تهب الرياح من كل اتجاه : هكذا افكر انا

اراء حرة (:::)
إدوارد فيلبس جرجس – نيويورك (:::)
إعلان مدفوع الأجر .. مطلوب عدد واحد ” وزير ” للداخلية  ، الشروط ، قادر على إعادة  بناء الجهاز الشرطي أو على الأقل تطهيره بطريقة جدية ومقنعة وليس شكلياً ثم نفاجيء بأن قلب الجهاز لا يزال معطوباً . لا نقاش في أن الجهاز به من الشرفاء والأقوياء العدد الكبير وإلا ما سمعنا عن هذا العدد الهائل من الشهداء الذين يتساقطون كل يوم وحتى هذه اللحظة ، لكن لا ننسى أن ثمرة واحدة من الفاكهة يمكن أن تُفسدَ الصندوق بالكامل . لن أتحدث عن الأداء الغير مضبوط في كثير من الخدمات الأمنية حتى الآن التي أدت إلى وقوع الضحايا أو تدمير المنشآت ، لكن ساتحدث عن الواقعة التي حدثت منذ عدة أيام وهي الهوجة التي قام بها بعض أمناء الشرطة في محافظة الشرقية وانضم إليهم البعض من محافظات أخرى ، لا يمكن أن تسمى بأكثر من” هوجة ” لأفراد ينتمون للجهاز الشرطي الذي أساسة الانضباط ، هذه الهوجة تنطق بالكثير أولها أن السيطرة على الجهاز غير محكمة ، أفراد من أمناء الشرطة منعوا مدير الأمن من الدخول إلى المديرية للتفاهم معهم ، فكيف يكون تعاملهم مع ضابط صغير أثناء العمل !!!! ، الهوجة من الواضح أنها لا تحمل المطالبة ببعض الحقوق بل يتخذونها كذريعة لإثارة الفوضى ، مأجورون ، لا يحتاج الأمر إلى ذكاء لنقول أن الأجر الذي تقاضونه من الدسامة بحيث يجعلهم يخاطرون بكشف أنفسهم وكسر الخط الأحمر لقانون التظاهر وقانون الإرهاب ” البعض منهم خرج وهو يحمل سلاحه الميري ” ، هذه الهوجة تؤكد أن جهاز الشرطة تم اختراقه وعلى جميع المستويات ، حقيقة مهما حاولت بعض القيادات من فبركة الحقائق كالعادة ، أسلوب التظاهر يقول أنهم لا يقيمون للقانون أي وزن بالرغم من المفروض أنهم يكونوا حماة للقانون ، بالرغم من وجود الشرفاء من أمناء الشرطة لكن هذا لا يمنع أن أقول أن الكثيرين منهم انحرفوا وامتدت أيديهم للرشوة والفساد  وقد يكون فيلم ” هي فوضى ” صورة حقيقية للكثير من أمناء الشرطة الذين أصبحت سطوتهم تسود أحياناً على مأمور القسم الذين يخدمون به ، تسأل لماذا ؟ ، الإجابة معروفة ولا تحتاج لذكاء لنقول ” إذا كان رب البيت بالدف ضارباً فشيمة أهل البيت الرقص ” ، وإذا انتقلنا من الهوجة نفسها التي تثير الاستفهام والتعجب لننتقل إلى رد فعل جهاز الشرطة والوزير نفسه ذهبنا إلى دهشة أكبر، كنت انتظر بفارغ الصبر لأعرف كيف ستتعامل الدولة مع هذه الهوجة التي تقبل تسمية التمرد ، كدت أُصاب بالغثيان عندما استمعت في نشرة الأخبار في اليوم التالي أن أزمة أمناء الشرطة انتهت ويتم التفاهم معهم من قبل القيادات وحديث عن المبالغ المطلوبة التي تلزم لتحقيق مطالبهم ، ثم ماذا بعد ؟ ، أين هو الإجراء الذي يعيد الهيبة إلى الجهاز ، أين هو الإجراء الذي يحفظ ماء وجه الوزير ، أين هو الإجراء الذي يقول اننا في دولة يوجد بها جهاز شرطي له القدرة على حمايتها ضد الإرهاب ، هل يلومني أحد على الإعلان المدفوع الأجر ، تحية إلى وزراء للداخلية كانوا كما نقول بالعامية ” ملو هدوهم ” سواء من رحل منهم أو من لا يزال على قيد الحياة .
edwardgirges@yahoo.com