تهب الرياح من كل اتجاه : هكذا ا فكر انا .. بقلم : ادوارد جرجس

آراء حرة ….
بقل : إدوارد فيلبس جرجس – نيويورك
والعنوان سوريا. لست أعلم هل أنا أصبحت من قراء الغيب في فنجال القهوة المر . لم أذهب بعيداً عن مقال الأسبوع الماضي والديك الذي تنازل عن الآذان أو خيانة الثلاثة ثيران لبعضها حتى تم افتراسها ، حتى جاءت الضربة الثلاثية لسوريا بحجة الأسلحة الكيماوية ، سيناريو متكرر لما فعله بوش الابن بالعراق ، أنا لن أبحث هنا عن الخنوع العربي ومجالس القمة العربية واجتماعاتها التي لا تزيد عن تبن في مهب الرياح تذروه وتذروه ولا فائدة منه . أُفضل أن أتحدث هنا عن طبول الحرب العالمية الثالثة ، التي تؤكد لنا جميعاً وبوضوح أنها قادمة لا محالة في ظل هذه الحالة المتبجحة التي لم يخفي بها العدو وجهه ! بل كشف عنه وكشر عن أنيابه فخلع عباءة الدبلوماسية وتخلى عن الخجل ، الضربة الثلاثية لسوريا هي دقة جديدة لطبول الحرب التي لم نكن نتوقع أن تنشب مجدداً وخاصة بعد أن ظننا أن الغزو الاستعماري الجديد قد اتخذ أشكالاً أخرى أكثر سلمية ولم يعتمد على الأسلحة بشكل مباشر كما كان في الماضي ، لكن اتضح أنه لن يتخلى عن العنف الذي قد يذهب بالعالم إلى حرب ثالثة. هل سيعيد التاريخ نفسه مرة أخرى ضارباً عرض الحائط بكل التعهدات والتأكيدات والالتزام الذي ألزمت به الدول التي نالها من الدمار بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية نفسها بانقضاء عصر الحروب المباشرة التي تأذت منها البشرية ؟ فبالرغم من تخلي الدول الكبرى عن فكرة الاستعمار التي كانت مدعاة للتفاخر والتباهي بين بعضهم البعض ، إلا أن الهدف ما زال قائماً متغللاً في النفوس والنوايا . فقد استعاضت الدول الاستعمارية عن فكرة الاحتلال المباشر وراحت تبحث عن أشكال جديدة للتدخل والسيطرة فكرياً وثقافياً واقتصادياً وسياسياً . بعد الحرب العالمية الثانية تغيرت الصورة عما قبلها وبدأت دولتين عظيمتين تتنافسا على قيادة الأرض وهما أمريكا والاتحاد السوفيتي ، وما دار بينهما من حروب باردة انتهت بسقوط الاتحاد السوفيتي لتجد أمريكا متربعة بمفردها على عرش القوة بلا منازع ! ، وكان هذا الانفراد بالنفوذ مدعاة للتعجرف والتدخل السافر في شئون الغير والتحكم في مصائر الدول بمحرك ودافع سياسي هو المصلحة فحسب ! ، لكن ما لا يتوقعه هؤلاء المتغطرسون أن التاريخ يعيد نفسه ! ، أسأل هل سيتوارى الضمير الإنساني ويتنحى جانباً ليترك البشر عرضة للدمار من جديد بعد هيروشيما وناجازاكي وبيرل هاربر وغيرها من تبعات الحروب التي انهكت العالم ؟ ، هل سيتحمل العالم حرباً جديدة في ظل كل هذا التقدم والتطور في كل أشكال وأنواع الأسلحة وعلى رأسها السلاح النووي ؟ ، هل ستكون منطقتنا العربية  مسرحاً لحرب جديدة بين القوى الكبرى التي تصارع بعضها البعض على فرض النفوذ واستعراض العضلات على حساب دول لم تعد تحتمل بما أصابها من ويلات التفكك والانهيار والحروب الأهلية والطائفية والتنظيمات الإرهابية التي تم تصديرها وتمويلها من تلك الدول الكبرى حسب المخطط المرسوم ؟ ، هل سيدفع الوطن العربي مزيداً من فواتير الدمار لصالح صراعات الدول التي لا يعنيها إلا استنفاد خيراته واللعب بمقدراته ؟ ، أيها العرب ، أليس في الأتحاد قوة ؟! ، ألم تكن الوحدة التي جفت الحلوق نداءً بها بين بلدان المنطقة خيراً لنا جميعاً كي لا نتحول إلى أوراق كوتشينة تتناقلها أيادي اللاعبين من ذوي السطوة كما تشاء ؟
edwardgirges@yahoo.com