على متن سفينة تكاد تغرق – شعر : صليحة نعيجة – الجزائر

على متن سفينة تكاد تغرق

صليحة نعيجة-قسنطينة-الجزائر

أزدحم بالوقت

أزدحم بزخم اللغة

أزدحم بالمسافات

بالطرق غير المعبدة

أزدحم بالأرصفة

و الناس

و الحوانيت

و باعة الطرقات …

أزدحم بالمواعيد

ازدحم بالاعترافات

أزدحم بثقيلي الظل

ممن يتلعثمون كلما تقاطعت نظراتنا

تزدحم بى الأمكنة

تضيق ذرعا بالذي أنهكها

أسال الطبيب المعالج ꞉

كيف أكون بخير؟

سيدي

قد ملني التعب

قد ملني صبر أيوب وأنا أحفظ ملح الكتب

أنا امرأة منحوتة من سفر الغياب

من وصايا الكتب

من تبر الاليادة الأولى و أساطير العرب ..

لماذا يتعبني السفر في عيون الأغبياء؟

يتساءل الطبيب꞉

هل كنت وحدكِ عندما اجتمع الذئاب ؟

كلا يا دكتور ..

قد كنتُ أنوى سن قانون ليحفظ ماء وجه الغابة

فاجتمع الذئاب و غيبوا عن ناظري

فانتصرت العصابة

كم كنت وحدي ..

أصارع بالمخالب

و الأنياب

و الأيادي …!

كم كنت وحدي

أرمى للغرقى مجدافا و أشرعة لتنجو سفينة نوح

لننجو فتنجو معي كنوز السفينة

لكنهم باعوا .

.اختاروا الطريق الوعر

و باعوا ….!