الجريمه (:::)
د. وجيه الجوهري- كارولينا الشمالية: (:::)
أقدم داعش نحو جريمة جديدة ضد البشرية جمعاء بهدمه آثارًا لا تقدر بثمن لا لشئ الا تشبها بفتح مكة. آثار العراق التي كانت مصدر رزق من قبل أمراء داعش، حيث بيعت في السوق السوداء من أجل تعزيز قوام الدولة الإسلامية التي تتخذ من قطر وتركيا واسرائيل وحليفتهم حلفا لزعزعة وخلخلة الكيان المسلم من أجل قوة خارجية لم تضح معالمها بعد لدى أصحاب البصر والبصيرة.. فعمى القلوب أشد بأسًا من عمى العيون.. تتهاوى الرموز الدينية يوما بعد آخر بعد أن إتخذت داعش من الإنترنت ساحة للتعبئة الجهادية ومن المسلمين الجدد جنودا.. طوفان داعش فرض على أثرياء الخليج الجزية كي يضمن لهم كرسي الحكم.. طوفان داعش يريد أن يمحي ذاكرة التاريخ لكل ماله قيمة في حياة البشرية، فداعش تسير على نهج التتار في تدمير العراق، وعلى نهج طالبان في محو كل ماهو وثني يعبد من دون الله.
الحق كل الحق مع الأخ داعش ومعاوله، فالعراق يتعبد بأشوربانيبال ليل نهار، ومصر تتعبد بالفرعون أبو الهول وبقية الفراعنة، وأهل نجد والحجاز يتعبدون بقبر النبي محمد.. داعش تريد نصرة الإسلام الداعشي الذي سيجعل البشرية لا قيمة لها.. فكلنا سنباع في سوق النخاسة بمدينة الرقة عاصمة الخلافة الجديدة الذي تنبأ بها
السلف الصالح والطالح. إن تدمير آثار الموصل ومتحف نينوى لهو أمر يبشر بأيام مثل مشروب الخروب.
واقع الحال في عالمنا العربي يؤكد أنه لا فرق بين داعش وحنان التتار الا “رابسو” هذا الرابسو الذي ينظف أحلى نظافة.. داعش تريد أن تنظفنا من أخطاء البشرية التي اتخذت آلهة مختلفة دون الله ربًا! أعمال داعش التطهيرية للآثار الآشورية وتسوية أو نسف قبور الأنبياء والصحابة أو حرقهم لآلاف الكتب والمخطوطات النادرة لهو أمر يؤكد أن دولة “إقرأ” قد تقرأ! وأن دولة التسامح قد تتسامح، وأن دولة الحب قد تحب!!
هذه الأفعال الدعشاوية ما هي الا اغتيال للحضارات والإنسانية.. قديما قيل ” اسلم تسلم” أما اليوم فمقولة داعش ” أدعش تدعش”! لن يرحم التاريخ ما نفعله في أنفسنا بقصد أو بجهل.. داعش هذا المشروع “الاسرقطسعوتريكا” سيدمر منطقة الخليج بأكملها وسيعيد المنطقة الى دولة البداوة أو ربما دولة البلادة الا أن هذا المشروع الداعشي سيدمر على أبواب مصر كما دُمر الهكسوس والتتار. مصر هي الصمام التاجي للقلب الذي انهكته النعرات الطائفية.. هذه النعرات التي حصّنت دولة إسرائيل ودولة كسرى أنو شروان. إمبراطورية داعش ستلتهم دول الخليج في فترة وجيزة وستتقابل مع امبراطورية أنو شروان في النجف وكربلاء وشط العرب.. أما مملكة آل سعود فستسقط بعد سقوط نجد والحجاز وتسوية قبر النبي وصحابته في المسجد النبوي… عندئذ سيستيقظ محمد علي باشا ويسأل عن ابنه إبراهيم!