: 03/10/2021 –”، وتطرقت المعطيات إلى الأعوام 2019 – 2021، ودلت على تزايد هذه الاعتداءات الإرهابية، التي توصف بأنها “جرائم قومية”، بالرغم من فرض قيود على الحركة والتنقل في “إسرائيل “والمستوطنات، العام الماضي، في أعقاب جائحة كورونا. وأشارت المعطيات إلى” أن المستوطنين نفذوا 363 اعتداء إرهابيا ضد فلسطينيين في العام 2019، وارتفع عدد هذه الاعتداءات الإرهابية إلى 507 في العام 2020، وإلى 416 اعتداء إرهابيا في النصف الأول من العام الحالي، أي أكثر من كافة الاعتداءات الإرهابية التي ارتكبها المستوطنون في العام 2019 كله”.
وفي النصف الأول من العام 2020، ارتكب المستوطنون 263 اعتداء إرهابيا ضدالفلسطينيين، وفي النصف الأول من العام 2019 ارتكبوا 224 اعتداء، ويشار إلى أن هذه المعطيات هي وفقا لتوثيق أجهزة الأمن الإسرائيلية، ويرجح أن عددها أكثر من ذلك.
ووفقا للمعطيات، فإنه في النصف الأول من العام الحالي/2021، ارتكب المستوطنون قرابة 139 اعتداء على أملاك وإلقاء حجارة وعمليات “تدفيع ثمن”، مقابل 111 اعتداء كهذا في العام 2020، و83 اعتداء مشابها في العام 2019.
وفي النصف الأول من العام الحالي نفذ المستوطنون 130 اعتداء جسديا على فلسطينيين، مقابل 52 اعتداء جسديا في العام 2020، و63 اعتداء كهذا في العام 2019. وفي موازاة ذلك، جرى توثيق مواجهات كلامية وأعمال شغب “بادر إليها يهود” في الضفة.
ووقعت معظم الاعتداءات الإرهابية التي نفذها المستوطنون خلال السنتين الأخيرتين في الخليل ورام الله ونابلس. وقد جرى توثيق 200 اعتداء إرهابي يهودي في الخليل خلال العام 2020، مقابل 104 اعتداءات في العام 2019. وفي نابلس، جرى توثيق 141 اعتداء إرهابي يهودي ضد فلسطينيين في العام 2020، مقابل 90 اعتداء في العام 2019.
وأشارت المعطيات إلى أنه في منطقة مستوطنة “يتسهار” جنوبي نابلس، والتي تعتبر أحد معاقل غلاة المستوطنين المتطرفين، شهدت أكبر عدد من الاعتداءات الإرهابية اليهودية ضد فلسطينيين، وبلغ عددها 84 اعتداء في العام 2020. وتليها البؤرة الاستيطانية في الخليل، حيث ارتكب المستوطنون 83 اعتداء إرهابيا في العام نفسه. وأشارت المعطيات إلى مستوطنات “عيمق شيلو” و”ريحاليم” و”بات عاين”، التي ارتكب في منطقة كل واحدة منها قرابة 25 اعتداء إرهابيا يهوديا ضد الفلسطينيين في العام 2020.
ووفق مصادر فلسطينية، فنحن في المشهد الفلسطيني الراهن امام ما يمكن ان نطلق عليه”الحرب الاستيطانية الثالثة-الاولى بدأت عام1948 والثانية بعد العدوان عام 1967-كما وثقها الكاتب توفيق ابو شومر” التي بدأت طلائعها منذ منتصف شهر ديسمبر 2018، ولكنها في سياق سلسلة متصلة من المعارك الطاحنة الوجودية على اهم المواقع في الضفة الغربية منها: القدس والخليل ونابلس، ولكن، وفي الوقت الذي يتسابق فيه بعض الزعماء والوزراء والمدراء وبعض المثقفين والاعلاميين والتجار العرب على التطبيع المجاني مع الاحتلال الصهيوني، سارع عدد كبير من أعضاء “الكنيست” والوزراء من حزب “الليكود” وأحزاب يمينية أخرى الى التوقيع على وثيقة تعهدوا فيها بدعم الاستيطان والعمل على بناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية، ووفقاً لصحيفة “إسرائيل اليوم” فإن الحديث يدور عن وثيقة بادرت بطرحها حركة “نحلا” الاستيطانية، حيث تهدف إلى جمع تعهدات من وزراء وأعضاء كنيست بالعمل على توطين أكثر من مليونَيْ مستوطن في الضفة الغربية.
هكذا هي حقائق المشهد الاستعماري الاستيطاني الصهيوني في الاراضي المحتلة وهي قائمة على مدار الساعة.
والمؤسف هنا: انهم يعملون هناك في المستعمرة الصهيونية حتى في ظل هذا الوباء العالمي وعلى مدار الساعة من اجل تحقيق حلمهم باختطاف الارض والوطن والتاريخ والحقوق وتهويدها هكذا بفعل القوة والارهاب، بينما يهرول بعض العرب لمنحهم الاعتراف والغطاء والشرعية بالتطبيع معهم…؟.
Nzaro22@hotmail.com