الجريمة (::)
بقلم : بكر السباتين (:::)
كلنا تلقينا خبر مقتل الشاب البريء في تلاع علي من قبل أحد سكان إحدى العمارات السكنية هناك باستهجان، القاتل تذرع في أنه اشتبه بالمغدور ليتعامل معه بالسلاح متسببا بمقتله في وضح النهار؛ فبدا وكأن المجني عليه مجرد لص مسلح اقتحم مملكة الجاني المنيعة، ليسير القاتل تفاصيل الحادث بقوانينه الخاصة المستمدة من شريعة الغاب..
وفي ذات السياق أوضحت عشيرة ال سمحان في الاردن وفلسطين في بيان نشرته مؤخراً في موقع كرمالكم الإخباري بان ابنها المغدور محمد احمد عاهد سمحان 30 عاما والذي قتل صباح اليوم الخميس هو صحفي يحمل الجنسية الفلسطينية ودخل الاردن بتاريخ 12 – 10 – 2015 لقضاء اجازة خاصة.. وقد استأجر شقة مفروشة في إحدى العمارات السكنية، فتاه عنها نظرا لتشابه الأبنية، ما دعاه لسؤال حارس إحدى البنايات (مصري الجنسية) الذي ارتاب بأمره، فأخبر الأخير أحد السكان بشكوكه بأمر الشاب الغريب، ليباغت الجاني الضحية برصاصة في رأسه. ويطالب أهل المغدور بإعدام الجاني لما اقترفت يداه بحق ابنهم الذي يستحق لقب الشهيد.
ومن هنا أضم صوتي لصوت ال سمحان بعد أن أعزيهم بمصابهم الجلل، في المطالبة بإعدام الجاني الذي قتل ابنهم البريء بدم بارد، ما يمثل قمة الرعوية والاستهتار في التعامل مع الأبرياء.
فماذا يعني أن توجه سلاحك من مسافة الصفر حسب بيانات الأجهزة الأمنية فتزهق روحا بريئة لصحفي تاه عن شقته الموجودة في ذات المكان! وفي حي تلاع العلي الذي تتشابه فيه العمارات السكنية ليعيد الكرة بالسؤال من جديد! فهل سيتطلب الأمر حمل السلاح دفاعا عن النفس من قبل أي تائه يبحث عن عنوان ينشده للانتباه إزاء تصرف مجنون كهذا! فمن هو ذلك المتعجرف الذي هانت عليه روح هذا شاب البريء! فهل ثمن السؤال هو القتل أم أننا نعيش تحت قانون شريعة الغاب.. كيف نثبت بأننا بشر أسوياء ما دمنا نعالج أمورنا الصغيرة كأنها حرب ضروس يستلزم في أتونها دق الحديد بالرصاص! هذه جريمة نكراء بكل المقاييس الإنسانية والدينية والقانونية.. إذ تندرج في باب الاستهتار المقصود بحياة الإنسان! والتجني على أحدهم بزهق الروح ومن ثم قتل الشخصية معنويا؛ حينما برر القاتل جريمته بأن المجني عليه بدا وكأنه جاء ليسرق العمارة.. أما ادعاء الجاني بأنه أطلق الرصاصة في الهواء تهويبا فهو عذر أقبح من ذنب.. راجيا من القضاء الأردني اتخاذ أشد العقوبة بحق الجاني إذا ثبتت إدانته! وللشهيد المغدور الرحمة ولأهله حسن العزاء..