التصنيف : القصة (:::)
بقلم : سحر فوزي – مصر (:::)
جلست تتابع بشغف أحداث المسلسل التركي حريم السلطان ، شهور طويلة لا ترى خلالها سوى دموع النساء ، والتي بدأتها الجارية المفضلة (ألفت) بعد أن مات طفلها من السلطان سليمان ، فتركها وبحث عن غيرها ، فجاءت الجارية (ناهد دوران) التي أنجبت له الأمير مصطفى فظنت أنها في مأمن من غدره ، لكن مزاج السلطان جعله يبحث عن جارية أخرى ، فوقع اختيار السلطانة الأم على الفتاة الروسية التي كانت تعيش مع أسرتها وتعشق خطيبها الرسام ، لكن الغزو والاحتلال العثماني لا يرحم ، والسلطان لابد أن يكون له حريم يعشن في الحرملك لينتشي كلما مر من أمامهن بملابس الطاووس المغرور بجماله لكن لحمه مر ، و التي تلونت بدماء الشهداء ، كانت هيام فتاة جميلة تكره الأسر كما تكره أن تكون جارية حتى لسلطان السلاطين كما يدعون ، فاختاروها لتكون من مفضلاته ، فألقى عليها نفس أبيات شعره التي ألقاها على من قبلها ومن بعدها ، وأخذ يتغزل في مفاتنها وبعد أن أنجبت له خمسة أبناء بدأ يبحث عن جارية جديدة ، لم يمنعه حبها ولا كلماته ووعوده لها من معاشرة امرأة أخرى أسيرة من سبايا حروبه واحتلاله للدول الآمنة بحجة نشر الدولة العليا ، فدخلت هيام موسوعة الباكيات من حريم السلطان ، وتحولت إلى وحش كاسر تصب غضبها على كل من حولها ، فأوقعت إبراهيم باشا زوج شقيقة السلطان الذي تزوجها بعد عناء شديد ، في نفس الفخ وكشفت لزوجته السلطانة خديجة خيانته مع جاريتها فريال ، لتنضم إلى صفوف الباكيات المحترقات بنار الخيانة والعشق ، ولما هم الأمير مصطفى ابن السلطان سليمان أحب الجارية فاطمة وحملت منه ، لكنه لم يكتف هو الآخر بها فمن شابه أباه فما ظلم وأخذ يبحث عن امرأة جديدة ، فالتجديد في النساء مطلوب ، فأخذ هيلينة الفتاة التي كانت تعيش آمنة مع أهلها جارية له وعاشرها ليحرق قلب ودماء فاطمة التي راحت تبكي وتشتكي لأمه التي نهرتها متعللة بأن هذا حقه …ولا شريك له فيه ، وأن عليها أن تنجب له الولد دون أن تنطق بكلمة واحدة ، سرحت بعقلها في حكايات حريم السلطان قديما ، و تذكرت ما يحدث لها ولرفيقاتها الآن ، فوجدت أن المرأة ستظل على مر العصور مهما حققت من نجاحات جارية في حرملك الرجل ، تصونه وتخلص له وهو يعاملها كجارية ، يقيدها بقيود الزواج والبيت والأولاد ، ويلعب بمشاعرها وأحاسيسها هي وغيرها ، وفي النهاية يبحث عن جارية أخرى تجدد له شبابه ويلقي وراء ظهره كل ما فات من ذكريات وتضحيات ، أفاقت من غفوتها على يد صغيرها تربت على كتفها قائلا : لماذا كل هذا البكاء يا أمي ، ضمته إلى صدرها وجففت دموعها وأجابته : هذه هي دموع الجواري يا ولدي.
بقلم / الكاتبة الصحفية سحر فوزى