سرطــــان اسمـــــه داعـــــــش

كلمة رئيس التحرير (:::)

بقلم : وليد رباح – نيوجرسي (::::)

أرأيت مرض السرطان كيف ينتشر في جسم الانسان نتيجة عدم الكشف الطبي المتقدم .. ثم يهاجمك فجأة ليبدأ بالانتشار السريع في كل وصلة من جسمك .. ورغم كل ما يعطيك الطبيب من ادوية فانه لا يتوقف عن النمو والانتشار .. الا القليل او ما رحم ربي .. والنهاية معروفة … جاءنا اولئك من البعيد.. حيث امريكا العظيمة .. على ان يكونوا طوع امرها .. ثم تمردوا على خالقها بعد ان زودوا بكل انواع الاسلحة الفتاكه .. اضافة لسلاح غنموه اثناء القتال من الجيش العراقي الذي كان قواده على صلة بهم .. فاعطوهم ما لم تعطه امريكا لهم . وانت اذا ما نظرت الى سلاحهم فانه امريكي صرفا .. فمن اين جاء اولئك بكل تلك الاسلحه .. ؟ سؤال يحتاج الى جواب … والجواب كما هو السرطان معروف ايضا . وسؤال آخر .. خمسون دولة بكل اسلحتها الفتاكة تضرب داعش من الجو وكأنما تضربهم بالورود .. لقد احتل اولئك العراق في مدى عشرة ايام .. ووقف الرئيس الامريكي على متن فرقاطة امريكية على سطح المحيط لكي يعلن انتهاء الحرب واحتلال العراق .. هل كل تلك القذائف التي تطلق على داعش من النوع الذي يخرج صوتا فقط ..ولكنه لا يؤذي .. هل يضربونهم بالورود الحمرا لمناسبة عيد الفالنتاين .. اخبرونا بالله عليكم . وجاءنا اولئك باسم الاسلام .. وحوروه وحرفوه وزادوا عليه من عندياتهم بحيث فاقوا اقوال ابن تيميه في التطرف .. ثم اوغروا صدور قوم فازدادوا عددا وعده .. واجازوا الحرق وقطع الرؤوس والشي والقلي لمن يقع في ايدهم .. فاين هولاكو منهم .. اين التتار واين مثيلهم .. ليسوا قرامطة ولا خوارج او كفارا فقط .. وهل هم من نسل ياجوج ومأجوج الذين لايوقفهم مد ولاتؤثر فيهم قذائف .. اعتقد انهم ليسوا كذلك ,.. وانما هم من سلالة لا نعرف مصدرها .. تجردوا من الانسانية ومن احترام خلق الله .. وكل ذلك باسم الاسلام .. والاسلام منهم براء .  اذا كانت امريكا واوروبا بكاملها تقاتلهم وهم يزدادون عددا وعده .. وكأنما ينبتون من الارض نبتا ومن الماء كأنما هو الطحلب يأكل بعضه بعضا ولكنه يتكاثر وينمو .. ملايين او بلايين من الدولارات بين ايديهم .. يستولون على آبار البترول ويستخدمونها لصالحهم .. سلاحهم ماض كأنما صنع خصيصا لهم .. بلغت ضحاياهم حد الفجيعه .. ولا يقتلون الا المدنيين فقط .. في سوريا يقتلون المدنيين .. في العراق ايضا يشردون المسيحيين في الجبال .. في ليبيا يقتلون الاقباط المدنيين ممن قادتهم ظروفهم المعيشية للعمل فيها .. ومن المصيبة ان معظم العرب ممن يكدسون الاسلحة التي تستخدم في المراسم فقط .. جلهم ضد داعش .. ولكن اساطيلهم لا تتحرك الا عندما يقترب الداعشيون من غرف نومهم .. اين اساطيل السعودية الجويه  والبحرية .. واين سلاح الطيران المصري .. لماذا لم يتحرك الا عندما قتل اهلوهم من الاقباط .. ورغم ذلك ضربة جوية واحدة لا تكفي .. وان كل قبطي بالف من داعش .. نستصرخ الرئيس المصري ان يثمن دماء اولئك الابرياء .. ومن ثم يستمر في طلعاته حتى آخر داعشي سواء في ليبيا او غيرها .. اين طيران الاردن الذي قام بجولة وحيدة مع ان رجلا مثل معاذ لا يكفيه ذلك .. اين قطر التي تحارب في الاعلام والجعجعة فقط .. اين البحرين التي تقاتل اهلها فقط .. ولقد حيد الطيران السوري فلا يعمل الا ضد اهله .. اين شيوخ البترول الذين يصرخون ضد داعش كلاما .. ولكنهم يملئونهم فعلا .. ولا نزيد مطلوب من الدول العربية جميعا ان تتضافر للقضاء على هذا السرطان .. والذين منهم يعولون على التحالف فلا حاجة لنا بهم .. لان التحالف يختار مواقع للقصف ويحيد عن مواقع اخرى .. والا لما بقيت داعش كل تلك الشهور تقاتل مع ان المعلومات تقول بان اكثر من خمسمائة طائرة مقاتلة تشترك في القتال .. قتال من ؟ وما هي النتيجة من كل ذلك ؟ يجتمع العرب ونظنهم على قلب رجل واحد .. فاذا بهم فرادى .. وكل منهم يحمل سكينه وراء ظهره لطعن الاخر .. يشجبون ما تقوم به داعش .. ولكنهم اموات اذا ما قيل لهم قاتلوا .. ونحن لا نطلب منهم قتال اسرائيل .. دعوا الفلسطينيين يقومون بذلك .. فان امرأة فلسطينية واحدة اشجع واقوى وارجل من كل الذين يحملون النياشين على صدورهم .. فهم يقاتلون منذ اكثر من خمسين سنه .. ولكنهم لم ييأسوا بعد .. قيل لنا فيما مضى ان داعش قد انشئت لتفتيت الوطن العربي .. ولكننا لم نصدقهم آنذاك .. ولكننا اليوم نصدقهم  .. ولكن الكلام يظل كلاما .. فان صدقناهم ام لم نصدقهم فان الجريمة امامنا ماثلة .. انهم يفتكون بالوطن العربي لشرذمته .. وبالعائلة العربية لتفتيتها .. وبالانسان العربي لجعله واهنا ضعيفا ينتظر الذبح دون ان يفعل شيئا .. لانه ببساطة لا يملك السلاح الذي يقاتل به .. ان الجيوش الجرارة التي تختزن السلاح في اقبية تحت الارض وفوقها يجب ان تتنحى جانبا .. اعطوا الشعب  سلاحكم بعد اختيار من يقاتلون لكي يقوم بواجبه ويتصدى للهجمة التي تأكلنا فقبل عقود قلنا .. مثلما يقاتلونكم قاتلوهم .. وبالسلاح ذاته .. تحضرني في هذه الكلمة حكاية بائسه .. فقد ورد في كتاب قرأته لا اذكر اسمه يقول : كان الجندي من التتار يرى بعض العرب يجلسون امام بيوتهم في بغداد فيأتي اليهم ويقول : ماذا تفعلون هنا .. ويشير الى بيت مرفه ويسأل لمن هذا البيت .. فيقول احدهم انه لي .. يقول الجندي .. انتظروني هنا حتى ادخل الى البيت فانكح اجمل امرأة فيه .. وبعد خروجه كان يقول لهم : انتظروني هنا لكي اجلب سيفي من سرج الحصان لكي اقتلكم جميعها .. وكانوا ينتظرون الذبح دون ان يرف لهم جفن .. وسلامتكم .