فضاءات عربية …
بقلم : د . علاء الدين الأعرجي – مفكر عراقي مقيم نيويورك …
في الفاتح من رمضان 1437، المصادف السادس من حزيران /يونية 2016 ، انتقل إلى جوار ربه المفكر الباحث السوري المعروف الأستاذ مطاع صفدي، مؤسس مركز الإنماء القومي و رئيس تحرير مجلة الفكر العربي المعاصر الذي أحتفظُ له بذكريات حميمة، ومواقف كريمة.
فقد تعرّفتُ على الفقيد، منذ مطلع التسعينيات، من خلال كتاباته الفلسفية الثرّة، ومشروع مطاع صفدي للينابيع، ومجلته الدَسِمَة “الفكر العربي المعاصر” ومؤلفاته الكثيرة ومنها “نقد العقل الغربي؛ الحداثة ما بعد الحداثة”، وغيره.
وفي منتصف التسعينيات، فاجأني برسالة بخط يده، يهنئني فيها على طرحي مشروع إخراج موسوعة عربية شاملة من خلال إنشاء “المؤسسة الموسوعية في المهجر”، الذي كتبتُ عنه أول مرة، في مجلة “الناقد” اللندنية الغراء، ثم حررت العديد من المقالات والدراسات، نُشرت في صحف ومجلات عديدة منها القدس العربي،(لندن) والحياة(لندن)، و البلاد(عمان) ومجلة الأهرام(القاهرة). وقال إنه حاول مع عدد من المثقفين إقناع بعض المسؤولين العرب بإخراج موسوعة عربية جامعة.
وبعد أن واصلت مراسلاتي معه، بين نيويورك وباريس، تشرفت بلقائه الشخصي في الدورة التاسعة للمؤتمر القومي العربي المعقودة في بيروت في عام 1999 . فواصلنا التذاكر حول نفس المشروع. واتفقنا أن نعقد اجتماعاً لمناقشة المشروع، في ضوء ورقة العمل التي أعددتها لهذا الغرض، مع الدكتور خير الدين حسيب وبعض من أعضاء المؤتمر البارزين منهم الدكتور عبد الإله بلقزيز كاتب/ مفكر مغربي، أستاذ فلسفة، والمناضل الفلسطيني الأستاذ رفعت النمر مدير عام بنك بيبلوس والأستاذ صباح المختار رئيس شبكة المحامين العرب في بريطانيا وآخرين. وكان المرحوم من أشد المدافعين عن أهمية المشروع وجدواه وضرورته الحيوية. ولكن مركز دراسات الوحدة العربية برئاسة الدكتور خير الدين حسيب لم يكن مستعداً لتبني المشروع، بسبب سعته ومتطلباته التي تتجاوز إمكاناته.