خواطر أكتبها للمستقبل – فيروس كورونا بقلم : سعيد مقدم ابو شروق

منوعات …..
بقلم : سعيد مقدم ابو شروق … الاهواز
المادة (18)
لدي صفوف مختلفة من العاشر إلى الثاني عشر في ثلاث مدارس، والتي عطلها الفيروس الصيني كوفيد 19 قبل ثلاثة أشهر، فجعلتُ أتواصل مع الطلاب عبر تطبيق (شاد) التعليمي، أسجل لهم مقاطع فيديو أشرح فيها الدرس، فأرسلها عبر هذا التطبيق.
اليوم سجلت ستة مقاطع، وبلغ حجمهن 2G، فضغطتهن بتطبيق video show ليتقلص الحجم إلى 80M ليتسنى لي الإرسال ومن ثم التحميل من قبل الطلاب.
كانت الوزارة قد أعلنت أن التواصل عبر تطبيق شاد سيكون بالإنترنت السريعة و المجانية؛ لكن أيّا من هذين الإعلانين لم يتحقق إلا بعد إنهاء السنة الدراسية في المرحلة الابتدائية، واقتراب المرحلة المتوسطة الأولى والثانية إلى النهاية.
حتى أن أحد الطلاب أرسل لي اليوم حل واجباته بعد تأخير وقال معتذرا:
لم يكن لدي المال لأشتري باقة إنترنت.
ربما كان على الوزارة أن تهيئ لبعض المدرسين سبورة وأقلاما سحرية، وإلا أين يكتب مدرس الرياضيات أو الفيزياء أو الكيمياء كي تظهر الأفلام التي يصورها من دروسه ذات جودة مقبولة؟!
رأيت صورة قبل أيام من مُدرّسة وهي تكتب الدروس على ثلاجتها فتصورها لطلابها.
صورة تنقل لك أكثر من رسالة عن مأساة مؤسسة التعليم والتربية.
وقبل أن أنتقل إلى الموضوع الرئيسي لهذه الحلقة، لا بد أن أشير إلى أنني اشتريت قبل أكثر من عامين سبورتين مساحة كل منهما 60×80 سنتيمترا مربعا، أهديت إحداهما إلى مؤسسة ثقافية، واحتفظت بالثانية لصفوفي التي أقمتها حضوريا أو مجازيا لتعليم اللغة العربية؛ والآن أستخدمها لطلابي.
اليوم هو الحادي والعشرون من رمضان 1441، خرجنا بعد الفطور نتمشى وقد تكممنا احترازا من الابتلاء بفيروس كورونا، ليس هنالك تلوث صوتي ينبعث من مكبرات الصوت كما السنين الماضية، الشوارع هادئة، بل نحن نسلك الشوارع الخالية من المارة والسيارات.
عند رجوعنا غسلنا الكمامتين بالماء الحار والصابون، لنستطيع استخدامهما مرة ثانية.
كنا نتحدث حول عيد الفطر الذي لا يفصلنا عنه إلا بضعة أيام، وهل سيحتفل الناس فيه هذا العام، وهل يعايد بعضهم بعضا كما الأعوام السالفة؟
أم أن عليهم الالتزام بالتباعد الاجتماعي لأن لا يُصابوا بالفيروس ولا يُصيبوا الآخرين؟
هل نتسوق هذا العام من الأسواق المزدحمة كما فعلنا في الأعوام الماضية فنشتري الحلويات، والملابس الجديدة، وماء الورد، والعصائر احتفاء بالعيد؟
أم علينا أن لا نلقي بأيدينا إلى التهلكة ولا نُسقط الآخرين معنا؟
إن طيفا من شعبنا سيظهر وهو يتمرد ضد الإجراءات الصحية ويعاند عنادا لا تنازل بعده ولا رجوع فيخرج يوم العيد ساحقا جميع قواعد الصحة تحت نعاله فيطرق الأبواب ليضع الناس في مواقف حرجة فيفتحوا له دور الضيافة وهو يدخل بالفيروس ليتركه وراءه يعشش في رئات العجزة والأطفال والنساء!
ولا تستطيع أن تثني هذا الطيف من شعبنا عما عزم عليه من شرّ وهو لا يتقبل النصح بتاتا، فيخرج (رغم التوجيهات والنواهي) للمعايدة وإلقاء الأهازيج والدبكة الأهوازية واحتساء القهوة بفنجان واحد!
صحيح أن الكثيرين امتثلوا إلى الشفاء بعد ابتلائهم بهذا الوباء المشئوم، ولكن من يدري ما هي الأعراض التي قد يتركها هذا الفيروس بعد الشفاء؟!
هل ترجع سلامتنا مثل ما كنا؟!
هذا ما لا يعرفه الكثيرون من الأطباء والعلماء وهم يحاولون أن يدرسوا الأعراض في المختبرات.
بالأمس سمعت العلماء الغربيين يدرسون ضعف حاسة الشم لدى المتعافين!
إخوتي في الأهواز وخارجها، إن قضية فيروس كورونا قضية حياة وموت، أو حياة وشفاء مع أعراض مجهولة، إذن فلنبقَ في بيوتنا ونتقِ شره، لنتجنب شراء مستلزمات العيد هذا العام ونحافظ على سلامتنا وسلامة أعزائنا وسلامة شعبنا، حتى نتجاوز هذه الأزمة الصحية بعون الله.
سيفرجها الله، ونعوضها في الأعياد الآتية بعد عمر مديد إن شاء سبحانه.
أصبح في هذا الوضع الصحي الراهن من واجب الجميع الأمر بالحفاظ على السلامة، والنهي عن إلقاء النفس إلى التهلكة؛ وإن المعايدة هذا العام هي التهلكة ليست إلا.
منذ انتشار الفيروس، بدأت بعض القنوات التلفزيونية تبث شريطين إخباريين، أحدهما أبيض لأخبار السياسة والاقتصاد والرياضة، والآخر أحمر خاص لأخبار كورونا.
وفيما يلي آخر مستجدات هذا الفيروس الذي استعصى على الأدوية، فأضحى يصول ويجول في جميع أنحاء العالم دون رادع:
الكويت .. 14 ألف إصابة، وحالات الشفاء 3500.
مصر .. 12 ألف إصابة، و3 آلاف حالة شفاء و600 وفاة.
السعودية.. 52 ألف إصابة، و24 ألف حالة شفاء، و300 وفاة.
قطر.. دخول فيروس كورونا مرحلة الذروة، والحكومة تعلن 3 سنوات سجن لمن يخرج دون كمامة بعد أن سجلت 30 ألف إصابة.
الأهواز.. تقترب إلى 7000 إصابة و400 وفاة؛ وتعطيل جميع الدوائر لمدة أسبوع مرة أخرى.
المحمرة ..ما يقارب 300 إصابة.