منوعات …..
بقلم : بكر السباتين ….
ربما يثير دهشتي النص الأدبي وخاصة القصيدة الشعرية، التي تختال بثوبها القشيب المطرز بالصور الشعرية الكثيفة جداً ذات التكوينات الفنية المنسجمة مع المعنى رغم أنها تواريه بعض الشيء.. وتثيرني أكثر الكهرمانة المتحجرة من بريفها في جيد امرأء مرمري يتحاور مع الرغبات المتأججة في العقول المخلوبة.. لأن السؤال المختبئ في المحارة يثير الخيال ويأخذ المتأمل العميق إلى غيبوبة التماهي مع الأحلام.
ولكن في عموم دائرة التلقي المتنوعة المشارب والميول والأمزجة، فإن على الشاعر أن يفكر كيف يقدم باقة الورد لجمهور القراء لا أن يزرعها في قارورة يضعها في حديقة الدار.. فلا يتنسم عبقها إلا الضيوف.. من هنا فإن الصور الشعرية المكثفة التي تحجب المعنى تتحول إلى عبء على المتلقي رغم جمالها الآسر…لأن الغاية من القصيدة في الأصل هو إيصال غايتها إلى الأرواح المعلقة بالسؤال من خلال نبيذها الذي يوصلها إلى نشوة الترحال في فردوس المعنى الجميل، ومعانقة روح المغني وهو يحرض على الإلهام ويعطر الأمزجة بطيب الورد،، وقهوة التحاور مع ابتسامات الصور الشعرية وهي تحف السؤال بالأهازيج.. لذلك فالضباب لا يزرع الابتسامة في فم الربيع.. والسحب التي تحجب المطر دخان.. كذلك.. فالقصيدة التجريدية التي تخلو من العاطفة أو من الرؤى المختبئة في أعماقها، فقط مجرد صور شعرية مبهمة.. وأحاجي موشومة على حجر النرد.. ليست تأملية؛ بل هذيان.. أما القصيدة الأجمل فهى التي يرتاد نبعها كل عطشان.فتظلل أحلامه البسيطة بالأمل وتفتح من فوقه فضاءات الروح فتطير به النشوة إلى فردوس المعنى.. بإحساسه أو بعقله.. فطاقة القصيدة كامنة فيها فلا يفجرها إلا متأمل يذوب في صورها الشعرية التي لا تواري المعنى، ويتحول مزيجهما إلى قطرالت ندى تتساقط في المجهول فيعيد رجع الصدى عبق المعنى إليه.. فالقوة في السهل الممتنع..ورغم ذلك تحضرني نصوص تمتلك ذلك الاستحواذ السحري على القلوب والعقول فلا تجد تفسيراًلذلك.. وهنا تكمن عبقرية النص..
وهذا ينطبق حتى على الرواية والقصة القصيرة.. أكتبوا للناس..
أطال الله في عمر والدي
تعقيباً على محاضرتي عن مجزرة الدوايمة بالأمس في نادي وادي السير الثقافي، ذَكَّرَ الحاج إسماعيل السباتين أبو الرائد الحضور بقصة استشهاد جدي بعُيَدَْ فاجعة المذبحة الأليمة وهو يتوضأ على مقربة من القرية السليبة، فانتقم والدي حينها وهو شاب يافع من القاتل الغشيم؛ بالتسلل إلى مواقع الألغام التي زرعها الصهاينة حول القرية.. وراح يفكك بعضها ويعيد زرعها في الطرقات التي يتحرك عبرها العدو.. وبحسب أبو الرائد تسببت هذه الألغام بتدمير مركبة عسكرية محملة بالجنود الصهاينة وأخرى دبابة انقلبت على جانب الطريق.. لذلك أدركت عمق الوطنية لدى والدي الحاج محمود إسماعيل السباتين التي ما فتئت تحرضنا على مقاومة العدو ولو بالكتابة، وإيمانه اليقيني بأن الحق سيعود لأصحابه.. وتأييده غير الطبيعي للمقاومة.. وحرصه على متابعة أخبارها.. ويتذكره الأقارب في ذات السياق في مناسبات العزاء كيف كان يقاطع كل واعظ لا يذكر فلسطين في سياق حديثه.. أطال الله في عمر والدي الذي لن نخذله أبداً في أمر يتعلق بالقضية الفلسطينية.. متمسكين بنهجه.. نابذين كل معاهدات السلام ومن يتلحف بعطاياها من المطبعين الخانعين.. مقاطعين البضائع القادمة من الكيان الإسرائيلي الهش.. كثر الله من أمثاله..
***
قصة قصيرة
حدث معي”عنجد”
خربشات قلم حبر ماكر..
كنت أسجل بعض الخواطر على الورق أثناء الاستراحة.. ثم تأملت قليلا النصوص الموزعة عليها عشوائيا.. لكن التعب أسكر عقلي، وغيبني عن الإدراك قليلا، ثم نامت حواسي في قيلولة لم يغب عنها النهار.. انتبهت على صوت رجل يتشاجر مع نفسه تحت النافذة المطلة على الشارع الذي يبتعد عنها عدة أمتار .. وبدون استئذان تجيشت حواسي بطاقاتها التخفيزية، وغافلت عقلي المترع بنبيذ أحلامي الصغيرة ورأسي يتكئ على مسند الكرسي المريح.. كل شيء من حولي لا يدل على مفاجأة كبرى.. سوى مشاعر تركت اناملي تعربد بالقلم على الورق وهي ترسم ملامح عابر الطريق المتذمر وهو يشع طاقة سلبية عبر المنافذ التي اخترقها صوته الحاد المشبع بالشكوى والتذمر، وبالمناسبة هو ليس من الغربان وإن بدا صوته كالنعيب.. والنتيجة أن ما حدث على سطح الورقة كان قد حدث.. فما أن صحا عقلي استفاقت الدهشة في عيوني.. كانت صورة لغراب يعانق هاتفه النقال بملامح كانت صورة لغراب يعانق هاتفه النقال بملامح إنسان، والتي رسمت تلقائياً بذات القلم الماكر الذي تركته يقهقه من الضحك.. شيء حدث معي قبل قليل.. أثناء الاستراحة..
***
كوميديا سوداء “عنجد”
ترامب يعد بتحرير فلسطين ..وتسليمها على طبف من بيض فاسد للفلسطينيين ولكن العرب يرفضون، فهاج ترامب وماج متوعداً بالرد التالي:
بحسب صحيفة ‘ديلي ميل’ البريطانية إنه من المتوقع أن يقوم الرئيس الأميركي المنتخب بتعيين حاكم ولاية أركانسو السابق، مايك هوكابي، في منصب سفير الولايات المتحدة في “إسرائيل”.
يذكر أن هوكابي معروف بدعمه للبناء الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة، كما يؤيد ضم الضفة ل”إسرائيل”، وسبق أن أنكر – هذا المتوهم- وجود الشعب الفلسطيني(!!!!!) .
ليش يا ترامب خذلتنا.. وكأنه يرد على سؤالي معاتباً:” هيك العرب بدهم كما تؤكد أفعالهم”..
فبحسب التقرير، الذي اعتمد على مصادر في الطاقم الانتقالي للرئيس المنتخب، ترامب، فإن المهمة المركزية التي ستلقى على عاتق هوكابي هي نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة.
وتجدر الإشارة يا عرب إلى أن هوكابي لمن لا يعرف كان قد عمل محللا في شبكة ‘فوكس’، وكان يقوم بالإشراف على تنظيم جولات في الكيان الإسرائيلي لأميركيين داعمين للحزب الجمهوري. وتتضمن هذه الجولات زيارات للمستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية المحتلة.
ويتضح أن حاكم ولاية أركانسو السابق، هوكابي، يتمتع بعلاقات وطيدة مع المجلس الاستيطاني ‘ييشاع’، وكذلك مع جهات متطرفة في قيادة المستوطنين.
كما يتضح أن مواقفه السياسية هي أقرب ما يكون إلى مواقف الجناح الأكثر تطرفا في حزب ‘البيت اليهودي (يعني ترباية الصهيونية)، فهو يدعم ضم الضفة الغربية للكيان الإسرائيلي المحتل،، والبناء دون حدود في كل المستوطنات.
ولتذكير العرب فقد كان المدعوهوكابي قد صرح في العام 2008 أنه لا يوجد شعب فلسطيني. وزعم أن استخدام مصطلح ‘فلسطينيين’ هو ‘أداة سياسية يحاولون بواسطتها أن يفرضوا على إسرائيل تسليم أراض’”عجبي”.
وفي العام 2011 كرر أقواله مرة أخرى، وقال في مقابلة مع ‘واشنطن بوست’ إن ‘فكرة وجود تاريخ للفلسطينيين يمتد على مئات وآلاف السنين غير صحيحة’. على حد زعمه.
ولك يا ابن(…..) الشعب الفلسطيني أعرق من بلدك التي لا يتجاوز عمرها الأربعمائة سنة..
***
خلينا انكت “هالمرّة”
حركة التحرير الفلسطينية فتح تتقدم للجهات الأمنية الإسرائيلية بطلب تصريح للموافقة على إقامة مؤتمرها التحريري في منطقة السلطة.. ترى يا جماعة الخير هل يوافق الذئب على تصريح لمؤتمر يدعو لطرده، أم أن فتح “بتتخاوث”، رحم الله الشهيد أبو جهاد الذي اغتاله شامير في تونس بينما عباس يطلب الإذن من نتنياهو للتحرير” عجبي”
***
كان الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو أحد ألمع السياسيين في القرن العشرين. كان ثورياً فذًّا وقائداً لامعاً وسياسياً محنكاً وخطيباً بليغاً.
يلقبونه بآخر الرجال الشرفاء، رجل لا يباع ولا يشترى، ظل ثابتا على مواقفه تجاه القضايا العادلة، وفيما يتعلق بالقضية فقد أثبت بأنه فلسطيني أكثر من السلطة الفلسطينية وعربي أكثر من من الدول المطبعة مع الكيان الصهيوني المحتل لأرض فلسطين والعقل العربي المغيب..
قال فيدل كاسترو إبان أوج النضال الفلسطيني قبل تهاوي الحق الفلسطيني في هاوية اتفاقيات السلام من كامب ديفيد ومروراً بوادي عربة ووصولا الى أوسلو:
اليهود حمقى لأنهم احتلوا دوله شعبها لا يكل ولا يمل .. ولم أجد في حياتي أعنَّد من رجال فلسطين” فماذا يقول عباس في رجل أحب شعبه أكثر منه!؟ هل سيتجشم عناء السفر لتقديم واجب العزاء كما فعل في مناسبة وفاة المجحوم نتنياهو..!
أم أن واجب الجار كان أولى!”عجبي!”
***
“خبر على كيف كيفك”
زيد نفّاع ” القنصل الأردني الفخري في بودابست” أحد المتهمين بأكبر قضية فساد في تاريخ هنغاريا يجلب معه إلى الأردن جزء من ثروته تقدر ب ٢٥ مليون دينار أردني لتنفيذ مشاريع سياحية في السياحة الدينية، ولكن السؤال هنا لا يتعلق بحال الأردن الذي لا ينقصه فاسدين؛ وإنما عمن سيمنح هذه الثروة جواز العبور! وهل سيتم ذلك لو حصل لقاء حلاوة ضرس أو مسحة زور.. وهل سيكون هو ذاته الذي أعطى ذات الجواز لتمرير صفقة الغاز الإسرائيلي!؟ والتي سميت باتفاقية العار، أو الغاز الفلسطيني المسروق!؟ عجبي!
صباحم وطن لا ينخر عظمه الفاسدون المطبعون ..
***
نكتة.. ولكن ما رأيكم؟
أزهري مصري يزعم أنه المهدي المنتظر.. ميزو أمل الأمة المنتظر!!!!!!!؟
في زمن التردي والأفول، زمن الرياء.. حيث تدور الساعة إلى الوراء.. والكواكب تخالف مسيرتها إيذاناً بقدومه.. فماذا قال الشيخ الجليل ( المهستر) في بيانه الشهير على توتر، ميزو يتحدث فأحسنوا الاستماع حتى لا ينالكم غضب الرب: “”بيان هام.. أعلن أنني أنا الإمام المهدي المنتظر (محمد بن عبد الله) الذي جاءت به النبوءات” هكذا ادعى محمد عبد الله نصر، المعروف باسم الشيخ “ميزو”، والذي كان الخطيب الشهير للمتظاهرين الذين خرجوا ضد الرئيس الأسبق محمد مرسي في 30 يونيو/ حزيران 2013.
هذه الدعوة المشبوهة جاءت في الوقت الذي تعاني فيه مصر من أزمات خانقة ومتفاقمة.. وصاحبها هو خطيب ثورة 30 يونيو المؤيدة للسيسي..
ويعمل ميزوعلى إعداد “مشروع متكامل لتجديد الخطاب الديني وتنقية التراث من المخزون الفكري المنتج للتطرف في العالم، وذلك تنفيذاً لطلب الرئيس عبد الفتاح السيسي
هذا يعني بأن الأخير دفعه إلى ذلك لإلهاء الشعب المصري بقضايا لا تمت بصلة لهموم مصر الولادة التي هي أكبر من أمثال هذا المتصهين.. وسترون كيف ستتجاهل دعوته المريضة.. أحب مصر بدون هؤلاء “المسخرة”.. عجبي..
***
الأردن ينفي
يساهم الأردن في إطفاء الحرائق المشتعلة في غابات الكرمل المحتل لإنقاذ الكيان الإسرائيلي من هذه الكارثة، الأردن بدوره نفى الخبر رسمياً،؛ ولكن من يساعدنا في إطفاء حريق النكبة المستعر في قلوبنا منذ الثامنة والأربعين هذا الكلام موجه لكل الدول المطبعة مع الكيان الإسرائيلي!؟
وخاصة الذين أرسلوا بسيارات الإطفاء إلى الكيان المغتصب كمصر والسلطة..
وبالمناسبة ترحموا على اخر الشرفاء في عالم الرياء، الرجل الذي ناصر فلسطين حتى يوم رحيله.. زعيم الثورة الكوبية فيدل كاسترو الذي وافته المنية بالأمس..
***
نواب الملوخية والتصويت لحكومة الملقي!!!
لهذا لم ألوث إبهامي بمحبرة وادي عربة لدمغه على ورقة اي مرشح أوصله الجمهور الى قبة البرلمان ليدمغ بحذوته على قرار منح الثقة لحكومة وادي عربة، التي تسعى لدمج الاقتصاد الاردني بالاسرائيلي حيث توجت بسرقة الغاز الفلسطيني بما يعرف باتفاقية الغاز، او العار- سمها كما شئت- وأقول للنواب الاردنيين لا تقدموا التنازلات لحكومة تطبيعية على طبق “ملوخية” عجبي
***
لماذا.. سؤال وجيه!!
“لماذا تتفوق الجمعيات الخيرية – أحياناً- على بعض الهيئات الثقافية في الحراك الثقافي الأردني!؟”
هذا ما تلمسناه في فعالية هذا اليوم ٢١نوفمبر ٢٠١٦ التي انتهت في جمعية عيسة الخير بمخيم حطين والتي كانت قمة في النجاح.. حيث جاءت ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي لمجزرة الدوايمة ، التي تنظمها اللجنة الثقافية لمجلس عشائر الدوايمة تحت شعار ( طور الزاغ ).. والسؤال الذي يطرق الرأس دون هوادة، هو: لماذا لا تنجح أكثر الفعاليات الثقافية التي تنظمها هيئات ثقافية أردنية بارزة في إطار المشهد الثقافي الأردني سواء كان ذلك في المنتديات والنقابات ورابطة الكتاب والجامعات التي لا يعرف بعضها أبجديات التنظيم في بعض المناسبات؛ بينما تتفوق بعض الهيئات الاجتماعية والثقافية على تلك الهيئات في تنظيم الفعاليات والخروج بتجار مذهلة !؟ كهذه المناسبة أعلاه..وهو سؤال يشاركني فيه الدكتور سمير أيوب حيث ألقينا معاً محاضرتين حول ذكرى مذبحة الدوايمة واستخلاص العبر لرسم رؤية مستقبلية جادة.. أُعْقٍبَتا بمجموعة قصائد ألقتها الشاعرة روان هديب!؟؟ وتعزى الأسباب – والحديث هنا عن تجربة اليوم المذكورة في السياق- إلى ما يلي:
1- القدرة الهائلة على التنظيم والتحضير لهذه الندوة الناجحة من قبل اللجنة الثقافية لمجلس عشائر الدوايمة متمثلة برئيس اللجنة الثقافية الأستاذ إسماعيل الملاد، ومدير الندوة المهندس زياد هديب، بالتنسيق مع إدارة جمعية عيسة الخير ورئيسها المهندس حسين قنديل، وبمشاركة فاعلة من قبل حارسة التراث الشعبي لقرية الدوايمة سميرة زرارة.
2-قدرة إدارة جمعية عيسة الخير على استقطاب الجمهور.
٣- الجمهور النوعي.والمثقف الذي استمع بعمق واهتمام وتفاعل بمحبة واحترام ، كان جمهوراً عبقرياً.. هذا الجمهور المتنوع الذي غاصت به القاعة الكبيرة حيث أحسن الاستماع والمحاورة الموضوعية بعمق وهدوء.. ما ساعدنا على مخاطبته بسهولة وبالتالي طرح رؤيتينا بإبداع شهد له الحضور..
وجدير بالذكر أننا تلمسنا أيضاً ذات الملاحظات في محاضرتي قبل يومين بذات المناسبة والتي شاركت فيها الشاعرة أفنان هديب في نادي وادي السير الثقافي الذي يرأسه الأستاذ سعيد هديب..
كل الشكر والتقدير لكل من ساهم في إنجاح هذه الندوة النموذجية.. عساها تتكرر في مناسبات أخرى.. وغداً سأنشر تقريراً مفصلاً عن هذه الندوة المتكاملة العناصر، والمتمثلة بموضوع الطرح، وحسن اختيار المشاركين، وإدارة الندوة
..والجهة المنظمة والجمهور النوعي، إضافة للمكان المناسب والمجهز لوجستياً وخدماتياً.. ثم توثيق الندوة وتسجيل أسماء جميع الحاضرين..