خواطر أكتبها للمستقبل ( فيروس كورونا) بقلم : سعيد قدم ابو شروق

منوعات …..
بقلم : سعيد مقدم ابو شروق – الاهواز ….
الحلقة (17)
– أريد زيارة أهلي، فلقد اشتقت إلى أمي وأبي وإخوتي وأخواتي!
– ولكننا لا نزال في الحجر المنزلي.
-وإلى متى نلتزم بالحجر المنزلي، وإلى متى ننقطع عن الناس؟!
– إلى أن تحل مشكلة فيروس كورونا.
– هب أن علاجه لن يظهر لسنين، هل نبقى مسجونين في بيوتنا؟!
لا شك أن مثل هذا الحوار الذي قد لا يخلو من الزعل، قد يدور بين بعض الأزواج.
الأطفال اشتاقوا إلى مدن الألعاب والحدائق العامة، والطلاب إلى مدارسهم، والنساء إلى أمهاتهن.
وهل الاتصالات الهاتفية بالصوت والصورة تفي ببعض الغرض فتروي قليلا من ظمئنا للقاء ذوينا؟!
وما الحل؟!
هل نبدأ بزيارتهم مرة في الأسبوع ونحن ملتزمون بإجراءات الوقاية، نحافظ على المسافة الآمنة ونتجنب المصافحة، فنجلس في الفناء بدل الصالة، ونخفف زياراتنا إلى نصف ساعة بدل الساعات؟
ونكتفي ببعض الأحاديث القصيرة دون احتساء الشاي والقهوة، ودون تناول الطعام؟
ولكن، هل ثمة من يلتزم؟!
أخشى إن عملنا بهذا الاقتراح أن نمسي بعد مدة قصيرة مثل الحكومة التي بدأت بخطوات صارمة في بداية انتشار الفيروس فأغلقت الطرق والأسواق وعقمت الشوارع، ثم تساهلت بعد برهة فرجعت الأمور إلى وضعها الطبيعي كما كانت، وصرنا نسمع بمئتي إصابة في الأهواز خلال 24 ساعة وكأن هذه الإصابات تحولت إلى خبر اعتيادي كقصف طائرات روسيا في أسواق سوريا وقتل العشرات من الأطفال والنساء!
اليوم صباحا ذهبت لأملأ خزان السيارة بالغاز.
توجد محطتان لغاز cng في المحمرة، إحداهما شبه معطلة تفتح يوما وتسكر شهرا؛ كما أن هناك أربع محطات للبنزين.
وقد قننت الحكومة الإيرانية منذ ستة أشهر ثلاثين ليترا من البنزين للسيارات التي تعمل بالوقود المزدوج بعد أن رفعت سعر البنزين من عشرة آلاف ريال لليتر إلى ثلاثين ألفا.
ومن الطبيعي أن تحرق السيارة الخاصة الثلاثين ليترا في أقل من شهر حتى لو كنا ملتزمين بالحجر المنزلي؛ أما قبل أن يهاجمنا الفيروس الصيني فكانت هذه الحصة التي أمسى سعر ليترها خمسة عشر ألفا، تنفد خلال أسبوع أو عشرة أيام، وبعدها نلجأ إلى الوقود الغازي.
رأيت يافطة في واجهة محطة الغاز مكتوب عليها باللغة الفارسية (لتفادي الإصابة بالفيروس، لا نستلم المبالغ، سدد بالبطاقة البنكية).
فأخرجت بطاقتي بعد أن ملأت الخزان وصرت أبحث عن جهاز نقاط البيع، لكني لم أجده!
سألت أحد موظفي المحطة عنه فقال: ليس لدينا جهاز للدفع الآلي، ادفع نقدا.
وهذا نموذج بسيط من التراجع عن الإجراءات التي قالوا إننا سننفذها بصرامة؛ وكانوا قد أعلنوا أن الأوراق النقدية تنقل فيروس كورونا المستجد، إذ إن المال ينتقل باستمرار بين الأيدي، ويمكنه التقاط الفيروس؛ وأظهرت دراسة أنه يمكن لهذا الفيروس أن يعيش ما يصل إلى يوم واحد على الأوراق النقدية.
هذا فضلا عن أن الموظفين في المحطة لم يستخدموا الكمامات ولا القفازات!
وما يلي آخر الحصيلة لتطور جائحة كوفيد 19 لهذه الحلقة من خواطري:
أكثر من 4 ملايين إصابة في العالم، من بينها مليون و400 ألف حالة شفاء، و280 ألف وفاة.
في أميركا مليون و300 ألف إصابة، و77 ألف حالة وفاة.
سجلت روسيا 11 ألف إصابة خلال 24 ساعة ليرتفع إجمالي الإصابات فيها إلى 200 ألف.
فرنسا .. استخدام الكمامات إجبارا.
الإصابات في إيران تقترب إلى 110 آلاف، و7 آلاف وفاة.
الإصابات في الأهواز 4500 وعدد الوفيات 400 وفي المحمرة 170 إصابة و20 وفاة.