فن وثقافة …
بقلم : سعيد مقدم أبو شروق – الأهواز….
مسالم (1)
سجلوه في المدرسة، كان أطرش في الزفة،
لا يفهم الدروس التي تلقى باللغة الفارسية؛
وقد غرد خارج السرب أكثر من مرة، فضربه المدرس؛
غضب ولم يعترض.
30-5-2016
مسالم (2)
في عطلة الصيف،
لم يشترك في أي صف تعليمي،
ولا تذهبْ بعيدا لتظن أنها فترة استراحته؛
بل كان يستيقظ فجر كل يوم ليعمل،
أسرته فقيرة، وأبوه لم يوظف في شركة أو دائرة، وعليه أن يسانده.
يقضي عطلته الصيفية بالكدح والعناء.
ويغضب كثيرا ولم يعترض.
31-5-2016
مسالم (3)
عندما سلبوا أراضي الفلاحين بحجة إنشاء
شركات قصب السكر ومنطقة تجارية حرة،
وحينما حولوا مجرى كارون إلى إصفهان،
وأججوا المياه وجففوا الحقول وقتلوا النخيل؛
غضب ولم يعترض.
1-6-2016
مسالم (4)
في الجامعة تحمل إهانات الأساتيذ وتشويه تأريخ بلده،
حاول أكثر من مرة أن يحتج على عنصريتهم،
لكنه خاف أن يرسبوه؛
فغضب ولم يعترض.
2-6-2016
مسالم (5)
في فترة الانتخابات، يعلم جيدا أنها مهزلة؛
يصعد الانتهازيون على أكتاف الناس ليصلوا إلى مبتغاهم الدنيء،
يسمعهم يعدون الناس ويكذبون، يراهم يرشون الفقراء؛
فيغضب ولم يعترض.
3-6-2016
مسالم (6)
في الخدمة العسكرية، أهانه الملازم:
(أيها العربي الحافي)…
قال يكلم نفسه:
ما لهذا العنصري؟ّ!
أضيّعُ سنتين من أحلى سنين عمري أخدمهم ثم يهينني!
فتحركت شفتاه بكلام غير مسموع؛
وغضب ولم يعترض.
4-6-2016
مسالم (7)
تخرج من العسكرية وتزوج،
خرج باحثا عن عمل،
حشر يده مع الأيادي الممتدة وقدم ملفه،
في اليوم التالي وجده في سلة المهملات؛
غضب ولم يعترض.
5-6-2016
مسالم (8)
انتمى إلى فريق السين،
وظل يصلي شطر المسجد الحرام،
لكنهم ضيقوا عليه الخناق…
قال يكلم نفسه: ما لهؤلاء؟!
ألم نـُخلق أحرارا؟…فلمَ الإكراه؟!
فغضب ولم يعترض.
6-6-2016
مسالم (9)
البارحة كان يقرأ قصيدة (متى تغضب):
إذا نـُسفت معالمنا…ولم تغضب!
إذا نـُهبت مواردنا …ولم تغضب!
أخي في الله ..أخبرني متى تغضب؟!
اليوم غضب من كل ما يدور حوله كثيرا، ولم يعترض.
7-6-2016
مسالم (10)
فتح القرآن:
وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ …
ثم جلس يفكر: أين الكرامة وقد عشتُ في خنوع؟!
استمر بالقراءة والتدبر… تاب إلى ربه؛
قرر أن لا يكون مسالما بعد اليوم؛
وإن غضب…اعترض.
حاول أن يرجع ليصلح ماضيه،
وجد الأوان قد فات، ولا يمكن تعويض خسارته عمره؛
فسار إلى الأمام غاضبا ومعترضا ومطالبا بجميع ما يستحقه…
وعندما رزقه الله ولدا،
خشي أن يصبح ابنه مسالما كماضيه الأسود،
فعلمه أن يغضب وأن يحتج…
وأن يسعى نحو العلا مهما كلفه الأمر، ولو اضطر أن يتدلى من الحبل؛
وأن ينشئ في داخله وطنا، حتى إذا بلغ أشده …
يكتمل الوطن معه وينضج.
8-6-2016
سعيد مقدم أبو شروق – الأهواز