آراء حرة …
إدوارد فيلبس جرجس – نيويورك …
لا أتراجع أبدا عن أن الأمثلة العامية والمقولات الشعبية الخاصة بنا ، تراث وتجربة وحياة ، في كل مجال نجدها ، والمقولة الشعبية التي تقول ” علمني الهيافة يابا .. قال له تعالى في الهايفة واتصدر ” تحتل مركز الصدارة عندي ، بعد أن كثرت الهيافات والتفاهات وعششت في كل العقول لا فرق بين كبيرها وصغيرها ، بين مسئول ومن لا يحمل أي مسئولية . واقعتان في الأسبوع الماضي أعلنتا عن هيافتهما بكل صراحة وعلى الملأ دون محاولة للدراسة قبل النطق أو التفكير . السيدة وزيرة الصحة الجديدة وإسوة بسلو بلدنا في أن كل مسئول بمجرد أن تلامس مقعدته كرسي المسئولية يفكر في أي شئ ملفت للأنظار ليبدأ به مسئوليته . خرجت سيدتنا الهمامة بقرارها الذي سيجعل الصحة في بلادنا حديث العالم كله .. قررت بأنه على كل مستشفي يوميا وكل صباح أن تعزف السلام الجمهوري ويردد الأطباء القسم ، شاهدت هيافات لمسئولين من كل نوع لكن هذه هي المرة الأولى التي تصدمني هيافة من الوزن الثقيل وتحرضني أن أرسلها إلى موسوعة جينس لتتصدر موسوعة الهيافات . بالتأكيد أنا لا أقلل من السلام الجمهوري لبلدنا ، لكن دهشة أصابتني وأنا أستمع لهذا القرار المجوف من الفكر ، والمصيبة أنني وجدت كالعادة من يطبل لها من الإعلاميين ، على ماذا لست أدري ؟ ، هل لأن القرار الأول لها يعلن أن الخطوة التالية ستكون قرارا بعمل طابور صباح لكل المستشفيات ثم يرددون تحية العلم ثم يتوزعون على أقسامهم ، هذه الوزيرة حكمت على نفسها مع خطواتها الأولى بالفشل وأراهن على أنها لن تستمر في منصبها كثيرا ، الصحة والمستشفيات تحتاج للكثير والكثير لكي ينصلح حالها وليس بالسلام الجمهوري ، يا دكتوره تريثي قبل أن تصدري قرارك القادم حتى لا يطلق عليك وزيرة الهيافات . أما الأدهي في الهيافة هو ما جاء على لسان الكاتب والإعلامي دكتور خالد منتصر بأن أغرب شرط قرأه في حياته في بلد أنه من شروط المتبرع بالكبد الجزئي أن يكون من نفس ديانة المريض !!! ، واستطرد في تدوينة على حسابه بالفيسبوك ، البلد الوحيد التي فيها هذا الشرط هي مصر !!! ، وتابع قائلاً ، سمعت في زراعة الأعضاء عن توافق الأنسجة ، سمعت عن توافق فصايل الدم ، لكن عمري ما سمعت عن توافق الديانات . وشدد بقوله ، الحل هو تفعيل قانون زرع الأعضاء من الميت اكلينيكيا ، وبالطبع إلغاء هذا الشرط الكريه ” بلغتي أنا الشرط الهايف ” بحيث يؤخذ من أي مريض مختلف العقيدة أو الجنس أو اللون ولكنه متواق النسيج ويكون هذا هو الفيصل الطبي . تشدني الحيرة ، لو أردت أن أتبرع بأعضائي ، هل من المفروض أن يكتبوا عليها ، كبد مسيحي ، أو كُلى مسيحية ، احترت أن أصنف هذه الهيافة ، هل هي تخلف ترسخ في العقول ولا يريد أن يبرحها أم هو تابع لمقولة علمني الهيافة يابا ، حتى الآن لا أعرف أين دور الدولة في مثل هذه الأمور ، وهل أضيفها للتوكتوك الذي يسير دون ترخيص ويقوده أطفال وترتكب بها أفظع الجرائم والدولة ودن من طين وودن من عجين ، نحن لسنا في حاجة لمشاريع اقتصادية قدر احتياجنا لمشاريع عقلية تخرجها من الهيافة !!!!! .
edwardgIrges@yahoo.com