صوت العروبة : ابداعــــات

 

التصنيف : فن وثقافة (:::)

بقلم : خليل ناصيف – فلسطين المحتلة (:::)

نحت

“من الصعب أن أحصي عدد الكيلومترات التي ركضناها معا …أو المرات الكثيرة التي دخلنا فيها نشوة تدفق الادرينالين بعد الكيلومتر السادس أو السابع ، تلك المسافة التي بعدها يشعر العداء بأنه يحلق ولا يمشي على الارض … أو حتى احصاء ما فقدته من كيلوغرامات …ليس لأن ذلك صعبا ولكن لأنني لم اركض بمقدار ما كنت اراقب عملية نحت وأحصي دموع النحات في نهاية عمله بالغ الجمال ….

لقد كان يحبك كما أنت بروحك الحلوة كما بكيلوغراماتك الزائدة ، التي لم تكن تعني بنظره سوى “مساحة فيزيائية أكثر يحتلها كيانك الجميل” …. تبا للفيزياء والمعادلات فأنت لايقنعك شيء …وهكذا انضممت لنا في مسار الركض حول الإستاد …

هو يتحول الى نحات ينحت جسدك في هيئة مختلفة تماما ، تزدادين جمالا كل يوم مع كل غرام تخسرينه .. عندما تحولت الى منحوته رائعة ، وجهت صفعة رائعة للنحات وتابعت مشيتك المغرية في طريقك الجميل المختلف تماما عن دربه المغبر …

صديقي لديه نظرية علمية كئيبة حول دور الهرمونات في اختلافك العاطفي الصاعق , بالنسبة لي لندع كلام العدائين جانبا …لا اقصد التهكم ولكن يبدو أن قلبك لم يكن موجودا في صدرك بل في مكان آخر ويبدو أنك خسرتيه مع كيلوغرامات الشحم أثناء تحولك البهي ..وأثناء ذلك أكلتِ قلب النحات ” ..

بعد ايام سأترك وردة في مسار العدو حول الاستاد في المدينة الرياضية مع لافتة تحذيرية للعدائين بأن لايجربوا أبدا ممارسة فن نحت المرمر ! .

2 نقش

من الخطأ الاعتقاد بأن الإنسان القديم كان يرسم في اعماق الكهوف , من باب التسلية ….كان يرسم لأجل السحر ..

السحر لايزال يعمل ..

علقتُ مرة في كهف

تأملت الرسوم لوقت طويل ..

إستبدلنا الاماكن

تحولتُ لكائن على جدار كهف تعذبه الغربة والرطوبة ..

أما الرسوم فعندما خرَجَت للعالم وجدَت نفسها في رحمها الدافيء ولم تفكر بالعودة من جديد …

أيها الرسام الكاهن من قتلك ؟ من أساء فهمك ؟..

أنا نقشٌ عتيق على جدران كهف

وأنتَ سحر لا يجاوز ظل المدخل البارد ..

خليل ناصيف

رام الله

nasif.khalil@gmail.com