فلسطين ..
بقلم : د. إبراهيم حمّامي …
رحل اليوم د. صائب عريقات وأصبح في ديار الحق ولم يبق له إلا ما ترك من سيرة في الحياة الدنيا وما قدم من عمل
قد يستغرب البعض مما سأكتب عنه اليوم وقد يعتقد البعض الاخر أنه تغيير في المواقف، لكنه ليس كذلك
سخر د. عريقات حياته السياسية للمفاوضات وكان من عرّابيها وكتب كتابه الشهير “الحياة مفاوضات” وهو ما اختلف معه جملة وتفصيلا، وكنت ومازلت واضحاً في ذلك
موقفي من أوسلو وعملية السلام المفترضة لا يخفى على أحد، وكذلك من فريق أوسلو الذي لا أفاضل به بين شخص وآخر
لكني هنا أكتب عن صائب عريقات من زاوية أخرى ومن باب الإنصاف ومن خلال ملاحظات سجلتها على مدار السنوات الماضية منها:
•لم يكن د. صائب عريقات يوماً عنصر توتير في الملف الداخلي الفلسطيني وكانت تصريحاته دائماً منضبطة في هذا الملف
•لم يستخدم “لغة الشوارع والردح” التي يستخدمها – وما زالوا – كثيرون من قيادات فتح تحديداً، سواء في تصريحاتهم أو في للقاءات والمناظرات مع الأطراف الأخرى
•حاول خلال عمله – رغم الاختلاف المبدئي مع نهجه – أن يتصدى للادعاءات الإسرائيلية، وواظب على إصدار ودحض رواياتهم من منظور القانون الدولي
•مما لا يعرفه الكثيرون أنه كان حريصاً على التواصل مع الجميع عبر البريد الالكتروني، بل والرد بشكل شخصي حتى على من ينتقده لتوضيح وجهة نظره، وهذا ما أشهد عليه شخصياً
•لم تكن ردوده متعالية بل توضيحية تلتزم لغة الاحترام
كانت أسوأ لحظاته اللقاء حول تسريبات الجزيرة في يناير 2011 – كان في موقف لا يُحسد عليه، حُشر في الزاوية، لكنه كان مختلفاً عن الآخرين فلم يهاجم ويشتم ويرغد ويزبد…
باختصار كان د. صائب عريقات مختلفاً عن باقي فريق أوسلو من الناحية الشخصية…
حرص أن يتعامل كدبلوماسي وسياسي حافظ على علاقاته الفلسطينية…
أفضى د. عريقات لما قدّم وأصبح في ديار الحق التي لا يُظلم فيها أحد
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ”