شارلي ابدو نحو سبتمبر جديد.

أراء حرة (:::)
بقلم: د. وجيه الجوهري- كارولينا الشمالية
مما لاشك فيه ان  مجلة شارلي ابدو أصبحت اشهر مجلة فرنسية ساخرة بعد العملية الانتقامية من قبل رجلي القاعدة أو داعش كانتقام أو نصرة لنبي الاسلام محمد الذي تطاولت عليه اقلام وأحبار أناس سخروا من كل شئ حولهم حتى ان سخريتهم  لم تفرق بين دين وآخر.. فالاديان بالنسبة لشارلي إبدو محل سخرية مما جعلها تنفرد بذلك الى جانب شقيقاتها في القارة الأوربية. على النقيض من ذلك.. نجد الصحف الامريكية أبعد ما تكون عن هذا العفن الفكري اللهم الا من معتوه في ولاية فلوريدا حيث اتخذ من حرق القرآن الكريم حفلة للعهر الفكري.
قد يتوهم البعض من خلال هذه المقدمة انني ضد العهر الفكري الذي يسخر من الاديان ويستنتج من ذلك انني مع العملية الارهابية! حاشى لله ان أكون مع قتل نفس بشرية لأن المميت هو الله.
لا اتوقع ان تكون هذه العملية الأخيرة بل هي بداية عهد او تواصل عهد للارهاب الاسود.. شارلي ابدو تطمع أن تنطلق نحو المليون نسخة بعد ان كانت تطبع مابين ٤٠ إلى٦٠ ألف نسخة من مجلتها الساخرة..ممالا شك فيه أن حرية الفكر والاعلام  في أوروبا لم تصل بعد للسخرية من اليهودية أو الصهيونية العالمية بسبب تحصنها بشريعة ” لا لمحاربة السامية” ولنا في المفكر الفرنسي روجيه جارودي أسوة في هذا المجال.
حادث شارلي ابدو عرى الدولة الفرنسية التى تتعامل مع المسلمين كمواطنين من الدرجة الثانية الامر الذي شجع من تعبئة أبنائها المسلمين  للانضمام للقاعدة أو داعش. مقطع الفيديو الذي تناقلته أجهزة التلفاز لحادث شارلي ابدو سيروج للفكر المتشدد وسيجعل من هذا الحادث مرجعا لجرائم الارهاب في مقررات المخابرات الدولية وورش العمل في قاعدة اليمن وقاعدة باكستان وطالبان الي جانب الابن البكر داعش بن دواعش..
ردود فعل الساسة في فرنسا لطف من حالة الحقد تجاه الاسلام والمسلمين على الرغم من محاولات حرق مساجد هنا وهناك..على أوروبا أن تنشأ وتطور برامج خاصة للشباب المسلم في بلدانها لتجنبهم شرور الفكر المتطرف وتدمجهم في مجتمعاتهم وتستأصل سمة العنصرية التي تواجههم.
داعش تستقطب الدواعش الصغار بينما الغرب يلفظهم بجهل أعمى يدعوا للشفقة.. سياسة الغرب في ضحر الارهاب انجبت داعش  وأخواتها.. وبدلا من استخدام  أموال الغرب في التنمية والتوعية  تستخدم في زرع أشجار الفتنة والتشيع والتطرف.
أخيرا.. شارلي ابدو حصد معه شرطي مسلم مثلما حدث مع ١١ سبتمبر الذي تجاهل مسلمي نيويورك.. العالم تغير بعد ١١ سبتمبر، وبلا شك سيتغير العالم بعد شارلي ابدو.. ولكن إلى أين؟ العالم بعد ١١ سبتمبر لم يكن الى افضل.. فمعالجة الأمر لم تكن تتميز بأي حنكة عسكرية أو سياسية ولا حتى اقتصادية! بسبب غرور عسكري الدرك الذي أدار الاحداث من أعلى برج خشبي متهالك يشبه ابراج الحمام في حي الجمالية بقاهرة المعز أو من كوخ خشبي متهالك خرج للتو من فيلم لرعاة البقر والهنود الحمر. الأيام القادمة ستحتاج الى ترابط وتناغم للشرق والغرب لنشر المحبة وعدم الكيل بمكيالين.