سبايا الملح (1) قصائد للشاعر نمر سعدي

الشعر ….
قصائد للشاعر : نمر سعدي/ فلسطين المحتلة

سيكونُ ليلٌ
سيكونُ ليلٌ آخرٌ
يرتاحُ فيهِ الأنبياءُ من المزاميرِ الخفيفةِ والتأمُّلِ
مثلما يرتاحُ راعي الريحِ من سَفَرِ البراري
سيكونُ بحرٌ آخرٌ في حبَّةِ الرملِ الفقيرةِ
كيْ أعلِّقَهُ على حُزنِ الضحايا
ثُمَّ أسندَ أغنياتي في المساءِ على ثراهُ
لكيْ أضيءَ بكلِّ أعقابِ الدموعِ رذاذَ ناري
سيكونُ قلبٌ للمزاجيِّينَ منتصفَ الطريقِ
محلِّقٌ ينشقُّ من صرخاتهِ طيرانِ
من صلصالهِ قمرانِ في وضَحِ النهارِ
سيكونُ صوتٌ غيرُ مسموعٍ
لقدِّيسٍ كجان جينيه
يضيءُ بقبرهِ الجيريِّ وجهَ الليلِ
أو يمشي إلى صبرا وشاتيلا على قدميهِ
من أقصى الشمالِ الأطلسيِّ
لكيْ يُعيدَ إلى الحقيقةِ طفلةً
ويُعيدَ زنبقةً بغيرِ دمٍ لأضلاعِ الصواري
*

طباق

لا أحبُّ الطباقَ المراوغَ
لكنني قد أُحبُّ الخريفَ بلا سبَبٍ
والسفرجلَ يا أختيَ القبَّرةْ
لا أُحبُّ مثاليَّةَ الشعراءِ
ولكنني قد أحبُّ فماً واحداً
لنساءِ القصيدةِ
أو قمَراً يطلبُ المغفرةْ
لا أُحبُّ انتهاءَ الفصولِ
ولكنني قد أُحبُّ الغنَّاءَ
المقطَّرَ من جسَدِ الشجرةْ
أُحبُّ تفاصيلَ سيِّدةِ اللازوردِ
وسيَّدةِ الأقحوانِ
فكيفَ إذنْ يا إلهي الحبيبْ
صوتُ فيروزَ لم يمنعْ المجزرةْ؟
*

يحدثُ أن

يا قلبُ يحدثُ أن تغيبَ صديقةٌ
عن بوحكَ العبثيِّ أسبوعينِ
أو قمرينِ مكتملينِ
أن تتزوَّجَ امرأةٌ وتغرقَ في الحياةِ حبيبةٌ
أن تشتهي صيفاً بعيداً عنكَ
يحدثُ أن تشمَّ فقاعةً في صوتها
وتجسَّها بتنهدِّ الأعمى
ويحدثُ أن تغطِّي الآنَ سيِّدةٌ
ملاءتها بأعقابِ السجائرِ والمحارِ وبالزهورِ
وسِفرِ بوشكينَ الشقيِّ وبالنجومِ..
وأن تموتَ من الحنينِ
إلى فضاءِ روايةٍ لا تنتهي أبداً لتسكنَها
ويحدثُ أن أقولَ لقطرةِ المطرِ الصغيرةِ:
لم أزل وحدي على عرشِ الترابِ فضاعفيني..
أو أضيءَ بدمعةٍ وجهاً يرفرفُ في دمي الأزليِّ
يحدثُ أنَّ أصغرَ جملةٍ بيضاءَ موسيقيَّةٍ
تقتادني في الليلِ من حيفا إلى الدامورِ
يحدثُ أن أشيرَ لبجعةٍ ولطفلةٍ
ولسروتينِ على حوافِ قصيدتينِ صغيرتينِ:
خذوا مكاني