حمـــار السلطــــان يلعــــق بساطيـــر العسكـــر – قصة : وليد رباح

القصة …
قصة : وليد رباح – نيوجرسي …
عن امه لأبيه ….. كلام اسنده وزير الخارجية في دولة الحمير انه قال: في بغداد القديمة، حيث كان الجنود الانكشارية يتحكمون بنوعية الخليفة، ان مالأهم ابقوه وان خالفهم عزلوه …. اشترى سلطان احد المقاطعات العربية حمارا ابيض اللون زاهي المنظر .. ان وخزته شتمك، وان اسقيته ضحك لك، ان لم تطعمه في وقته حرض عليك السكرتير العام للامم المتحدة، وان اطعمته قال لك: كثر الله خير امريكا … ان ضحكت له رضي عنك … وان عبست في وجهه رفسك وملأ الدنيا نهيقا.
وعلم الناس انه حمار السلطان فغدا يمر في الشوارع فيقدمون له احلى الهدايا، كان البرسيم لم (يخترع) بعد، فقدموا له الحلويات المحشوة باللوز والسكر، اكثر من هذا، عرضوا عليه الاناث من حميرهم لكي يمتع وقته.
وهكذا ظن الحمار نفسه انه مهم جدا .. ففكر في ان ينقلب على السلطان ويصبح سلطانا … وفي ليلة مظلمة … هجم الحمار الابيض مع مجموعة من محبيه على مبنى الاذاعة والتلفزيون فاحتلهما واذاع البيان الاول قال فيه: ايها الناس …. ان قضية فلسطين قضية مركزية … سنناضل من اجلها حتى تتحرر … ولذا فإنا نطلب منكم الدعم والمساندة … ولسوف نجيش الجيوش ونعبىء الصواريخ تمهيدا لتحريرها … فصفق الناس له.
وفي غضون ذلك حدثت اشياء كثيرة …. مات السلطان القديم حزنا على الشعب الذي يقوده حمار …. وهرب الخاصة بكل ما لديهم من نقود الى سويسرا … وانتشرت المخدرات بين صفوف الشعب لكي ينسوا مصيبتهم … ولكنهم مع كل ما حاق بهم كانوا يصفقون للحمارعندما يشاهدون صورته من خلال التلفزيون او يسمعون صوته عبر الاذاعة.
وظل الحال على ما هو عليه حتى اصبحت نساء دولة الحميرعرضة للعدوان عليهن من قبل بساطير العسكر الاجانب.