خواطر أكتبها للمستقبل : فيروس كورونا – بقلم : سعيد مقدم ابو شروق

منوعات …..
بقلم : سعيد مقدم – ابو شروق – الاهواز …
قالت أم شروق إن اللحم نفد، وكذلك الدجاج، ألا تذهب إلى السوق الشمالي؟
كنا قبل انتشار الوباء نتسوق معا، أما اليوم فتلثمت كالمرات الماضية بالكوفية وخرجت وحيدا، خرج ماجد من باب الصالة خلفي ليفتح باب الحوش ثم يغلقه كما كان يفعل عند خروجي من البيت، فمنعته:
ارجع يا بني، قد يكون الجو ملوثا؛ خاصة وأن العمال لا يزالون يعملون في بيت الجيران الذي مضى عليه أكثر من عام ولم يكتمل!
أغلقت الباب وتوجهت نحو السوق، لا يزال العفاسي يتلو القرآن ولم يصل إلى سورة الناس لينتقل الفلاش بعده إلى بث الأغاني.
اليوم الشوارع أقل ازدحاما، وكذلك السوق الذي وصلت إليه خلال خمس دقائق.
هذه المرة وجدت الذين يستخدمون الكمامات أكثر من ذي قبل، وكأن الناس بدأوا يفطنون إلى خطورة الفيروس الذي سجن الناس في بيوتهم، وما انفك يتحدى الأطباء والعلماء ويجول في العالم طولا وعرضا بقوته.
آه، كم أتمنى أن يتم كشف دوائه على يد عالم عربي! وفي دولة عربية أو إسلامية.
دخلت محل بيع الدجاج، كانت الفتاة السمراء ترتدي ثوبا أخضر، وكانت متكممة، وفي يديها قفازتان، وعلى رأسها قبعة بلاستيكية تغطي حجابها؛ وقد أمست تشبه الممرضات اللاتي يعملن في غرفة العمليات.
تكلمت معي باللغة الفارسية!
يا بنت الناس، ليست المرة الأولى التي أشتري منك الدجاج.
صفر صفر اثنان خمسة.
ضغطت على الأزار بسرعة وناولتني البطاقة البنكية.
– قطعيها إلى ثمانية أقسام رجاء… ففعلت.
ثم دخلت محل القصاب، واشتريت اللحم ورجعت.
لم أر في طريقي أي دور للحكومة في تطهير الشوارع أو تعقيم الأماكن العامة أو توزيع الكمامات أو القفازات!
وقبل الدخول في البيت، تركت الكوفية والقميص والبنطلون على حبل الغسيل، وعقمت يديّ بالكحول، ثم غسلت بالصابون لمدة 20 ثانية كما يوصي الأطباء، ودخلت.
اليوم رأيت مقطع فيدئو سجل في جنوب العراق يظهر شاعرا ينشد قصيدة باللغة الدارجة يقول فيها بأنه يرفض استخدام الكمامة، وإن الإمام الفلاني هو الذي يحفظه من فيروس كورونا، وكانت ثلة تردد معه الأبيات!
ولا أرى قصيدة هذا الشاعر ومثله غير قليلين، إلا حملة إعلامية لنشر الفيروس بين الفقراء والمساكين الذين يظنون أن الدين سيحفظهم من الأمراض، ولا حاجة للوقاية منها.
أطفأت التلفزيون بعد ما تابعت آخر الأخبار حول فيروس كوفيد 19:
عدد المصابين في العالم تجاوز 300 ألف.
أكثر الوفيات والإصابات في إيطاليا، والرئيس يسلم الأمر إلى السماء.
وفي إيران اقترب عدد المصابين إلى 25 ألفا والمصادر غير الرسمية تتكلم عن أكثر من مئة ألف.
ومختبرات العالم تتسابق لتجد دواء مضادا لهذا الفيروس الذي بدا كأشباح الظلام التي تراها، ولا تستطيع الإمساك بها!