الشعر (:::)
لوحةٌ شعريةٌ أهديها إلى شباب الانتفاضة الجديدة
علاء الدين الأعرجي – نيو يورك (:::)
دبَّ في الصخرِ شعورْ……..
دبَّ في الصخرِ شعورٌ حين مسَّه ْ
قال: “خذني فأنا قنبلةٌ تحَفِرُ رَمْسَه ْ ”
* *
وتعالتْ صَرَخَاتٌ من حَجرْ
قـدَحتْ جَذوَة َ آلامٍ تنامتْ وأنينْ
أججتْ ثورة َ أحزانٍ على مرِّ السنينْ
* *
دبَّ في الصخرِ شعورٌ بالحياءْ
حين مسَّتْهُ سيولٌ من دماءِ الأبرياءْ
فدعا طفلاً على الدربِ جريحْ
قال:” خذني عَلـِّم الباغي دروساً بالشطارةْ
“قبلَ أنْ تأوي إلى مَهدِك َ في ذاكَ الضريحْ
قال: “دعنا نُـلقِمُ الدنيا حِجارةْ
قال:”خذني فأنا نارُ الردى تأكلُ نارهْ
قال: “خذني فأنا أشكو من الإهمالِ في هذي القذارةْ
قال: “خذني فأنا لا أصبِرُ هذا الضيمَ
هذا الذلَّ في ظلّ المرارةْ ”
* *
ثارتِ النخوةُ في الطفلِ فصاحْ:
“أنتَ تغلي يا حجرْ…؟
“وأبي يُقـتـل أو تُضْرَبُ أُمي؟
“ونرى العالمَ لا يعبأ ُ من هذي “العهارة”؟
“وهو يلهو غافلاً عن قتل شعبٍ آمنٍ في عُقرِ دارهْ
“بل حقوقُ الطفلِ والإنسانِ أضحتْ نُكتَة ً في كل فمّْ
“وأرى قومي يُعاني الذلَّ ما بين الحُمَمْ
“وأنا أجرعُ حُزْني في كؤوسٍ من جماجمْ
“بين أكوامٍ من الجورِ على أيدي البهائمْ
“فلنمُتْ نحنُ وتحيا يا حجرْ
“أو نكن نحن عبيداً للحجارةْ
“إنها أملتْ على التاريخ درساً في الشَممْ
“حين أضحتْ قوةً تسمو على أي سلاحٍ
“ظالمٍ في يدِ إنسان الحَضارة “.
* *
أبشرَ الصخرُ بهذا الطفلِ
في الدربِ بأطرافِ الخليلْ
قال: “هيا يا صديقي حَرِّرِ الطاقاتِ مني ببنانك
” مدفعاً كــفّاكَ تغدو في المعاركْ”
* *
دبَّ في الصخر شعورْ………
دبَّ في الصخرِ شعورٌ حين مَسَّهْ
قال: “خذني فأن قنبُلةٌ تحفِر رمْسَهْ”
وتعالت صرَخَاتٌ من حَجَرْ
قال: “هيا نتحرّرْ، من قيود الذُلِّ من كوني حِجارةْ
“فأنا أزمعتُ أنْ أغدو حريقاً أو منارةْ
* *
“عِشتَ في ظلي رضيعاً
“تـَلْعَقُ الحِرمان َ من حِضني وتشربْ
“كُنتَ بي تلهو ْ وتلعبْ
“شُدْتَ أَسواراً ودارا
“ثم قصراً شامخاً صار فـَخارا
“وإذا صرتَ صبياً يافعاً أصبحتَ نارا
* *
“من هنا مرتْ ملايينُ المواكبْ
“وأنا أقبعُ لا أُبدي حراكاً في المصائبْ
“ولقد سجّلتُ في ذاكرتي تاريخَ مِحنة ْ
“ودماءً زينتْ شَكْـلـِيَ للتاريخِ “حِنَّةْ”
* *
قال: “هيا يا صديقي حرّرِ الطاقاتِ مني ببنانِك
“فأنا طَلقة ُ نارٍ في المعاركْ.
* *
” كنتُ في كــَـفَّـيـْك َ لُعبةْ
” ثـُمَّ أصبحتُ سلاحاً ماضياً في كلِّ ضَرْبـَة ْ
حين أضحى حقُّكَ المسلوب ُ سُبَّة ْ
وأنا الصخرُ الذي قد لانَ َ قلبهْ
بعد أنْ رَوَّاه دَمّْ
فغدا يقطِرُ حُزْناً وألمّْ
فلماذ يجحدُ الإنسانُ رَ بَّــهْ؟
ولماذا لا تعِمُّ الناسَ في الأرضِ المحبَّة ْ؟