اراء حرة …
بقلم : بكر السباتين ….
في قاع مدينة عمان عند ملتقى شارع بسمان بشارع الأمير محمد ( ساحة البريد) سيرف قلبك بهجة، وهو يلتقط حكايات تتهامس بها شخوص تعلن عن نفسها، متمازجة مع أنفاس المدينة؛ وهي تتمتطى في ظل الغد المقبل مع الشروق..متقافزة فوق كتب مرصوصة حول كوخ مكتبة الجاحظ المستدير.. كأن عمان مكتبة مفتوحة على فضاءات الروح، والسنونو يستقر في عشه المستدير المحفوف بأريج المعرفة، التي تفوح بها كتب متعددة المواضيع، كأنها بيوض السنونو التي ستفقس الرواة المجنحين بالخيال، وهم ينفذون إلى أساطيرها ليعودوا مع النهر كي يمضي بالمدينة إلى جنة الأحلام فتثري حاضرة العواصم بتغريدات السنونو الرحال.. وهي تعج بأساطير توارت خلف الدهشة لترفرف بأجنحة الخيال تحت زهرة النور.. ذات صباح مشرق.. وقفت أتصفح الكتب وأراتشف قهوة كتابها.. روايتي “صخرة نيرموندا” تراقصت لوجودي مبتهجة كأنها طفلة تتباهى بأبيها أمام فراشات الود .. كانت معروضة ببهاء وتعرض أسئلتي على المارة.. شاهدني صاحب المكتبة بقامته المديدة، وشعره المعقوف بخصله الرمادية، وابتسامته المشبعة بروح المدينة، كأنه بوابتها…عرفني وحياني .. فليس غريباً على صاحب كشك الجاحظ هذه الذاكرة التي تشبه القمح المتبرعم في وجه النور، وهو يقدر الكتاب الذين يرفدون حديقته بالزهور..شعرت بعمق المدينة من خلال الجاحظ الذي يقيم في كوخه العريق، كتمثال ملفوف بالكتب النفيسة.. كأنها تحث المارة على التحليق وهي تغازل حدقات عيونهم المغمورة بالدهشة.. هذا هو عش السنونو الرحال.. مكتبة الجاحظ.. إنها درة عمان للمثقفين الذين أحبوها..
أدامها الله وأبقاها تحسن أجواء العاصمة عمان.. في الساحة التي اقترح تسميتها بساحة الجاحظ كون الاسم يجمع بين شخصية الجاحظ العظيمة وهذا المكان الزاخر بنعيم المعرفة.